
مخيم زمزم بغرب السودان.. بين الجوع والقصف المدفعي المميت
مواطنون
يعاني المواطنون النازحون في معسكر زمزم بولاية شمال دارفور الأمرين، بعد أن هجروا من قراهم ومدنهم بسبب الحربو المستمرة في المنطقة. وبخلاف أزمة الجوع التي وصلت إلى إعلان المجاعة في المعسكر بحسب منظمات معنية، يواجه سكان المعسكر من فترة إلى أخرى عدن استقرار أمني يصل إلى درجة قصف المعسكر بالمدفعية مثلما حدث مؤخراً.
بدأ الهجوم الأخير قوات الدعم السريع على المعسكر في وقت مبكر من مساء الأول من ديسمبر واستمر لليوم التالي، ومثل كابوساً للنازحين واوقع قتلى وجرحى وتسبب في حالات من الهلع والنزوح الجماعي.
قالت منظمة اطباء بلا حدود إن فريقعا العامل بالمعسكر استقبل 8 جرحى من بينهم نساء وأطفال لا تتجاوز أعمارهم 4 سنوات، مصابين بجروح خطيرة. تمت إحالة أربعة مرضى مصابين بجروح خطيرة إلى منشأة أخرى هذا الصباح، قبل استئناف القصف مباشرة وضربه بالقرب من مستشفى ميداني لمنظمة أطباء بلا حدود وسوق المعسكر.
وأشارت أطباء بلا حدود إلى أن مستشفى المنظمة بالمعسكر أصبح خالياً الآن بعد مغادرة المرضى والطاقم الطبي هرباً من المعارك القصف العشوائي. وقالت إن 3 مرضى، لا زالوا يعتمدون على الأكسجين، تم إخلاءهم من وحدة العناية المركزة في ظل الظروف الخطيرة.
وقال ميشيل أوليفييه لاتشاريتي، رئيس عمليات الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود: «لم يكن الناس يتضورون جوعاً فحسب، بل يتعرضون الآن للقصف ويجبرون على الفرار مرة أخرى». "نحن قلقون بشأن سلامة الناس، بما في ذلك موظفينا، وندعو بشكل عاجل إلى حماية المرضى والمدنيين والفرق الطبية والمرافق الصحية في مخيم زمزم. كما يجب ضمان المرور الآمن لمن يفرون من هذا العنف ".
من جهتها قالت منظمة أنقذوا الأطفال إن الأسر الأسر التي تعيش في مخيم زمزم للاجئين بالسودان تضطر إلى اتخاذ تدابير يائسة للبقاء على قيد الحياة، مثل تناول وجبة واحدة يومياً "بل إن البعض يلجأ إلى تناول علف الحيوانات بعد أربعة أشهر من المجاعة. يعاني الأطفال من نقص حاد في الغذاء بعد 19 شهرًا من القتال الذي أثّر بشكل كبير على منطقة شمال دارفور المحاصرة، وفقًا للمنظمة.
يُعدّ الذرة الرفيعة والدخن من أكثر الوجبات المفضلة في المخيم، الذي يؤوي 500,000 شخص عبر المنطقة، لكن بسبب الأسعار المرتفعة، تضطر الأسر إلى تناول علف الحيوانات المعروف باسم "أنباز"، وهو بقايا الفول والسمسم بعد استخراج الزيت.
كما أن نقص المياه الحاد يزيد من معاناة الأسر في مخيم زمزم، حيث يضطر الكثيرون إلى العيش بأقل من لترين من الماء يوميًا، وهو أقل بكثير من الحد الأدنى المطلوب يوميًا وهو 20 لترًا للشرب والنظافة الصحية. تقوم منظمة "أنقذوا الأطفال" بتوصيل 20,000 لتر من المياه بالشاحنات يوميًا إلى ست نقاط تجمع، ما يخدم أكثر من 12,500 شخص، بمعدل لا يتجاوز لترين لكل فرد، وهو أقل بكثير من الاحتياجات اليومية.
استنزاف مخزون الأدوية والأطعمة العلاجية يؤدي إلى ارتفاع كبير في معدلات سوء التغذية داخل المخيم. وأفاد أحد الموظفين العاملين في زمزم بأن الأطفال يعانون من علامات واضحة على سوء التغذية الحاد، بما في ذلك الهزال، تساقط الشعر، انتفاخ الأذرع، تغير لون البشرة، وأعراض إسهال منتشرة.
بالإضافة إلى ذلك، يزداد خطر تفشي الأمراض يوماً بعد يوم بسبب الاكتظاظ في المخيم وتدهور مستويات النظافة، مما يعرّض العديد من الأسر والأطفال للخطر.
قال جمال، أحد مسؤولي حماية الطفل في منظمة "أنقذوا الأطفال" العاملين في زمزم: "تستضيف مدرسة واحدة في المخيم أكثر من 700 أسرة، مما يؤدي إلى اكتظاظ شديد وتهيئة بيئة خصبة لانتشار الأمراض المعدية. مئات الأسر تتشارك مرحاضًا واحدًا، مما يخلق كارثة صحية. الوضع مشابه في مواقع أخرى حيث تم تحويل المدارس إلى ملاجئ".
وقال محمد عبد اللطيف، المدير القطري المؤقت لمنظمة "أنقذوا الأطفال" في السودان "حتى يوم أمس، كان مخيم زمزم المكان الأكثر أماناً في شمال دارفور للأسر والأطفال. ومع ذلك، استمر القصف والقنابل لليوم الثاني الآن، وهناك تقارير عن سقوط ضحايا، بما في ذلك أطفال".