10/12/2024

النازحات في السودان.. سبل جديدة للبقاء

مواطنون - unocha.org
"أن تكوني امرأة أمر صعب، ولكن أن تكوني أمًّا في أوقات النزاع أصعب بكثير"، تقول فاطمة، وهي نازحة في السودان.

أُجبرت فاطمة على الفرار من مسقط رأسها في طويلة بولاية شمال دارفور في يونيو 2023 بسبب تصاعد العنف. لجأت إلى روكرو في ولاية وسط دارفور، لكنها واجهت، مثل العديد من النساء، مخاطر هائلة. أوضحت: "كامرأة كنت هدفًا سهلاً للهجمات، وكان الفرار صعبًا. وكان الأمر أكثر إيلامًا لأن طفليَّ انفصلا عني".

بفضل جهود الشركاء الإنسانيين الممولين من صندوق السودان الإنساني (SHF)، تمكنت فاطمة من لمّ شملها مع طفليها. قالت: "هما بأمان الآن معي بعد أن انفصلنا لعدة أشهر".

المعاناة المتفاقمة
تتحمل النساء والفتيات العبء الأكبر من النزاع المستمر في السودان، حيث تتزايد حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي، مما يزيد من معاناتهن. ورغم هذه التحديات، تعمل المنظمات غير الحكومية، مثل منظمة وورلد ريليف (World Relief)، باستخدام تمويل صندوق السودان الإنساني لدعم المجتمعات المتضررة.

تستفيد فاطمة وعائلات نازحة أخرى في روكرو من المشاريع المنفذة في المنطقة. أصبح بئر المياه الذي أُنشئ العام الماضي المصدر الوحيد لمياه الشرب لما يقرب من 200 أسرة. كما أنشأت منظمة "وورلد ريليف" مركزًا للصحة والتغذية في المنطقة، وتخطط لإضافة برامج لمكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي وحماية الأطفال ضمن أنشطتها.

خلال اجتماع مجتمعي حديث، شاركت فاطمة ونساء أخريات معاناتهن. فقد العديد منهن أزواجهن أو انفصلن عنهم بسبب النزاع، ولكن وجودهن معًا كنظام دعم متبادل يجعلهن يشعرن بالقوة.

تمكين النساء
في جنوب كردفان، يمول صندوق السودان الإنساني (SHF) مبادرات تقودها منظمة المعونة الكنسية النرويجية (Norwegian Church Aid). تشمل هذه المبادرات توزيع مستلزمات الكرامة، وإنشاء ثلاث مساحات آمنة للنساء والفتيات، وشبكات حماية مجتمعية. كما تنسق المنظمة مع السلطات والجهات الإنسانية وشركاء بناء السلام لمواجهة الأعراف المجتمعية الضارة.

إحدى النساء أوضحت كيف غيرت المساحات الآمنة حياتها: "على الأقل وجدت مكانًا أستطيع فيه التحدث بحرية مع زميلاتي النساء والضحك. لم أكن أعتقد أنني سأشعر بالسعادة مجددًا".

امرأة أخرى أعربت عن امتنانها لتعلم مهارات جديدة: "أنا سعيدة وممتنة للمشروع الذي علمنا كيفية صنع الصابون. كنا نغسل ملابسنا بأوراق الشجر، لكن الآن يمكننا استخدام الصابون".

مشاركة ثالثة تحدثت عن اعتمادها على نفسها: "تعلمت كيفية خياطة الفساتين. حتى إذا لم يتمكن زوجي من شراء فستان، أستطيع الآن أن أخيط بنفسي فستان الحمل الخاص بي".

معرض الصور