3 سودانيين مفقودين إثر تعرض قاربهم لهجوم الأمن التونسي
مواطنون
نجا 38 سودانيا من الغرق وفقد ثلاثة آخرون بينما يتلقى اثنان من الناجين العلاج، يوم الثلاثاء الماضي قبالة سواحل تونس، اثر تعرض القارب الذي كانوا يستقلونه لهجوم من حرس الحدود التونسي وفقا للاجئين سودانيين في المنطقة.
وقال احدهم في اتصال هاتفي مع "مواطنون" ان المركب غادرت منطقة الجبنيانة، الواقعة على ساحل البحر الابيض المتوسط وتبعد بنحو 80 كم من عاصمة ولاية صفاقس، فجر الثلاثاء 16 يوليو بهدف الوصول الى ايطاليا، قبل ان يهاجمها رجال الامن وهي ما زالت في المياه الاقليمية لتونس، ويدمروها ثم يشعلون فيها النار.
واضاف عادت قوات الامن بعد ساعات وانتشلت 38 سودانيا تمكنوا من البقاء على قيد الحياة، وتعرض احدهم لحروق واصيب آخر بكسور وقال ان المفقودين هم حسن ابّو، وتجاني محمد، واحمد يحى.
ويتواجد مئات من اللاجئين السودانيين الفارين من الحرب التي اندلعت في السودان العام الماضي في منطقة المهدية والعامرة بمعتمدية الجبنيانة بولاية صفاقس املا في الوصول الى جنوب اوربا. والمهدية والعامرة هما اقرب نقطة الى جزيرة لامبيدوزا في جنوب ايطاليا ولا تستغرق سوى اقل من 20 ساعة بالقوارب.
ويقيم اللاجئون السودانيون في مجموعات متفرقة في العراء في غابات الزيتون غرب وشرق المهدية في ظروف صعبة.
ويقول اللاجئون ان السلطات لا تعير اهتماما لكونهم لاجئون فارون من الحرب، ويتعرضون لمعاملة قاسية حيث تشن سلطات الامن مداهمات مستمرة في كل مكان، وحملات اعتقال في الشوارع والمحلات التجارية، بواسطة شرطة بملابس مدنيّة، وتجردهم على الفور من الهواتف والاموال واي ممتلكات اخرى، وتحتجز البعض وتلقي بالبعض اخر في الصحراء في الحدود مع الجزائر بعد ان تجردهم من ملابسهم وتتركهم بدون طعام وماء. ويعتقد ان بعضهم قد توفي في الطريق حسب افادات اللاجئين السودانيين.
ويقول اللاجئون السودانيون ان السلطات التونسية اغلقت كل سبل الحياة خاصة في منطقة العامرة والجبنيانة، حيث لا يستطيعون العمل او التجول بحرية في الشوارع، او التزود بالاحتياجات الاساسية من المحلات التجارية. وتوسعت السلطات في التضييق على اللاجئين ومنعت شركات التحويلات المالية مثل ويسترن يونين والبنوك من التعامل مع اللاجئين، ويشمل ذلك اصحاب المحلات التجارية الذين يترددون في تقديم مساعدات بسيطة اللاجئين مثل شحن بطاريات الهواتف بالكهرباء او استخدام بطاقات الهوية لاجراء تحويل مالي نيابة عن المهاجر خشية التعرض للمساءلة.
ونقلت صحيفة تونسية محلية عن لاجئ سوداني قوله ”يرفض سائقو سيارات الأجرة أن يقلّونا في سياراتهم، وذلك لأن العديد منهم يخشون حملات المراقبة من قبل دوريات الشرطة“. فالسلطات التونسية تشن منذ أشهر حملة لطرد المهاجرين.
واضافت الصحيفة ان العثور على خيمة وأغطية تقي شر البرد يعد ”ضربة حظ“ بالنسبة للاجئين السودانيين المقيمين في المخيّمات العشوائية.
وأدى مناخ الخوف هذا إلى عدم رغبة بعض التونسيّين في التعامل مع المهاجرين. فطردهم المؤجّرون من منازلهم، وسَرّحهم أصحاب العمل من وظائفهم، وتُركوا ليواجهوا مصيرهم بأنفسهم.
ولا توجد احصائية حديثة بعدد اللاجئين السودانيين في تونس، الا ان تقارير تونسية محلية ذكرت في مارس الماضي ان 40% من العدد الاجمالي لللاجئين والمهاجرين في تونس البالغ اكثر من 13 الف شخص، هم من السودانيين. ويعبر معظم السودانيين عن طريق تشاد والنيجر ثم الجزائر قبل أن يصلوا إلى تونس.