``مواطنون`` تنشر ما جاء في المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية الأمريكي روبيو: قوات الدعم السريع لا تلتزم بالاتفاقات وسنصنفها منظمة إرهابية إذا..

مواطنون
أعرب وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، عن قلق بالغ إزاء الأوضاع الإنسانية المتدهورة في السودان، موجّهًا انتقادات غير مباشرة لدور بعض الدول الإقليمية، وفي مقدمتها الإمارات العربية المتحدة، في استمرار دعم قوات الدعم السريع بالسلاح والمعدات العسكرية.

وقال روبيو، في تصريحات صحفية، إن الأزمة السودانية بلغت مرحلة "كارثية"، مؤكدًا أن واشنطن تعمل عبر المجموعة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة ومصر والسعودية والإمارات، للضغط من أجل وقف تدفق الأسلحة والدعم الخارجي إلى قوات الدعم السريع. وأضاف: "مشكلتنا الأساسية أن الدعم السريع يوافق على الاتفاقات ثم لا يلتزم بها مطلقًا، وما يجري الآن مأساة إنسانية بكل المقاييس".

وأشار الوزير الأمريكي إلى أن تقارير المنظمات الإنسانية تُظهر مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية والمعاناة بين المدنيين، لافتًا إلى أن انخفاض أعداد اللاجئين القادمين من مناطق القتال "يدل على أن كثيرين إما لقوا حتفهم أو باتوا عاجزين عن الحركة بسبب الجوع والمرض".

وفي رده على سؤال حول دور الإمارات، قال روبيو إن بلاده "تعلم تمامًا الأطراف المعنية وتُمارس ضغوطًا مكثفة على أعلى المستويات"، مؤكدًا أن الحل لا يكون عبر استمرار حرب "يُستهدف فيها المدنيون بالاغتصاب والعنف الجنسي والقتل". وأضاف: "من الواضح أن الدعم السريع يتلقى مساعدات خارجية، ولا بد من معالجة هذه المسألة لوقف الكارثة".

كما أشار الوزير إلى أن واشنطن تدرس كل الخيارات، بما في ذلك تصنيف قوات الدعم السريع منظمة إرهابية، إذا كان ذلك سيسهم في إنهاء الأزمة. وختم بالقول: "لن نسمح بأن تكون عملية الرباعية غطاءً للتقاعس. نحن بحاجة إلى نتائج عملية وسريعة، وإلا فإن المأساة السودانية ستزداد عمقًا".

إلى نص إفادات وزير الخارجية الأمريكي في المؤتمر الصحفي

سؤال: سيدي الوزير، أود الذهاب إلى منطقة أخرى - أعتذر عن ذلك.

الوزير روبيو: أي منطقة؟

سؤال: السودان.

الوزير روبيو: أجل، الوضع مروع.

سؤال: بالضبط، وقد اطلعت على البيان الختامي الذي أصدرته مجموعة السبع اليوم. ما رأيك؟ هل هناك أي شيء يمكن فعله الآن؟ لأن الوضع -

الوزير روبيو: على عكس منطقة البحر الكاريبي، التي نوقشت، لم يكن أي شخص أخبرك بذلك صريحًا معك - لم يتطرق أحد إلى الأمر في أيٍّ من تلك الاجتماعات - وعقدنا ثلاثة اجتماعات مع المجموعة بأكملها - نوقشت هذه المسألة، ونحن قلقون للغاية. كما تعلمون، لقد رعينا هذه المبادرة الرباعية مع مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وأعتقد أن مشكلتنا الأساسية تكمن في أن قوات الدعم السريع توافق على أمور ثم لا تفي بها أبدًا، لذا فإن ما تواجهونه الآن كارثة.

لذا، عقدتُ اجتماعات بهذا الشأن أمس. ناقشنا الأمر عدة مرات مع دول متعددة اليوم، وأعتقد أنه يجب اتخاذ إجراء لقطع الأسلحة والدعم عن قوات الدعم السريع مع استمرار تقدمها. أعتقد أن هذا الأمر ذو دلالة - إذ تخبرنا المنظمات الإنسانية أن بعض مستويات سوء التغذية والمعاناة التي يشهدونها لدى بعض هؤلاء الأشخاص الذين تمكنوا من الفرار غير مسبوقة، كما قالوا. لقد سجلوا أمورًا لم يسجلوها من قبل، وأعتقد أن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أنهم لم يتلقوا العدد المتوقع من اللاجئين لأنهم يفترضون أن الكثير منهم إما ماتوا أو مرضى ويعانون من سوء التغذية لدرجة أنهم لا يستطيعون الحركة بعد الآن. لذا، ما يحدث هناك مروع. لقد عملنا، على ما أعتقد، منذ يوليو وأغسطس على هذه المجموعة الرباعية، لأن هناك دولًا تُشارك في مساعدة هذه العناصر على الأرض في القتال، ونتشاطر العديد من المخاوف نفسها التي يُبديها الآخرون بشأن كيف يُمكن أن يتحول هذا الوضع إلى وكرٍ للنشاط الجهادي والإرهابي. لكن الحل ليس في خوض حرب يُستهدف فيها المدنيون حرفيًا بالاغتصاب والعنف الجنسي والقتل، وهذا ما يحدث.

