08/03/2024

مجلس الأمن يدعو لوقف الأعمال العدائية في السودان خلال شهر رمضان

متابعات ـ مواطنون
دعا مجلس الامن الدولي طرفي القتال في السودان اليوم الى وقف الاعمال العدائية خلال شهر رمضان.

ونص القرار الذي اعتمده المجلس بتأييد 14 عضوا وامتناع روسيا عن التصويت، الوقف الفوري للأعمال القتالية في السودان خلال شهر رمضان وسعي جميع أطراف الصراع إلى التوصل لحل مستدام عبر الحوار.

ودعا القرار الذي تقدمت به المملكة المتحدة "جميع الأطراف إلى ضمان إزالة أي عراقيل وتمكين وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وسريع وآمن ودون عوائق، بما في ذلك عبر الحدود وعبر خطوط التماس، والامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني".

وقال بيان المجلس ان تلك الالتزامات تشمل "حماية المدنيين والأعيان المدنية، والتعهدات بموجب إعلان الالتزام بحماية المدنيين في السودان المعروف باسم "إعلان جدة".

وشجع القرار المبعوث الشخصي للأمين العام إلى السودان، رمطان لعمامرة، على استخدام مساعيه الحميدة مع الأطراف والدول المجاورة، لاستكمال وتنسيق جهود السلام الإقليمية.

وكان الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد دعا قبل يوم من قرار مجلس الامن الى وقف الأعمال العدائية في السودان خلال شهر رمضان قائلا "حان الوقت لإسكات البنادق".

وقال في إحاطة لمجلس الأمن بشأن الوضع في السودان "إن الوقت قد حان لإسكات البنادق ورفع الصوت من أجل السلام في السودان". وشدد على ضرورة أن "تنتصر قيم رمضان" وأن يؤدي وقف الأعمال العدائية خلال هذا الشهر إلى إسكات الأسلحة بشكل نهائي في جميع أنحاء البلاد، وأن يرسم طريقا راسخا نحو السلام الدائم للشعب السوداني.

ومضى قائلا: "علينا ألا ندخر جهدا في سبيل دعم الشعب السوداني في تطلعاته المشروعة لمستقبل سلمي وآمن".

أشاد الأمين العام بجهود رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد الذي عين لجنة رفيعة المستوى لقيادة جهود الاتحاد لدعم حل الصراع في السودان. وأضاف: "يجب أن نواصل العمل بهدف تمكين المدنيين – بما في ذلك مجموعات حقوق المرأة والشباب وغيرهم ممن يحشدون من أجل السلام – الذين يلعبون جميعا دورا حاسما في عملية سياسية شاملة تمكن من استئناف التحول الديمقراطي في السودان".

وقال إن الأمم المتحدة على استعداد لتكثيف انخراطها مع الشركاء بهدف اتخاذ إجراءات عاجلة نحو وقف دائم للأعمال العدائية والتوصل إلى اتفاق شامل ومتماسك ومتكامل. وأوضح أن مبعوثه الشخصي، رمطان لعمامرة التقى بقادة قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، وزار عددا من العواصم بهدف إجراء مناقشات حول سبل المضي قدما، مشيرا إلى أنه يعول عليه في مواصلة قيادة الجهود السياسية التي تبذلها الأمم المتحدة وتعزيز تنسيق مبادرات الوساطة الدولية.

وأشار إلى تجدد الهجمات في ولايتي الخرطوم والجزيرة وأماكن أخرى، مشيرا إلى أن القتال أجبر الأمم المتحدة مؤخرا على تعليق عملياتها من المركز الإنساني الحيوي في ود مدني - وهناك مخاوف متزايدة من توسع الأعمال العدائية شرقا.

وأعرب الأمين العام عن قلق بالغ إزاء الدعوات إلى تسليح المدنيين، وأنشطة الحشد الشعبي في مختلف الولايات وتدخل الجماعات المسلحة في المعركة في دارفور وجنوب كردفان. وقال إن كل هذه التطورات الخطيرة تصب الزيت على النار مما يؤدي إلى تفتيت البلاد بشكل أكثر خطورة، وتعميق التوترات بين المجتمعات، والمزيد من العنف القبلي.

وقال إن الأزمة الإنسانية في السودان تبلغ أبعادا هائلة: "يحتاج نصف السكان- نحو 25 مليون شخص- إلى المساعدة المنقذة للحياة. وقد قُتل أكثر من 14 ألف شخص، ومن المرجج أن يكون الرقم الفعلي أعلى بكثير".

واضاف إن السودان يشهد حاليا أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم، حيث يبحث 6.3 مليون شخص عن الأمان داخل البلاد منذ بداية الصراع. وفر 1.7 مليون شخص آخرين إلى البلدان المجاورة.

وأشارأنطونيو غوتيريش إلى ان الصراع تسبب في تدمير البنية التحتية المدنية وتوقف الخدمات الأساسية، مشيرا إلى أن أكثر من 70% من المرافق الصحية في المناطق المتضررة من النزاع لا تعمل. "ملايين الأطفال خارج أسوار المدارس. أنظمة المياه والصرف الصحي تنهار والأمراض تنتشر".

ونبه الأمين العام إلى أن الجوع يتربص بالسودان، حيث يعاني نحو 18 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد. "وهذا هو أعلى رقم يتم تسجيله على الإطلاق خلال موسم الحصاد، ولكن من المتوقع أن ترتفع الأعداد بشكل أكبر في الأشهر المقبلة".

وأشار الأمين العام إلى التقارير التي تفيد بوفاة أطفال بسبب سوء التغذية، مؤكدا أن الأمم المتحدة وشركاءها في المجال الإنساني يبذلون قصارى جهدهم لوقف هذه المعاناة.

وفي ردود الفعل اقليميا رحبت المملكة العربية السعودية بالقرار وعبرت المملكة عن أملها بأن تلتزم جميع الأطراف السودانية بقرار مجلس الأمن بما يحافظ على السودان وأرواح شعبه، وعلى روحانية الشهر الفضيل.

وفي السودان اشترط الجيش قبوله بالقرار ان تنفذ قوات الدعم السريع اتفاق جدة الذي تم توقيعه في مايو 2023 وفق تصريح عضو مجلس السيادة، ومساعد البرهان، ياسر عبد الرحمن العطا.

ومن جهتها ابدت قوات الدعم السريع ترحيبها بدعوة مجلس الأمن، وقالت في بيان أنها مستعدة للحوار مع الجيش حول آليات مراقبة يتم الاتفاق عليها لضمان تحقيق الأهداف الإنسانية.

كما رحبت قوى مدنية عدة بالقرار على رأسها تحالف (تقدم) واعتبرته "خطوة مهمة نحو وقف النار وبداية عملية السلام ".

معرض الصور