01/01/2025

اللاجئون السودانيون يعانون في ليبيا والسلطات تتهم الأمم المتحدة بالتقصير

مواطنون
دعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إلى تعزيز الدعم المالي لتلبية الاحتياجات المتزايدة للاجئين السودانيين، الذين يصلون إلى ليبيا، مع تزايد أعدادهم وانخفاض درجات الحرارة.

واتهم قال عبد الله سليمان، الناطق باسم المجلس البلدي الكفرة في تصريحات صحفية، إن الأمم المتحدة ووكالاتها المختلفة بالتقصير، وقال إنها لا تؤدي الدور المطلوب لدعم الكفرة والاهتمام باحتياجات النازحين. وأشار إلى أن هذه النقطة كانت محورًا رئيسيًا خلال اجتماع ستيفاني خوري، نائبة رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، مع عميد بلدية الكفرة ومسؤولين من القيادة العامة والمؤسسات الخدمية.

أوضح سليمان، في تصريح لقناة “ليبيا الأحرار“، أن هناك ملاحظات وانتقادات وُجِّهت إلى خوري بشأن تقصير المنظمات الدولية، لافتًا إلى أن رئيس غرفة الطوارئ بوزارة الصحة أعرب عن استيائه من نوعية الأجهزة والتحاليل الطبية التي تم تقديمها، والتي وُصفت بأنها دون المستوى.

وقال إن نقص الدعم يؤثر بشكل مباشر على المواطنين واللاجئين، مشيرًا إلى أن أحد المنظمات الدولية قدمت حصة غذائية ضئيلة للغاية تكفي بالكاد لإطعام 10 آلاف لاجئ في الكفرة. وأضاف أن اللاجئين يعانون من أوضاع مأساوية، خاصة خلال فصل الشتاء، حيث يفتقر الأطفال للملابس الدافئة أو الأغطية التي تقيهم من البرد القارس.

وأكد سليمان أهمية وجود المنظمات الدولية على الأرض لتقديم المساعدات بشكل فعال، مشيداً بالمجلس النرويجي للاجئين الذي بدأ صباح اليوم بتوزيع حصص من المساعدات تشمل مراتب وأغطية وسلع غذائية. كما أشار إلى احتياجات ملحة في مجالات التعليم والصحة، معتبرًا أن منظمة الصحة العالمية هي الأكثر نشاطًا في الكفرة.

وأعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيان، أنه منذ بداية العام الحالي، تضاعف عدد اللاجئين السودانيين الذين يبحثون عن الأمان في ليبيا، حيث يقدر عدد الوافدين إلى البلاد بـ400 لاجئ يومياً.

وأدت الأزمة في السودان إلى عملية نزوح واسعة النطاق في جميع أنحاء المنطقة، حيث وصل عدد النازحين داخليا إلى 8.4 مليون شخص، بينما أجبر 3.1 مليون آخرين على اللجوء إلى البلدان المجاورة، من بينهم نحو 210 آلاف في ليبيا، وفق التقديرات.

وتتواجد المفوضية في الكفرة التي تعد نقطة الدخول الرئيسية من السودان، حيث تقدم المساعدة الطارئة للاجئين، دعما للسلطات المحلية والمجتمعات المضيفة.

وتشمل الخدمات التي تقدمها المفوضية تعزيز إمكانية الحصول على الرعاية الصحية، وتحسين الظروف المعيشية، عبر توزيع إمدادات الإغاثة، وتعزيز إمكانية الحصول على الوثائق التي تقدمها السلطات المحلية، لتحسين حرية الحركة والحماية.

ويواجه اللاجئون والمجتمعات المضيفة في المناطق النائية مثل الكفرة، ظروفا قاسية بشكل خاص، إذ أن أسعار المواد الغذائية في الكفرة ارتفعت بنسبة 19% مقارنة بالمتوسط الوطني، بسبب تعطل سلاسل الإمدادات وارتفاع الطلب ونقص الوقود، وهي أمور تفاقمت بسبب الحرب الدائرة في السودان.

وتفاقم الزيادة في تكاليف المعيشة من التحديات، حيث يكافح العديد من اللاجئين للبقاء على قيد الحياة في ظروف معيشية دون المستوى المطلوب. وهناك حاجة إلى مساعدات عاجلة، تشمل البطانيات والملابس الدافئة، ومواد الإيواء المعززة لمساعدة اللاجئين على تحمل فترة الشتاء.

وقال رئيس بعثة المفوضية في ليبيا أسير المدائن، إنه "إلى جانب التزام السلطات والمجتمعات الليبية بدعم السودانيين الفارين من الصراع، هناك حاجة إلى دعم إضافي من المجتمع الدولي، من أجل تعزيز الوصول إلى الطعام والمياه النظيفة، والصحة والتعليم".

وأضاف أن "اللاجئين في ليبيا عانوا من مصاعب جمة خلال رحلتهم إلى هنا، ومع دخولنا عام جديد، ينبغي علينا أن نتحرك بسرعة لمنع المزيد من المعاناة، وحماية الأرواح".

وكجزء من الاستجابة التي تقودها، تسعى مفوضية اللاجئين إلى الحصول على 22 مليون دولار، من أجل الاستجابة للاحتياجات المقدرة لـ 449 ألف لاجئ والمجتمعات المضيفة بحلول نهاية 2025.

ووجهت المفوضية في بيانها دعوة للمجتمع الدولي، من أجل تقديم الدعم الحاسم للجهود الإنسانية، التي تبذلها ليبيا لمساعدة اللاجئين السودانيين، مع وصول المزيد من اللاجئين كل يوم من السودان، وتحميل الموارد فوق طاقتها.

معرض الصور