انعدام الغذاء يودي بحياة العشرات في معسكر نازحين بجنوب دارفور
متابعات ـ مواطنون
اعلن مكتب معسكر "كلمة" التابع للادارة العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين وفاة عشرات الاطفال ونساء حوامل وكبار السن فضلا عن حالات شلل الاطفال، وتوقعت ازدياد الوفيات في الايام المقبلة بسبب الجوع وسوء التغذية وانعدام الادوية وتطعيم الاطفال.
وقال رئيس معسكر "كلمة" للنازحين واللاجئين اسحق محمد عبد الله في بيان اول امس الاثنين ان 66 طفلا، و38 من كبار السن و6 نساء حوامل قد توفوا، خلال شهر واحد، في معسكر "كلمة" للنازحين، جراء سوء التغذية وانعدام الادوية.
ووصف اسحق ما حدث بانه اسوأ احصائية وفيات في المعسكر منذ تأسيسه. وحذّر ان الايام القادمة سوف تشهد المزيد من الوفيات منوّها الى ان نداءات الاستغاثة التي ظلت تطلقها الادارة العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين لادخال المساعدات الانسانية الى مخيمات النازحين باءت بالفشل ولم تجد آذانا صاغية.
وجدد مناشدته للامم المتحدة والمنظمات الانسانية للاستجابة السريعة لتقديم المساعدات لمعسكرات النازحين.
ويقع معسكر "كلمة" الذي يضم نازحين منذ اكثر من 20 عاما عقب اندلاع الحرب في دارفور عام 2003، على بعد 17 كيلومتر من نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع. ويعد احد اكبر مخيمات النازحين داخل البلاد.
وتعاني مناطق واسعة من إقليم دارفور من نقص حاد في المواد الغذائية. وفي فبراير الماضي أفادت منظمة أطباء بلا حدود، بوفاة طفل كل ساعتين في معسكر «زمزم» للنازحين بولاية شمال دارفور غربي السودان، بسبب سوء التغذية.
ومعسكر زمزم للنازحين هو أكبر المعسكرات في دارفور، حيث يضم أكثر من 400 ألف نازح جراء الحرب في الإقليم منذ العام 2033 بين الخرطوم وحركات دارفور المساحة.
وأظهر تحليل نشرته مبادرة «التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي» العالمية المشتركة بين 15 منظمة تابعة للأمم المتحدة ومؤسسات إقليمية، في نوفمبر الماضي، معاناة 5 ملايين و830 ألف شخص في السودان من انعدام أمن غذائي حاد.
وقد حدد تحليل أولي لبرنامج الأغذية العالمي 41 نقطة معرضة بشدة لخطر الانزلاق إلى المجاعة في الشهر المقبل، معظمها في مناطق يصعب الوصول إليها حيث يحتدم الصراع، في دارفور وكردفان والخرطوم.
وتتهم الامم المتحدة ومنظمات دولية غير حكومية طرفا النزاع بعرقلة إيصال المساعدات للمتأثرين بالحرب في اجزاء واسعة من البلاد، وتطالب بفتح ممرات لتوصيل المساعدات الى المدنيين داخل السودان وعبر الحدود من تشاد وجنوب السودان.
وكان كارل سكاو، نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، قد افاد الاسبوع الماضي، ان المسؤولين الذين التقاهم خلال زيارته الى السودان وهم عضو بمجلس السيادة السوداني، ومفوض العون الانساني، ووزير الزراعة السوداني، قد اعترفوا بخطورة الوضع والتزموا بتيسير عمليات التسليم عبر معبر طينة الحدودي من تشاد إلى شمال دارفور، والنظر في السماح لقوافل برنامج الأغذية العالمي بالعبور عبر معبر أدري الحدودي المغلق حاليا.
الا انه قال "إن الالتزامات التي تعهدت بها جميع الأطراف لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية يجب أن تترجم بشكل عاجل إلى واقع على الأرض".