الصحفيون السودانيون تحت الحرب: من الاعلام الى ``الدرداقة``
متابعات ـ مواطنون
سلطت صورة الصحفي عبد العليم مخاوي وهو يقود درداقة "كارة يدوية للنقل" في احد اسواق مدينة كوستي، الضوء مجددا، على اوضاع الصحفيين في السودان، في ظل الحرب الدائرة في السودان منذ ابريل الماضي.
وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي، ومنصات اخبارية عدة صورة مخاوي وهو يسحب راجلا "درداقة" في سوق “الملجة” بمدينة كوستي، أكبر مدن ولاية النيل الأبيض، قبالة مدينة ربك عاصمة الولاية، جنوب الخرطوم التى نزح اليها عقب إندلاع الحرب في الخرطوم.
وعبد العليم مخاوي صحفي عمل بعدد من الصحف واحدي الإذاعات الخاصة، اضطر قبل نحو 6 شهور، للنزوح من الخرطوم الى كوستي بحسب النص المنداول.
وتذكّر قصة مخاوي، بقصة زميله الصحفي رامي محكر التي وجدت رواجا في شهر سبتمبر العام الماضي، الذي اضطر بدوره للعمل بائعا متجوّلا لكسب الرزق، بعد أن أغلقت المحطّة الإذاعية التي كان يعمل فيها بالعاصمة الخرطوم.
وكان رامي قد كتب في صفحته بمنصة فيسبوك مع صورة له وهو يقود درداقة (أنا شغال في إذاعة هلا، وطبعًا المؤسسة توقفت لأن موقعها في العمارة الكويتية بالقرب من القصر الجمهوري وهو منطقة نزاع خطيرة والشغل مستحيل. بعدها انتقلت إلى ولاية النيل الأبيض وبدأت أعمل في سوق الإعلان عبر الموبايل. ننتج الإعلانات وفقًا لللطلب. ولم نتمسك بالأسعار لأننا مقدرين ظروف الناس، والوضع التي تمر به البلاد. والأمور ماشيه والحمد لله. وبعدها حاولنا أن نعمل في مهن أخري منها (الدرداقة) ولم ننجح. ومع ذلك نقاوم من خلال بعض الأعمال الصغيرة من أجل البقاء).
وكتب مرتضى احمد في تقرير صحفي في سبتمبر الماضي "لم يكن رامي سوى واحد من مئات الصحافيين السودانيين تتقطّع بهم السبل بين نازحين داخل وطنهم ولاجئين في دول الجوار، وتوقّف عملهم نتيجة إغلاق كامل للصحف المحلية ومحطات الإذاعة والتلفزة التي كانوا يشتغلون فيها، بينما يواجه الصحافيون المستقلون والمراسلون لوسائل الإعلام الدولية والإقليمية تضييقاً واسعاً من طرفي الحرب".
وقال السكرتير الاجتماعي لنقابة الصحافيين السودانيين، وليد النور، مؤخرا ان اكثر من 600 صحفي وصحفية فقدوا وظائفهم وتوقفت الصحف المحلية والقنوات الخاصة والحكومية وتدمرت مبانيها منذ اندلاع الحرب في 15 من أبريل الماضي.
واضاف "تداول إعلاميون سودانيون صوراً ومقاطع فيديو لزميلهم محمد كاشان وهو يعمل بائعاً للأسماك داخل الأحياء السكنية، مستقلاً سيارة مكشوفة، وكذا الحال مع الإعلامي عمر رنقو الذي افتتح متجراً لبيع العطور والإكسسوارات في مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض جنوبي السودان".
ونقل علي الطاهر في تقرير آخر في "مواطنون" بعنوان "الصحفيون.. الحرب تمزق أوصال مهنة المتاعب" عن الصحفي خضر مسعود سكرتير تحرير صحيفة (اليوم التالي) قوله "بعضنا يبيع الملابس وآخرين يعملون في تحويل الرصيد. وهناك مجموعة ثالثة لا زالت تبحث عن عمل وسط ظروف مادية معقدة للغاية بسبب توقف مصادر الدخل".
وتكافح نقابة الصحفيين السودانين لمساعدة الصحفيين، واعلنت الشهر الماضي انها دعمت مادياً 207 صحفيا خلال فترة العشرة أشهر الماضية، بينهم 187 من الصحفيين الموجودين في الولايات المتأثرة بالحرب والنازحين إلى الولايات الآمنة.