هيومن رايتس ووتش: على مجلس الامن ان يتحرك بشأن المساعدات في السودان
متابعات ـ مواطنون
طالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش" مجلس الأمن أن يتحرك فورا بشأن إمكانية وصول المساعدات الى المحتاجين في السودان، بما في ذلك اعتماد عقوبات ضد المسؤولين عن عرقلة وصول المساعدات إلى دارفور. وكشفت ان من المتوقع أن ينبه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس مجلس الأمن في الأيام المقبلة إلى أن السودان دخل في دوامة من الجوع الشديد الناجم عن الصراع.
وقالت أكشايا كومار، مدير قسم المناصرة للأزمات في هيومن رايتس ووتش في بيان صدر امس الجمعة "سيتم إخطار مجلس الأمن رسميا بأن الصراع في السودان يهدد بإثارة أكبر أزمة جوع في العالم".
واضافت "لقد كسر المجلس شهوراً من الصمت باعتماد قرار بشأن السودان الأسبوع الماضي، وينبغي له البناء على هذا الزخم من خلال فرض عواقب على المسؤولين عن منع وصول المساعدات إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها".
وقالت كومار "يجب على أعضاء المجلس إظهار القيادة من خلال إجراء مناقشات مفتوحة لوضع خطة لتجنب خطر المجاعة الجماعية في السودان وفرض عقوبات مستهدفة على الأفراد المسؤولين عن عرقلة المساعدات"، مضيفة “إن شعب السودان يحتاج إلى أكثر من مجرد كلمات. إنهم بحاجة إلى الطعام."
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تسليط الضوء على السودان بهذا النوع من التنبيه من الأمين العام إلى مجلس الأمن. وتعهدت غويانا وسويسرا والولايات المتحدة ودول أخرى أعضاء في مجلس الأمن بجعل مكافحة انعدام الأمن الغذائي أولوية بالنسبة لأقوى هيئة في الأمم المتحدة.
واوضحت ان التنبيه سيرسل إلى المجلس في شكل ما يسمى بـ "المذكرة البيضاء"، التي صاغها مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) وفقا لتفويضه بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2417 لدق ناقوس الخطر بشأن "خطر المجاعة الناجمة عن الصراع وانعدام الأمن الغذائي الواسع الانتشار".
وابانت ان مذكرة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية يأتي في أعقاب تحذيرات خبراء الإغاثة الدوليين وقادة المجتمع المدني السوداني ومستجيبي الطوارئ السودانيين من أن الناس في جميع أنحاء السودان يموتون من الجوع، وفي أعقاب قيام القوات المسلحة السودانية بتقييد حركة المساعدات الإنسانية.
واضافت ان مجلس الامن قد اكد في بيان صدر عام 2023، على "نيته القوية لإيلاء اهتمامه الكامل" للمعلومات التي يقدمها الأمين العام عندما يتم تنبيهه إلى حالات تنطوي على انعدام الأمن الغذائي الناجم عن الصراع.
وقالت ينبغي للمجلس أن يحترم هذا الالتزام ويعقد اجتماعا مفتوحا لمناقشة النتائج التي توصل إليها مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، مشيرة الى ان ذلك قد يمهد الطريق لاتخاذ إجراءات حاسمة، بما في ذلك فرض عقوبات على الأفراد المسؤولين عن عرقلة توصيل المساعدات.
وكان مجلس الأمن قد طالب الاسبوع الماضي "جميع الأطراف إلى ضمان إزالة أي عوائق أمام إيصال المساعدات وتمكين وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وسريع وآمن ودون عوائق، بما في ذلك عبر الحدود وعبر الخطوط، والامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي”.
كما ان المفوضية السامية لحقوق الإنسان قد اعتبرت في وقت سابق ان "المنع المتعمد على ما يبدو من الوصول الآمن ودون عوائق للوكالات الإنسانية داخل السودان نفسه يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، وقد يرقى إلى مستوى جريمة حرب".
واستعرضت المنظمة الاوضاع الانسانية الصعبة التي يمر بها المواطنون العالقون في مناطق النزاع قائلة ان طرفي النزاع يفرضان قيودا على ايصال المساعدات وتوزيعها، بينما يعيش 90% من الأشخاص في السودان الذين يواجهون مستويات طارئة من الجوع في مناطق "لا يمكن لبرنامج الأغذية العالمي الوصول إليها إلى حد كبير".
وتواجه جماعات الإغاثة متاهة من العوائق البيروقراطية، بما في ذلك التأخير، والقيود التعسفية على الحركة، والمضايقات، والحظر التام على بعض الإمدادات.
كما تعرضت عمليات الإغاثة للاختناق بسبب التمويل المحدود، ونهب المستودعات على نطاق واسع، وهجمات واسعة النطاق على عمال الإغاثة، بما في ذلك القتل والإصابات والاعتقالات.
واضافت ان برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة قد قالا أن الأمن الغذائي في السودان قد تدهور بشكل كبير وبسرعة أكبر من المتوقع، وأن هناك خطر حدوث "ظروف كارثية" تضرب ولايتي غرب ووسط دارفور خلال موسم العجاف.
كما ان شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة، قد حذرت في فبراير من إن "السكان الأكثر تضرراً... في أم درمان (في ولاية الخرطوم) والجنينة (في ولاية غرب دارفور)" من المتوقع أن يموت ما يقرب من 230 ألف طفل وامرأة حامل وأم جديدة في الأشهر المقبلة بسبب الجوع.
وفي دارفور، دق المجتمع المدني والقادة المحليون مرارا وتكرارا ناقوس الخطر بشأن الجوع بين النازحين الذين يعيشون في مخيمات في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع. وأشار القادة إلى أن مجتمعاتهم لجأت إلى أكل النمل ولحاء الأشجار وعلف الحيوانات.
وفي يناير، دقت منظمة أطباء بلا حدود ناقوس الخطر بشأن سوء التغذية في مخيم زمزم في شمال دارفور، محذرة من أن "ما يقدر بطفل واحد يموت كل ساعتين". وقال أحد قادة المخيم من مخيم كلمة في نيالا (جنوب دارفور) لـ هيومن رايتس ووتش إن ما بين 500 إلى 600 طفل وما لا يقل عن 80 شخصاً من كبار السن لقوا حتفهم في المخيم منذ بداية النزاع بسبب ما يعتقد أنه نتيجة لنقص الغذاء والمستلزمات الطبية.
وفي الخرطوم، أجبر انقطاع الاتصالات مئات المطابخ الجماعية التي تديرها غرف الاستجابة للطوارئ السودانية، وهي شبكة شعبية للمساعدة المتبادلة، على إيقاف عملياتها مؤقتا، مما ترك العديد من الناس بدون طعام، بينما وردت تقارير عن أشخاص يموتون بمفردهم في منازلهم من الجوع.