18/12/2024

أجانب اختاروا البقاء في السودان وزيجات سورية داخل مراكز الإيواء

تقرير: رقية الزاكي
بينما فرّ العديد من الأجانب من السودان بسبب الحرب التي اندلعت قبل عامين، اختار بعضهم البقاء والنزوح إلى مدن أكثر أماناً داخل البلاد، ليجدوا أنفسهم في مراكز إيواء تشاركوا فيها مع السودانيين ويلات النزاع.

وفقاً للإحصاءات، نزح أكثر من 3.3 مليون شخص، بينهم لاجئون ومهاجرون من جنسيات مختلفة، بما في ذلك السوريون الذين يعيشون الآن في مراكز الإيواء. إحدى اللاجئات السوريات، التي قضت أكثر من 13 عاماً في الخرطوم، تحدثت عن تجربتها قائلة: "كنا نعيش في أمان واستقرار، لكن الحرب أجبرتنا على النزوح إلى مراكز الإيواء حيث نتقاسم مع السودانيين معاناة النزوح والمآسي."

في مدينة بورتسودان، الواقعة على ساحل البحر الأحمر، يشهد مركز "الشباب" حضوراً لافتاً للسوريين الذين كانوا يأملون في بناء حياة جديدة في السودان بعد فرارهم من الحرب في وطنهم، ليواجهوا مجدداً شبح النزوح والصراعات.

قصص من النزوح والحياة المشتركة
محمد جمال ممدوح، سوري الجنسية، يروي قصته قائلاً: "وصلت إلى السودان في عام 2006، وعملت في شركة قبل أن أبدأ عملي الخاص. حين اشتعلت الحرب في سوريا، أحضرت أسرتي إلى السودان، وكنا مستقرين حتى اندلعت الحرب هنا." ويضيف: "الآن نحن في بورتسودان، كثير من السوريين غادروا بسبب الظروف، لكننا بقينا بانتظار المساعدة التي لم تصل حتى الآن. مع ذلك، لم يقصر السودانيون معنا، فهم دائماً يعاملوننا بكرم وشهامة."

أما عمر محمد جمال، لاجئ سوري آخر، فيحكي عن تجربته قائلاً: "كنت أعمل في الخرطوم بصناعة الأثاث والستائر وكنت ناجحاً في عملي. لكن الحرب غيّرت كل شيء. نزحنا إلى بورتسودان، وتزوجت من سودانية وفق عادات وتقاليد السودانيين، ونحن الآن نعيش داخل مركز إيواء."

حكايات انتظار وذكريات أليمة
فرزات فخري، لاجئة سورية أخرى، تقول: "عشنا في السودان لمدة 13 عاماً. كنا في الخرطوم مرتاحين ومبسوطين، والسودانيون تعاملوا معنا بلطف. بعد الحرب، نزحنا إلى مدينة شندي ثم إلى بورتسودان على أمل السفر، لكننا لا نملك المال لذلك."

منذ بداية الحرب في سوريا، كان السودان ملاذاً آمناً لأكثر من 150 ألف لاجئ سوري، حيث سمح لهم بالإقامة والعمل دون تأشيرات. لكن الحرب في السودان أعادت فتح جراح الماضي، وجعلت من نزوحهم الجديد عبئاً إضافياً.

حياة تتحدى الظروف
داخل مركز "الشباب"، تجد قصصاً تتراوح بين الألم والأمل. بعض السوريين تحدّوا ظروفهم القاسية وبدؤوا حياة جديدة، فيما ينتظر البعض الآخر انتهاء الحرب وعودة الاستقرار. إنهم يعيشون اليوم تجربة تجمع بين اللجوء والنزوح، يتشاركونها مع السودانيين في ظل معاناة يومية وأحلام مؤجلة.

معرض الصور