17/01/2025

تداعيات الحرب تلاحق السودانيين في جوبا

مواطنون ـ تقرير إخباري
انتقلت حملات خطاب الكراهية التي أدت إلى الحرب في السودان بثقل حمولاتها إلى دولة جنوب السودان، بعد تواتر الأنباء عن ما تعرض له مواطنون جنوب سودانيون في ولاية الجزيرة عقب إستعادة الجيش السوداني والقوات المتحالفة معه لمدينة ودي مدني، عاصمة الولاية.

وشهدت جوبا، عاصمة دولة جنوب السودان، يوم أمس، أحداثاً استهدفت المواطنيين السودانيين في المدينة وممتلكاتهم، واشارت تقارير إلى أن بعض المحلات التجارية المملوكة للسودانيين في أحياء مختلفة تعرضت للتخريب والنهب. وواجهت الشرطة في جوبا الاضطرابات التي حدثت في أحياء عمارات وسوق ستة وطريق طمبرا واجزاء اخرى من المدينة، بإطلاق النار.

وفي اتصال لـ"مواطنون" مع أحد المصادر مقيم في مدينة جوبا، أفاد بأنهم مختبئين في المنازل ولا يستطيعون الخروج إلى الشارع، وقال إن 4 سودانيين قتلوا في المدينة. وافاد مصدر آخر أنه أضطر إلى الخروج من مكان عمله إلى البيت بعد ان نصحه زملاؤه من الجنوب سودانيين لتأمين نفسه في ظل هذه الظروف.

واثناء المحادثة كانت هناك أصوات إطلاق نار مسموعة بصوت قوي وواضح.

مرصد حقوق اللاجئين
أدان مرصد حقوق اللاجئين – جنوب السودان بشدة أعمال الشغب والاعتداءات التي استهدفت اللاجئين والمواطنين السودانيين في العاصمة جوبا، واصفاً هذه الأحداث بأنها انتهاك صارخ للقيم الإنسانية والقوانين الدولية التي تضمن حقوق اللاجئين.

المرصد دعا جميع الأطراف إلى ضبط النفس ووقف أعمال العنف فوراً، مشدداً على ضرورة تعزيز التعايش السلمي بين المجتمعات المختلفة. كما طالب السلطات والأجهزة الأمنية في جنوب السودان بتحمل مسؤولياتها كاملة لحماية اللاجئين وضمان سلامتهم، مع محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.

وناشد المرصد المواطنين بعدم استغلال أحداث ود مدني كذريعة لاستهداف اللاجئين أو المواطنين السودانيين المقيمين في جنوب السودان، داعياً إلى معالجة هذه القضية عن طريق القنوات الرسمية والدبلوماسية.

وأكد المرصد أهمية تعزيز الحوار المجتمعي وحملات التوعية التي تروج للتسامح والعيش المشترك، داعياً المجتمع الدولي إلى مراقبة الأوضاع ودعم الجهود الرامية لحماية اللاجئين وضمان حقوقهم.

عودة جنوبيين من مدني
نتيجة لما أثارته أحداث العنف التي صاحبت دخول الجيش السوداني لمدينة ود مدني، أفادت مصادر في دولة جنوب السودان بوصول 70 مواطناً من جنوب السودان إلى منطقة جودة الحدودية بين السودان وجنوب السودان، قادمين من مدينة ود مدني، وذلك هرباً من الأحداث المؤسفة التي شهدتها المدينة مؤخراً.

وأكدت المصادر أن الوافدين، أغلبهم من النساء والأطفال، اضطروا لترك ممتلكاتهم ومنازلهم بحثاً عن الأمان، بعد تصاعد التوترات في ود مدني. وقد أبدت السلطات المحلية في جودة استعدادها لتقديم المساعدة العاجلة وتوفير احتياجاتهم الأساسية بالتعاون مع منظمات الإغاثة الإنسانية.

على المستوى الرسمي
نفت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في دولة جنوب السودان إغلاق سفارتها بالسودان، وحثت في تصريح صحفي نشر على صفحتها في منصة فيسبوك، على تجاهل الاتهامات التي لا أساس لها والمتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن إغلاق سفارة جنوب السودان بجمهورية السودان.

وقالت إن سفارة دولة جنوب السودان في بورتسودان وسفارة السودان في جوبا تعملان بشكل طبيعي، وتشارك الحكومتان بنشاط في معالجة الوضع.

وكانت وزارة الخارجية والتعاون الدولية بدولة جنوب السودان قد استدعت السفير السوداني في جوبا بشأن حماية مواطنيها في السودان عقب أحداث مدينة ود مدني.

وقالت في بيان صحفي، الأربعاء الماضي، إنها استدعت رسمياً سفير السودان لدى جنوب السودان، عصام محمد حسن كرار، للتعبير عن قلقه العميق من الأحداث الأخيرة عقب استيلاء القوات المسلحة السودانية على ود مدني.

واشارت إلى تلقيها تقريراً شاملاً من سفارتها ببورتسودان يوضح تفاصيل الأحداث المؤسفة التي أسفرت عن خسائر في الأرواح بين مواطني دولة جنوب السودان الأبرياء الذين يحتفظون بمركز غير مقاتل ويمتلكون جنسية أجنبية.

خلال المناقشات، عبّر السفير جون صموئيل بوجو، وكيل وزارة الخارجية والتعاون الدولي، عن قلقه العميق بشأن هذه التطورات المحزنة. وحث حكومة السودان على اتخاذ إجراءات فورية وفعالة لحماية حقوق وكرامة جميع الرعايا الأجانب، وخاصة مواطني جنوب السودان، المتضررين حاليا من الأزمة المستمرة في ود مدني وغيرها من مناطق السودان.

معرض الصور