21/01/2025

السودان في خطاب ترامب: مهتمون سودانيون ومقيمون في امريكا يعلقون

مواطنون
كعادته منذ ظهوره على سطح السياسة الأمريكية، وكما صاحب انتخابه، جاء خطاب دونالد ترامب في حفل تنصيبه رئيساً جديداً للولايات المتحدة الأمريكية، مرة أخرى، مثيراً للجدل.

وقبل أن يدخل هو وزوجته ميلانيا اليوغسلافية الأصل إلى منزلهم البيضاوي، بعد انقطاع لأربع سنوات، وجه ترامب سهام هجومه في كل الاتجاهات من أجل أن تكون بلاده هي العظمى. إلا انه ركز بين طيات الخطاب على إيقاف الحروب وعدم استغلال القوة الهائلة التي تمتلكها السلكات لاضطهاد المعارضين السياسيين كما ركز بشدة على أهمية أن تلعب بلاده دورها الريادي في إيقاف الحروب.

وقبل أن يقضي ترامب ليلته الأولى في البيت الأبيض قالت "اليز ستيفانيك" المندوبة الجديدة لأمريكا في الأمم المتحدة أن بلادها تتعهّد بوضع السودان على لائحة الأولويات في إدارة ‎ترمب، وشددت على أهمية منصب مبعوث خاص للسودان والضغط على حلفاء أمريكا لوقف الصراع.

استطلعت مواطنون آراء بعض المهتمين بالموقف الأمريكي تجاه السودان حول خطاب الرئيس الأمريكي الجديد وما يمكن أن يحمله من مدلولات تشير إلى سياساته تجاه السودان الذي يمر بأزمته الحالية.

تعيين مبعوث أمريكي
قال خبير في الشأن العسكري والسياسين فضل حجب إسمه، لـ"مواطنون" السياسات والإستراتيجيات الأمريكية تجاه أفريقيا إن لن تتغير، وسيستمر جهدهم لوقف تمدد النفوذ الروسي والصيني في دول أفريقيا.

ويرى الخبير أن الحرب الروسية الأوكرانية تأتي كاولوية في أسبقيات ترامب، وسيسعى عبرها للحصول على جائزة نوبل للسلام. حرب الحوثيين والضغوط على إيران تأتي أيضا كأسبقية عالية.

وقال، في حديثه حول سياسات ترامب والسودان، إن إدارة ترامب في فترته الأولى شنت أقوى الضربات على تنظيم داعش، وسيستمر ذلك خلال الفترة القادمة، وهنا تبرز مخاطر حرب السودان وتمدد داعش في وسط غرب أفريقيا كمهددات واضحة تتطلب المواجهة الأمريكية.

وتوقع تعيين مبعوث أمريكي جمهوري للسودان، وأن ترتفع الضغوط على طرفي الصراع بصورة تصاعدية لوقف إطلاق نار شامل، وإنسياب المساعدات، والعودة للتفاوض.

خطاب القوة واللا عقلانية
وصف الأستاذ في كلية الآداب بجامعة الخرطوم، الدكتور عمر حميدة، الخطاب الذي ألقاه دونالد ترامب في حفل تنصيبه أمس رئيساً جديداً للمرة الثانية للولايات المتحدة الأمريكية، بأنه خطاب القوة واللا عقلانية. قال لـ"مواطنون" إن الخطاب بدأ بعداءات منقطعة النظير مع الجميع سواء كان بالنسبة للهجرة أو تبرئة المشاركين معه في محاولة اقتحام البيت الأبيض، وعلينا عدم الخوض في تقدير ما سيفعله في كثير من الملفات التي بين يديه، خاصة فيما يتعلق بروسيا أو السودان أو غيرها. وقال "ما معروف ما سيفعله من ناحية مبدئية"

واتفق حميدة مع الخبير الذي استطلعته "مواطنون" في أن ترامب إذا وضع السودان ضمن أولوياته فإن الطرفين المتحاربين في السودان سيواجهان مشاكل كبيرة في ظل إدارته ما لم تحدث تنازلات كبيرة من الطرفين. وسيضغط ترامب من أجل إعادتهما لطاولة المفاوضات ومن لا يستجيب سيواجه قرارات صعبة.

وحول التصعيد العسكري الأخير قال "اعتقد ان التصعيد في العمل العسكري بين الطرفين في هذا التوقيت هم من أجل كسب أكبر مساحة ممكنة لتحسين موقفه التفاوضي في الجولات المتوقعة، وهو صراه من أجل التفاوض لأن الطرفين يدركان أن المعركة لن تحسم عسكرياً".

