انهيار الصحافة الورقية
بقلم: عبدالله رزق أبوسيمازه
شهدت الصحافة الورقية في السودان انهياراً متسارعاً في السنوات الأخيرة، تفاقم بشكل حاد بعد اندلاع الحرب. هذه الأزمة لم تكن وليدة اللحظة، بل ترسخت جذورها منذ أكثر من عقد، حيث توقفت العديد من الصحف عن الصدور لأسباب اقتصادية وسياسية معقدة. لكن الحرب الأخيرة أجهزت على ما تبقى من صناعة الصحافة الورقية، تاركة الصحفيين في مواجهة بطالة قاسية وغير مسبوقة.
بطالة الصحفيين ليست ظاهرة جديدة، لكنها تعمّقت بسبب الأزمات الاقتصادية والسياسية التي عصفت بالبلاد. منذ عقد من الزمن، توقفت صحف مثل الأيام والخرطوم وذا سيتزين وغيرها عن الصدور. وفي السنوات الخمس الماضية، انضمت إليها صحف بارزة مثل المواكب وآخر لحظة. أدى ذلك إلى تشريد المئات من الصحفيين الذين انضموا إلى صفوف العاطلين عن العمل في ظاهرة غير مسبوقة.
بالرغم من أن الانتقال إلى الصحافة الإلكترونية قد يكون خياراً لتلك المؤسسات، إلا أن التحديات تبقى كبيرة. يتطلب هذا التحوّل قدرة على المنافسة في سوق عالمي، وإنتاج محتوى متميز يضمن استدامة الموارد من خلال الإعلان. لكن ضعف البنية التحتية وارتفاع تكاليف التشغيل، حتى في الفضاء الإلكتروني، يجعل من هذا الخيار تحدياً بالغ الصعوبة.