الامن التونسي دمر مخيمات اللاجئين السودانيين

متابعات ـ مواطنون
دمرت واحرقت قوات الامن التونسي ومواطنون امس الاثنين خيام وممتلكات مئات الوافدين السودانيين الذين وصلوا الى تونس بعد حرب ابريل 2023 في السودان.

وقال احد اللاجئين السودانيين ان رجال امن ومواطنين تونسيين هاجموا المخيم الذي يقيمون فيه، في منطقة الكيلو 36 بجبنيانة في ولاية صفاقس جنوب تونس، وحطموا الخيام واحرقوا ممتلكاتهم وقال ان عدد اللاجئين بلغ اكثر من 600 شخصا.

وتجيء الحملة الامنية عقب زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني الى تونس الاسبوع الماضي واتفقت خلالها مع الرئيس التونسي قيس سعيد على مبدأ أن "تونس لا يمكن أن تكون بلد وصول للمهاجرين" وفقا لوكالة الانباء الفرنسية.

ولا تفرق السلطات بين المهاجرين واللاجئين علما ان تونس موقعة على اتفاقية جنيف للاجئين وللمفوضية تمثيل في البلاد في البلاد.

وانتقدت منظمة حقوقية تونسية هي "المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية" زيارة ميلوني قائلة "لا تنظر ميلوني لتونس الا كنقطة حدودية متقدمة تستوجب تعزيز القبضة الامنية لإيقاف عمليات الوصول الى ايطاليا مهما كانت الكلفة الإنسانية. وتحتاجها اليوم كورقة انتخابية في إيطاليا واوروبا لتسويق نجاح انموذج التعاون مع تونس لإيقاف الهجرة".

وطالبت بوقف "التعاون غير العادل في قضايا الهجرة والتي جعلت حقوق وكرامة مواطنينا في ايطاليا وحقوق وكرامة كرامة المهاجرين في تونس في مزاد الدعم المالي والسياسي وفي المزاد الانتخابي".

وسبق ان اعربت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة في يوليو الماضي عن قلقهما العميق بشأن سلامة وأوضاع مئات المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء في تونس، والذين ما زالوا عالقين في ظروف مزرية عقب ترحيلهم إلى مناطق نائية ومعزولة بالقرب من حدود البلاد مع ليبيا والجزائر، فيما دُفع آخرون عبر الحدود إلى كل من ليبيا أو الجزائر.

وقالت وكالة انباء العالم العربي ان قوات الأمن التونسية يوم الثلاثاء تفكيك مخيمات مؤقتة لمهاجرين غير شرعيين يحلمون بالوصول إلى أوروبا بالعامرة وجبنيانة التابعتين لولاية صفاقس.

ونقلت وكالة أنباء العالم العربي عن إذاعة ديوان أف أم التي تبث من صفاقس قولها "تشهد مدينتا العامرة وجبنيانة من ولاية صفاقس حملة أمنية كبرى تنفذها مختلف أسلاك الأمن والحرس الوطنيين حيث تمت إزالة خيام المهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء".

ويحتج أهالي جبنيانة والعامرة من توافد آلاف المهاجرين على المدنيين ويطلبون بترحيلهم وقالوا إنهم يتعرضون للاعتداءات والسرقة.

وقال شاهد لوكالة أنباء العالم العربي إن تعزيزات أمنية كبيرة وصلت العامرة الثلاثاء.

وهدد الاتحاد المحلي للشغل في مدينتي العامرة و جبنيانة بولاية صفاقس بشن إضراب عام احتجاجا على التدفق الكبير للمهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء.

وأضاف أنه "يتابع بانشغال شديد الوضع الاجتماعي المتردي منذ أشهر عديدة على إثر توافد أعداد كبيرة لأفارقة جنوب الصحراء".

وأشار إلى أن الأمر تفاقم ووصل إلى مرحلة العنف والاعتداء على الأشخاص والممتلكات الخاصة.

ويتوافد آلاف المهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء على صفاقس الساحلية على أمل عبور البحر الأبيض المتوسط نحو السواحل الأوروبية.

والعام الماضي رحلت السلطات التونسية المهاجرين غير الشرعيين من مدينة صفاقس بعد اندلاع اشتباكات مع الأهالي.

وانتقل المهاجرون إلى العامرة وجبنيانة ونصبوا خياما في مزارع الزيتون بالجهة.

وتواجه تونس ضغوطا من الدول الأوروبية بقيادة إيطاليا لمنع وصول المهاجرين غير النظاميين إلى أراضيها.