سؤال: ما تقييمك لدور الإمارات العربية المتحدة في هذا الصراع؟ لكن الإمارات العربية المتحدة لا تزال تُزودهم بطائرات مُسيّرة، طائرات صينية مُسيّرة.

الوزير روبيو: نعم، لذا نحن نعمل بجد - نعرف الأطراف المعنية. هذه الأمور - ولهذا السبب هم جزء من المجموعة الرباعية إلى جانب دول أخرى مُشاركة. لذا يُمكنني أن أخبرك على أعلى مستويات حكومتنا أن القضية تُطرح وأن الضغط يُمارس على الأطراف المعنية. لا أريد الخوض في انتقاد أي شخص في مؤتمر صحفي اليوم، فما نريده هو نتيجة إيجابية. يجب أن يتوقف هذا. أعني، من الواضح أنهم يتلقون مساعدات خارجية تُمكّنهم من ذلك - ومن الواضح أن هذه المساعدات لا تأتي فقط من دولة تدفع ثمنها، بل تأتي أيضًا من دول تسمح باستخدام أراضيها لشحنها ونقلها. لذا، لحل هذه المشكلة، يجب معالجة هذا الأمر.

لا أعلم إن كنتم قد رأيتم أن قوات الدعم السريع وافقت قبل أيام على وقف إطلاق نار إنساني، لكنهم لا ينوون الالتزام به. وعندما تُثار مسألة هذه الفظائع، يتخفون دائمًا وراء حجة أن هذه عناصر مارقة. حسنًا، إنها ليست عناصر مارقة. إنهم يفعلون ذلك بشكل ممنهج، وهو أمر نأخذه على محمل الجد، ونبذل قصارى جهدنا لجلب الدول المعنية إلى طاولة المفاوضات لوقفه. يجب أن ينتهي هذا.

سؤال: هل تؤيدون مساعي مجلس الشيوخ، سواءً أكانت من الحزبين أم لا، لتصنيف قوات الدعم السريع كمنظمة إرهابية أجنبية أو مجموعة إرهابية محددة الهوية؟

الوزير روبيو: أجل، أعني، لو كان ذلك مفيدًا لإنهاء هذه الأزمة، لفعلنا. لم أطلع على هذا المقترح. أعلم أن بعض أعضاء مجلس الشيوخ ناقشوه معي قبل أشهر. لكن في النهاية، نريد فقط أن يتوقف هذا. وأعتقد، للأسف، أن ما يحدث هنا هو أن قوات الدعم السريع استنتجت أنها منتصرة وتريد الاستمرار. وبرحيلها، فهي لا تخوض حربًا فحسب، وهي حربٌ سيئةٌ بما فيه الكفاية. بل ترتكب أعمال عنف جنسي وفظائع مروعة، بحق النساء والأطفال والمدنيين الأبرياء، من أبشع أنواع العنف. ويجب أن ينتهي هذا فورًا.

وسنبذل قصارى جهدنا لإنهاء هذه الأزمة، وقد شجعنا الدول الشريكة على الانضمام إلينا في هذه المعركة. ولن نسمح لعملية الرباعية التي أنشأناها أن تكون درعًا يختبئ الناس خلفه ويقولون: "حسنًا، نحن منخرطون في الرباعية. نحن نحاول حل المشكلة". نحن بحاجة إلى نتائج عملية، ويجب أن تحدث بسرعة كبيرة؛ وإلا، فإن ما هو بالفعل كارثة سيزداد سوءًا.

سؤال: هل يمكنني أن أسألك بشكل أكثر تحديدًا عن تقييمك لحجم الفظائع؟ أعني، سمعنا هذه التقارير مؤخرًا عن مقتل 460 مريضًا مدنيًا في مستشفى على يد قوات الدعم السريع.

الوزير روبيو: أجل، هؤلاء هم من يمكنهم الخروج.

سؤال: أجل. أعني، ماذا - هل لديك تقييم لحجم ما ارتُكب في الفاشر بشكل عام؟

الوزير روبيو: حسنًا، لا أعرف شيئًا عن الأرقام. يمكنني أن أقول لك إن الشيء الوحيد الذي أعتقد أنه كان الأكثر صدمة لنا هو أنهم توقعوا استقبال آلاف اللاجئين، ولم يفعلوا. من الواضح إذن أن هؤلاء ليسوا سعداء بالعيش هناك بعد عام من حصار المدينة. هناك سببٌ لعدم خروجهم. ونخشى أن يكون سبب عدم خروجهم موتهم أو مرضهم الشديد وجوعهم الشديد الذي يمنعهم من الحركة. لذا أعتقد أن الأمر أسوأ من ذلك - ليس لأن تدفق اللاجئين في الأزمات أمرٌ إيجابي، ولكن عندما لا يأتي اللاجئون، وأنت تعلم أنهم سيأتون لولا ذلك، تسود الشكوك بأنهم إما أموات أو على وشك الموت. وهذا تحديدًا ما يُثقل كاهلنا الآن.