18/03/2025

مراقبة الإبادة الجماعية تطالب ببعثة أممية لحماية أطفال السودان

مواطنون
طالبت منظمة مراقبة الإبادة الجماعية في تقرير لها نشر اليوم، الجهات الفاعلة الدولية على تكثيف جهودها لتحرير الجنود الأطفال، وإعادة دمجهم في المجتمعات المحلية، وتوفير فرص التعليم لهم، وفقًا للمبادئ والإرشادات المتعلقة بالأطفال المرتبطين بالقوات المسلحة أو الجماعات المسلحة.

وقالت المنظمة إن على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن يأذن بإعادة تشكيل قوة قوية مشتركة بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لوقف هذه الجرائم.

وطالب الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة بنشر 10,000 جندي لإعادة تأسيس بعثتهما لحفظ السلام في السودان.

وقالت المنظمة إن الصراع الدائر في السودان تسبب في أزمة حادة في حماية الأطفال. واشارت إلى تعرض أكثر من 10 ملايين طفل لعنف وحشي بسبب الهجمات العشوائية والمتعمدة على المدنيين والبنية التحتية المدنية من قِبل القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. ووقالت إن الكثيرين شهدوا مقتل عائلاتهم، وتدمير منازلهم، وذبح قرى بأكملها. وتعرض أكثر من 200 طفل، بعضهم في عمر سنة واحدة، للاغتصاب.

وقالت المنظمة إن كلٌّ من قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية والقوات المتحالفة جندت الأطفال. وأشارت إلى مقاطع فيديو لجنود أطفال من جميع أنحاء السودان على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأفادت شيوبان مولالي، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالاتجار بالأشخاص، بأن قوات الدعم السريع تستهدف الأطفال غير المصحوبين بذويهم والفقراء من ضواحي الخرطوم، بالإضافة إلى أطفال القبائل العربية في دارفور وغرب كردفان. كما تلقت معلومات تُشير إلى مقتل أو إصابة أكثر من 600 طفل جندي من قوات الدعم السريع أثناء القتال في الخرطوم في أغسطس 2023. وفي ولاية نهر النيل، سُلِّم أطفال لا تتجاوز أعمارهم عشر سنوات بنادق آلية مُحمَّلة.

واشار تقرير المنظمة إلى تعرض العديد من الأطفال للمضايقة أو الترهيب من قِبل القوات المسلحة، ودفع آخرين للانضمام إلى الميليشيات كوسيلة للنجاة من الفقر المدقع المُنتشر في السودان. وقالت إن بعض العائلات تنظر إلى التجنيد على أنه عمل، وأن الآباء يدفعون أطفالهم إلى الجيش.

وصرحت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالرق المعاصر، تومويا أوبوكاتا، بأن تجنيد الأطفال مقابل الغذاء والسلامة يُعدّ عملاً قسرياً وعبودية معاصرة بموجب القانون الدولي.

واعتبر التقرير القادة المحليين وسطاء رئيسيين لتجنيد الأطفال في السودان، حيث يتصرفون بناءً على طلب القادة المحليين لقوات الدعم السريع أو الميليشيات المتحالفة معها. كما تلعب التقاليد والعادات دورًا هامًا في تشجيع الأطفال على الانضمام إلى كل من قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية. يسمح تقليد "الفزع" لزعماء القبائل بتعبئة أفرادهم، بمن فيهم الأطفال، للمشاركة في القتال.

وحذرت المنظمة من أن هذه البيئة العدائية، إلى جانب الأزمة الإنسانية المتفاقمة، جعلت الأطفال عرضة لعصابات الجريمة المنظمة وخطر التجنيد من قِبل الأطراف المتنازعة.

وشددت على دور الأمم المتحدة في تطوير برامج إعادة إدماج وإعادة تأهيل ومراعاة احتياجات الأطفال الذين كانوا مرتبطين سابقاً بالقوات والجماعات المسلحة، إلى جانب خدمات وبرامج مساعدة مراعية للنوع الاجتماعي تركز على الناجين من الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي.

معرض الصور