
خبير في القانون والعلاقات الدولية: مدخل ترامب للسودان هو العلاقة مع إسرائيل
مواطنون
لا زالت ردود الأفعال حول تنصيب دونالد ترامب رئيساً مرة اخرى على الولايات المتحدة الامريكية يحرك الكثير من الساكن. ويبدو أن قدرة الرجل على إثارة الجدل على ما هو متوقع منه أكبر مما يمكن الإحاطة به من كل جوانبه إلى أن تنتهي فترة رئاسته القصيرة والتي ستمتد لأربع سنوات فقط.
تواصل "مواطنون" استطلاع آراء العديد من السودانيين حول توقعاتهم لاتجاه السياسة الأمريكية في العهد الثاني لترامب تجاه السودان. وفي هذا الإطار التقت "مواطنون" سريعاً بالدكتور سامي عبد الحليم الخبير في القانون و العلاقات الدولية والمدير الإقليمي للمعهد الدولي للديمقراطية والمساعدة الانتخابية السابق، والمستشار القانوني الأسبق لقوات اليونيسفا التابعة للأمم المتحدة في منطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان ودولة جنوب السودان.
في بداية لقاءنا معه سألناه عن تقييم الملف السوداني خاصة بعد الحرب في فترة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن، فقال إننا لم نر في عهد بايدين والديمقراطيين أي تقدم يذكر في الملف السودان، وأضاف بأنه مع الرصد بشكل دقيق نجد أن هناك تعطيل لعملية بناء السلام، وما يشير إلى ذلك انسحابهم من مسار جدة وافتراع تعدد المفوضات مثلما جرى في البحرين وجنيف.
وحول التواصل بين الإدارة الأمريكية السابقة مع الاطراف السودانية المتحاربة والمتوقع من الإدارة الجديدة، قال إن التواصل بين إدارة بايدن وحكومة بورتسودان لم يكن بالمستوى المطلوب، لكن هناك تواصل سابق بين إدارة ترامب والفاعلين على الأرض في الساحة السودانية سواء الحكومة أو الدعم السريع، كما ان هناك تواصل مباشر أو غير مباشر يمكن تلمسه بحسبان ان القرن الأفريقي والبحر الأحمر مناطق اهتمام دولي ملحوظ. و أضاف "لربما هناك تواصل أكبر بين إدارة ترامب والجيش السوداني حيث بدأت العلاقات بين الطرفين تنمو بشكل ملحوظ إبان الفترة الانتقالية ".
إن ذلك التواصل شهد قمته ما بين ترامب والفريق البرهان عند التوقيع على الاتفاق الإبراهيمي وإدراج السودان ضمن الدول الموقعة على الاتفاق في فترة الحكومة الانتقالية.
وتشير "مواطنون" إلى أن عهد ترامب الأول شهد بداية إلغاء الحظر التجاري والاقتصادي على السودان في خواتيم عهد الرئيس المعزول، عمر البشير، واستكمل بقرار حذف اسم السودان من القائمة الأمريكية للإرهاب قبل نهاية عهد ترامب الأول.
ويرى الدكتور سامي عبد الحليم إن المدخل لعلاقات السودان مع إدارة ترامب ستكون من بوابة العلاقة مع إسرائيل. وواصل حديثه لـ"مواطنون" "إذا وضعنا في الاعتبار أن حكومة ترامب قصيرة الأجل مدتها أربع سنوات فقط، و ان حقيبة ترامب مثقلة بالأولويات، فمسالة السلام في الشرق الأوسط و امن اسرائيل ستكون على قائمة تلك الأولويات. واضعين في الاعتبار الفترة القصيرة و المهام الكثيرة في في فترة ترامب الثانية، اذن نتوقع خطوات سريعة لإنجاز تلك الأولويات و من بين ذلك بطل الملف السوداني بسبب ارتباطه بحلف شركاء الاتفاق الإبراهيمي.
ورجح بأن الحلف الإسرائيلي الداعم لحكومة ترامب الجديدة لديه أجندة مستعجلة وعلى ترامب تحقيقها بشكل سريع قبل إنتهاء دورته، كما فعل في الفترة السابقة عندما دعم بقوة انتقال العاصمة الإسرائيلية إلى القدس، رغم القرارات الدولية.
وقال إن ترامب سيعمل على إعادة تنظيم المنطقة بقرارات بالاتفاق مع إسرائيل والطريق ممهد للتعامل مع قيادة الجيش السوداني و الحكومة في بورتسودان للعمل على اختراقات سريعة.
وحول التدخل الأمريكي لوقف الحرب في السودان، قال إن إعادة ترتيب علاقات واشنطن مع السودان وفقاً لما ذكرت لا تستدعي وقف الحرب، ولكن سبحدث تأطير للعلاقات . وأضاف بأن مسالة الحرب اصبحت شائكة و مسالة ترتيب الوضع في السودان سيحتاج زمن و موارد و ادارة ترامب لا يبدو انها حريصة على بذل الأموال و الوقت في مثل هذه المسالة المعقدة.
وأوضح عبد الحليم إن القراءات تشي بأن الوضع في عهد إدارة ترامب لن يكون أكثر سلبية من الوضع الذي عشناه في عهد الإدارة الديمقراطية. وقال "ليس علينا النظر من زاوية إن ترامب نصير للسودانيين في معركتهم من أجل الديمقراطية والسلام والاستقرار، وإنما علينا النظر فيما هو موجود في حقيبته لفترة الأربع سنوات التي سيقضيها في الحكم.
ووصف ترامب بالشخصية البراغماتية وقال إنه لا يتبنى أي شعارات متصلة بحقوق الإنسان والحرية وإنما هي مصالح و اهداف واضحة و مرسومة يريد أن ينجزها بشكل سريع وعاجل، وهو ما تسعى له القوى الكبيرة التي وقفت خلفه وجاءت به إلى السلطة من أجل تحقيقها وفي زمن وجيز، ولن يستطيع ذلك سوى ترامب.
بخصوص استمرار عمليات التفاوض بين أطراف الحرب ، ليس هناك شي واضح في برامج ترامب بخصوص استمرار - ننتظر ونرى ماذا ستقول ادارة ترامب - اما بخصوص علاقة ادارة ترامب مع قوات الدعم السريع و القوى المدنية المطالبة بعودة الانتقال الديمقراطي ، فموقف ادارة ترامب الجديدة غير واضح، و يبدو ان الطريق بين إدارة ترامب و تلك القوى لم يتم سفلتته بعد، إذ لم نسمع اي بوادر للتواصل المعلن. و لكن لاشك ان التواصل بين ادارة ترامب و القوى السودانية المهمة سيبدا و يظهر للعلن مع بدء تحريك العلاقات الخارجية لإدارة ترامب، فمن المتصور ان يقوم الرئيس ترامب بجولة الي بعض الأقاليم المهمة لادارته و من بين ذلك من المتوقع ان يزور الشرق الأوسط قريبا ليلتقي مع حلفائه في المنطقة.