محمد علاء الدين، النازح والمرشد الصحي في بورتسودان
يشاركنا محمد علاء الدين، مرشد صحي مع فريق اطباء بلا حدود في بورتسودان، قصته مع النزوح مرتين ودوره داخل المجتمع.
هذه ليست محطتي الأولى على طريق النزوح. لقد هربت من الخرطوم إلى ود مدني، والآن، أجد نفسي مرة أخرى نازحاً في بورتسودان. لطالما كان السفر عبر السودان ورؤية وجوه جديدة يُشعرني بالسرور، لكن هذا النزوح من مكان إلى آخر ليس إلا كابوساً.
ومع ذلك، أحاول أن أجد معنى لوجودي هنا في بورتسودان، لذلك انضممت إلى منظمة أطباء بلا حدود كمروّج صحي للنازحين.
بصفتي ممرض، رأيت في هذا الدور فرصة لتحويل المفاهيم النظرية للعمل الإنساني، التي درسناها في الجامعة، إلى التطبيق العملي. إن قرار منظمة أطباء بلا حدود، بتعيين مروجين صحيين من داخل مجتمع اللاجئين قرار حكيم، حيث إننا أقدر على إيصال المعلومات الصحيحة إلى أولئك الذين نزحوا معنا، ومشاركة آلامهم، وفهم احتياجاتهم.
لكن المنظمات الإنسانية، التي تقدم دعمها، ليست الداعم الوحيد في هذا المجال، إذ يكمّل هذا الدور جهود المجتمعات المضيفة، التي تساهم بكل ما تستطيع".
وانطلاقاً من روح المشاركة المجتمعية هذه لضمان استمرارية النظافة الصحية، تعمل فرقنا مع أخصائيين نظافة صحية في 11 موقعاً للنازحين الذين أنشأوا "لجنة إدارة النظافة" لضمان التنظيف اليومي لمراحيض الحفر وعمل نقاط غسل اليدين.
هناك حاجة إلى دعم مستدام
أحد التحديات الأكثر إلحاحاً التي يواجهها مجتمع النازحين هو محدودية الوصول إلى المياه، إلى جانب عدم كفاية الدعم من المنظمات الإنسانية الأخرى لتلبية الاحتياجات المختلفة. ولهذا ندعو المزيد من الجهات الفاعلة الإنسانية للمساهمة في دعم السكان النازحين في بورتسودان، وللاستجابة لهذا النقص من الضروريات الحياتية.
بورتسودان ليست الوجهة الوحيدة للنزوح. ففي الأشهر العشر الماضية وحدها، نزح حوالي 7 ملايين شخص عبر السودان وإلى الدول المجاورة، مع بقاء الأغلبية داخل حدود السودان.
المصدر: موقع اطباء بلا حدود ـ السودان