دخول آليات تعدين لجزيرة صاي ومخاوف من نهب الآثار النوبية
مواطنون
أعربت الشّبكة الإقليمية للحقوق الثّقافية عن مخاوفها الكبيرة من أن يفقد السُّودان واحدة من أغنى المناطق الأثرية في البلاد بسبب العبث الذي يطال مواقع تاريخية مهمة في جزيرة "صاي". وأهابت الشبكة بالمختصّين وخبراء الآثار، والمنظّمات المُدَافِعة عنها، في المحيط الإقليمي والدّولي، بإدانة هذه الجّريمة الإنسانية الخطيرة والعمل على منعها وعدم تكرارها.
وقالت الشبكة، بحسب مصادرها، في بيان اليوم، إن آليات تنقيب دخلت إلى جزيرة صاي بالولاية الشمالية، والتي تعتبر موقع أثري نوبي قديم. تحت سمع وبصر السلطات، مستغلين حالة الحرب في السُّودان، وفي غياب سلطة مركزية تدير شؤون البلاد.
وقال البيان إن الانتهازيين وعديمي الضّمير، يتسابقون مستغلين الظّروف الحرجة لسرقة أقدم بقعة آثار في العالم تحت ذرائع التّنقيب عن الذّهب، بحسب مصادر أخبار موثوقة وفيديوهات انتشرت من خلال مواقع التّواصل الاجتماعي.
وتقع جزيرة صاي الأثرية على بعد نحو 720 كيلومترا إلى الشّمال من العاصمة الخرطوم. وكانت أنشطة تعدين وتنقيب "عشوائية" ومنظّمة"، من قبل، قد تسبّبت في أعمال تخريب واسعة النّطاق، لآثار يعود تاريخها إلى العصر الحجري القديم، وتشمل بقايا عظام بشرية وقطع فخار ذات قيمة أثرية كبيرة، حيث تتناثر في العراء، على طول الجّزيرة التي تبلغ مساحتها نحو 60 كيلومتر مربع.
وكشفت تقارير سابقة عن عمليات تهريب وسرقات كبيرة طالت العديد من القطع الأثرية والأدوات الخاصة بالطّقوس والمجوهرات وغيرها من القطع الأثرية القيّمة، التي يعود تاريخها إلى أقدم السّلالات البشرية في العالم، وفقاً لما أكده عالم الوراثة الإيطالي لويجي لوكا كافالي سفورزا في كتابه "الشّتات البشري العظيم: تاريخ التّنوّع والتّطوّر".