25/12/2024

غرفة جنوب الحزام.. 12 شهراً أخرى من الصمود في وجه الحرب

رصد: مهند شاويش
مثل غيرها من غرف الطوارئ المنتشرة في العديد من مناطق العاصمة القومية، الخرطوم، مدن أخرى في الولايات المتأثرة بالمعارك الحربية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعن السريع، ظلت غرفة طوارئ جنوب الحزام، في منطقة جنوب الخرطوم، تواصل تقديم خدماتها لآلاف المواطنين المتضررين من آثار الحرب.

عاشت منطقة جنوب الحزام، التي تشمل حي مايو والأزهري والسلمة وعيد حسين، عاماً عصيباً من الناحية الأمنية حيث زادت وتيرة القصف المدفعي والجوي، وأدى القصف العشوائي إلى مقتل أكثر من 240 مدنياً وجرح المئات، إلى دانب وفاة المئات وإصابة عشرات الآلاف بالأمراض المعدية والأوبئة في الفترة من أول يناير وحتى لحظة أعداد التقرير.

وأدى إلى موجات نزوح كبيرة، وانعدام سبل الحياة، مع خروج غالبية المشافي من الخدمة وانقطاع الماء والتيار الكهربائي. وشهدت المنطقة ضائقة معيشة وندرة في السلع الضرورية وارتفاع كبير في أسعارها، وتوقف عدد من المطابخ (التكايا) التي تقدم الوجبات للسكان المدنيين

الوضع الأمني
في مطلع عام 2024 زادت وتيرة القصف المدفعي والجوي على منطقة جنوب الحزام مما أدى إلى موجات نزوح كبيرة بسبب انعدام الامن.

في 11 يناير 2024 تعرضت منطقة السلمة القديمة لقصف مدفعي أدى لمقتل 10 مدنيين حسب لجان مقاومة جنوب الحزام بالخرطوم بالإضافة إلى غارات جوية من الطيران الحربي أستهدفت مواقع الدعم السريع بالمنطقة.

لم يتوقف القصف بل أستمر في ذات الشهر حيث أستدفهت قذيفة حي الإنقاذ أدت إلى مقتل إمراة وأصيب شاب حسب إفادة الناطق الرسمي لغرفة طوارئ جنوب الحزام محمد عبدالله كندشة.

وفي 23 فبراير تعرضت منطقة جنوب الحزام إلى قصف مدفعي أدى لمقتل 7 مدنيين سقطوا جراء ثلاثة قذائف سقطت في مربع 1 و3 و4 في النهضة حسب بيان غرفة طوارئ جنوب الحزام.

أشتدت وتيرة القصف تحديدا في شهر نوفمبر وديسمبر حيث تعرضت المنطقة لغارات جوية راح ضحيتها شخصين وأدت لإصابة 20 شخصاً حسب بيان الغرفة. في 13 ديسمبر إرتفع عدد ضحايا القصف الجوي حيث أستهدفت غارة جوية طرمبة امونيا بمنطقة الشاحنات ، نتج عن الاستهداف مقتل 4 أشخاص وإصابة 32 شخصاً .

أدانت الغرفة هذه الحادثة وقالت في بيان اطلعت عليه مواطنون أن القصف الجوي أصبح يهدد حياة السكان المدنيين في جنوب الحزام و يبث الرعب في قلوبهم.

الوضع المعيشي
أثرت الحرب بشكل كبير على الوضع المعيشي حيث شهدت الأسواق المركزية والفرعية في المنطقة ندرة في السلع وإرتفاع كبير في أسعارها، بسبب انعدام الأمن والاتاوت التي يدفعها التجار في نقاط التفتيش والارتكازات التي تقيمها قوات الدعم السريع، بالإضافة إلى توقف أنسياب السلع والبضائع من بقية الولايات إلى مدينة الخرطوم بسبب القيود التي فرضتها الحرب على انسياب حركة السلع.

بسبب الظروف المعيشية الصعبة وفقدان غالبية المواطنون لوظائفهم أصبحوا يعتمدون بشكل كبير على التكايا (وهي مطابخ تقدم وجبات مجانية) تشرف على أدراتها غرف الطوارئ والمبادرات الخيرية، لكن هذه المطابخ واجهت صعوبات عديدة أبرزها عدم أستمرارية الدعم المالي من المانحين مما أدى إلى توقفها عن العمل في بعض الأحيان.

في 13 يوليو أعلنت غرفة طوارئ جنوب الحزام عن توقف جميع المطابخ في مايو والازهري و السلمة بسبب قلة الدعم المالي ونفاذ المواد التموينية.

وفي 26 يوليو من نفس الشهر أعلنت الغرفة عن توقف جميع مطابخ قطاع الازهري عن الخدمة بسبب توقف الدعم المالي .

وفي 29 سبتمبر أعلنت الغرفة خروج جميع المطابخ في قطاع الازهري عن الخدمة بسبب عدم توفر المال وناشدت المانحين بتقديم الدعم لأجل استئناف عمل المطابخ.

الوضع الصحي
توقفت معظم المستشفيات عن العمل جراء المعارك العسكرية ما عدا مستشفى بشائر الذي لا زال يعمل رغم انعدام الأمن وأنتشار المظاهر العسكرية حيث تديره منظمة أطباء بلا حدود. إضافة إلى خروج المشافي من الخدمة أنتشر وباء الكوليرا ومرض الملاريا و الحميات النزفية بشكل غير مسبوق وأدت إلى وفاة عدد كبير من السكان المدنيين.

في 22 أغسطس سجلت غرفة طوارئ جنوب الحزام 456 حالة إصابة بوباء الكوليرا و5 وفيات بالوباء، وفي 17 سبتمبر سجلت غرفة طوارئ جنوب الحزام 100 إصابة بحمى الضنك وقامت الغرفة في بيانها أن معدل الوفيات بسبب الحمى في إرتفاع حيث يموت 20 شخص أسبوعياً بسبب الحمى .

أضراب اطباء مشتشفى بشائر
دخل الأطباء العاملين في مستشفى بشائر في أضراب مفتوح يوم الخميس الماضي بعد إطلاق نار داخل المستشفى من قبل مسلح يتبع للدعم السريع. شمل الإضراب جميع الأقسام وأقتصر العمل على الحالات الحرجة (الجراحة ، والتغذية) حسب بيان غرفة طوارئ جنوب الحزام.

لم يكن أضراب الخميس الأول من نوعه بل دخل العاملين في مستشفى بشائر في 13 نوفمبر في أضراب بسبب توغل مسلحين من قوات الدعم السريع داخل قسم الطوارئ أدى إلى مقتل أحد افراد القوة حسب بيان غرفة الطوارئ.

عاشت منطقة جنوب الحزام خلال هذا العام أوضاعا مزرية بسبب القصف المدفعي والجوي وأدى القصف إلى انعدام سبل الحياة وموجات نزوح كبيرة. تحتاج المنطقة إلى فتح مسارات آمنة لوصول المساعدات الإنسانية وإلى تدخل إنساني عاجل من أجل حماية المدنيين.

معرض الصور