نازحو كسلا في مواجهة غلاء الإيجارات وكوارث الخريف

كسلا: رامي محكر
يواجه النازحون من مناطق الاشتباكات والمناطق التي يسيطر عليها الدعم السريع صعوبة الحصول على منازل بالإيجار في مدينة كسلا بعد أن امتلأت المدارس بالفارين من ويلات الحرب، وتشهد المدينة ارتفاعاً غير مسبوق في قيمة الإيجارات التي وصلت في بعض العقارات إلى ما يقارب الاثنين مليون جنيه .

وشهدت الولاية أمطاراً غزیرة وسیول أثرت على آلاف الأشخاص بمن فیھم النازحون وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان فإن الفیضانات أثرت تأثيراً مباشراً على 10,178 نازحاً وصلوا من ولایة سنار حدیثاً.

وتحكي (فاطمة ) النازحة من مدينة سنجة إنها وقبل وصولها إلى كسلا ظلت تبحث عن بيت للإيجار عبر أحد معارفها ، وكانت تسمع بالمبالغ التي وصفتها بالجنونية ، وتشير إلى أن برفقتها والدها واخوتها الصغار، وجدت منزلاً معروضاً بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك يحتوي على غرفتين وصالة غير مفروش وصل سعره إلى مليون وثلاثمائة جنيه.

حال (فاطمة) يشابه حال العديد من النازحين إلى كسلا ، يشتكون من عدم قدرتهم على الايجار نسبة لصعوبة الحصول على منزل بعد أن فقدوا كل ممتلكاتهم في طريق خروجهم من المناطق التي يسيطر عليها الدعم السريع ، و يبرر (م.ص) سمسار عقارات ارتفاع قيمة الإيجارات بأن أصحاب المنازل هم من يحددون لهم القيمة، لافتاً إلى أن رغم القيمة العالية للإيجار إلا أنه أصبح هناك قلة في العرض بعد أن امتلأت المدينة بالوافدين إليها من الخرطوم والجزيرة وسنجة والدندر ..

وتقول (أم محمد) متسائلة "ما قادرة أفهم كيف لإيجار بيت أكثر من عادي غرفتين وصالة عرش بلدي أن يصل إلى ما يفوق مليون وثمانمائة جنيه اتقوا الله واعملوا المعقول، ناس نازحين وطلعوا مكسورين الخاطر".

عدد من النازحين ينتظرون قرار حكومة الولاية الذي شدد على تجهيز مركز لإيواء النازحين غربي مطار كسلا، وفي ذلك يقول الشفيع نوري -نازح من سنجة- : "منذ وصولي لولاية كسلا بحثت في كل الأحياء عن منزل للايجار، لكني صدمت بارتفاع قيمة الإيجارات وعدم مقدرتي المالية على ذلك بعد أن فقدت مصدر دخلي إثر النزوح، وانتظر مثل غيري اكتمال مركز الايواء، أو مغادرة الولاية إلى أي وجهة أخرى اجد فيه منزلاً لأطفالي".

وكان المدير التنفيذي لمحلية ولاية كسلا إدريس محمد علي، أصدر قرارًا يمنع فيه جميع سكان كسلا من تأجير المباني السكنية والتجارية دون الحصول على موافقة من السلطات المحلية، وألزم القرار جميع المواطنين بالالتزام الكامل بالقرار.

توقعات الأرصاد بارتفاع معدل هطول الأمطار مطلع شهر أغسطس تثير مخاوف النازحين الذين يقطن بعضهم في الطرقات بلا مأوى .. والخوف من الإصابة بالأمراض وتفشي الاوبئة بسبب مياه الأمطار وامتلاء المجاري بالمياه، وانتشار الباعوض والحشرات.