وأشار إلى ان ترامب لا يهتم كثيراً بقضايا حقوق الإنسان أو قضايا التطهير العرقي وغيرها، وقال "بدا ذلك واضحاً في ما قاله وزير خارجيته في مناسبة تنصيبه. لذلك أقول إن ترامب بوصلته هي مصالحه وليس سواها، وفي مقدمتها التمدد الروسي في أفريقيا وكذلك فرنسا وأين ما تقاطعت هذه المصالح مع الأزمة السودانية سينتصر لمصالحه".

صفقة على طريقة ترامب
الصادق إسماعيل، المقيم في ولاية فرجينيا بأمريكا، رجح أن إدارة ترمب، وحسب لجنة الاستماع التي كونت للتصويت على قبول ماركو روبيو كوزير للخارجية اما مجلس الشيوخ، ستتجه إلى محاولة الوصول لتسوية للقضية السودانية. وأضاف لـ"مواطنون" "بمعنى أنها ستسعى الى صفقة بطريقة ترمب، وترمب قال أنه يريد من الناس أن يتذكروه كصانع سلام، واضعين في الاعتبار أن إداراة بايدن توصلت لاتفاق وقف اطلاق النار في غزة، وسحبت هذا الشرف من ترمب"

وقال اسماعيل إن أكبر قضيتين تسعى الولايات المتحدة للتوصل لحل لهما هما أوكرانيا والسودان. وللعلاقات الشخصية لترمب مع قادة ابوظبي وتاثيرهم عليه، سيتم تسليم الملف لهم بالإضافة للسعودية ومصر للتوافق على حل تمليه الولايات المتحدة للأطراف، هذا أسلوب مل ترمب في الفترة الأولى.

وأشار إلى أن ترمب لا يريد التورط في أي أعمال عسكرية، ويريد أن يفتح العالم لممارسة "البزنس" وموضوع السودان والبحر الأحمر سيتم التعامل معه على هذا الاساس لمنع وصول اي نفوذ روسي وصيني له.

وتوقع حال فتح الملف سيكون أول شيء هو الدعوة للسلام، وأضاف "إن صحّ أن قوات الدعم السريع سيدخلون الفاشر أو أي مدينة في الشمال في الفترة القادمة فهذا سيجعل التحرك سريع في هذا الموضوع".

وقال إسماعيل إن تكوين وزير الخارجية لفريق عمليه بعد استلامه لمنصبه سيبدأ بتكوين فريق عمله للتعامل مع السودان واوكرانيا، هذا سسيحدد من أين يبدأ. ويعتقد أن أبوظبي تريد اتفاق مبني على تفاهمات المنامة، وفي الغالب سيتم الضغط عبر موضوع المساعدات الإنسانية، وتوقع على الأقل الضغط لهدنة لهذا الموضوع.

بوصلته المصلحة الأمريكية
قال يوسف العبيد، المقيم في أمريكا، إن الغالب في سياسة ترامب تجاه السودان ما قبل الانتخابات، وبحسب مصدر من أصول سودانية داخل إدارته، كانت اعتبار قوات الدعم السريع مجرد مليشيا بينما يعتبر الجيش السوداني هو المؤسسة الرسمية التي يجب التعامل معها، ولكن يرى ترامب أن تغلغل الإسلاميين داخلها هو ما سيضع العراقيل ويجب التعامل مع هذا الوضع بجدية.

وقال في حديثه لـ"مواطنون" "من الواضح أن ترامب يعمل وفقاً لمصالحه ولكنه لن يتجاوز الخطوط العامة المرسومة للسياسة الخارجية إلا في إطار ما يدفع بمصالح الولايات المتحدة للأمام.

وقال العبيد إن ترامب سيمضي في ما يخطط له مجلس الأمن القومي الأمريكي بخصوص السودان، خاصة بعد التأكد من استخدام الجيش السوداني لأسلحة كيميائية في حربه الجارية الآن ضد قوات الدعم السريع. ورجح أن يتم تحويل الملف إلى مجلس الأمن بكامله والذي سيحيلها للمحكمة الجنائية الدولية. وقال "من خلال متابعاتي فإن احتمالات الفيتو الروسي ستكون غير واردة في ظل علاقات ترامب مع روسيا واتجاهه لوقف الحرب في أوكرانيا. وكذلك يبدو واضحاً أن علاقته مع الصين ستشهد تطوراً ايجابياً مما يقلل من احتمالات فيتو صيني في أي قرار خاص بالسودان في مجلس الأمن.

كان الرئيس دونالد ترامب، إبان فترة رئاسته الأولى في أكتوبر 2017، قد رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان أمريكيا وإجراءات عقابية أخرى كانت سببا فى فصل السودان فعليا عن معظم النظام المالى العالمي، التي استمرت لنحو 20 عاماً. وهي الخطوة التي بدأها الرئيس الأسبق باراك اوباما في نهاية ولايته.

وفي أكتوبر 2020 وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسمياً على قرار إزالة الخرطوم من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

معرض الصور