تم النشر بتاريخ: ١٥ نوفمبر ٢٠٢٥ 15:54:43
تم التحديث: ١٥ نوفمبر ٢٠٢٥ 15:58:08

الصمت اللاسلكي: كيف انهار دفاع مدينة الفاشر في السودان بعد انقطاع الاتصالات

محمد امين ودانيال هيلتون
المصدر: middleeasteye.net
شهدت مدينة الفاشر المحاصَرة في إقليم دارفور بالسودان انهيارا تاما بعد انقطاع كامل في الاتصالات، مما ترك الجنود في حالة ارتباك وعزلة بينما كانت قوات الدعم السريع (RSF) تُطبق عليهم من جميع الجهات، وفق ما قاله جنود قاتلوا في المدينة، وقادة ميدانيون، وأحد العاملين في قطاع الاتصالات لموقع ميدل إيست آي.

وبحسب الجنود، وهم جزء من القوات المشتركة التي تضم مقاتلين من الحركات الدارفورية السابقة يقاتلون إلى جانب القوات المسلحة السودانية (SAF)، فقد تعطلت جميع أجهزة الاتصال في يوم 26 أكتوبر بينما كانت المعركة في ذروتها.

في ذلك المساء، قال الجنود واثنان من قادة القوات المشتركة إن غرفة العمليات الرئيسية فقدت القدرة على التواصل مع القيادة العسكرية في الخرطوم، والقيادة السياسية في بورتسودان، ومع قواتهم في خطوط المواجهة.

بحسب المصادر، قرر الضباط في تلك الليلة سحب قواتهم من الفاشر، تاركين المدينة التي كان يعيش فيها نحو 260 ألف شخص محاصرين منذ 18 شهرًا لتقع في يد قوات الدعم السريع.

وبينما تمكّن معظم قادة القوات المسلحة والقوات المشتركة من الفرار، فإن العديد من الجنود لم يتلقوا أمر الانسحاب، فـقُتل بعضهم أثناء القتال، وآخرون أثناء الفرار، او اضطروا للنجاة بمفردهم.

أظهرت مقاطع الفيديو والصور الفوتوغرافية وصور الأقمار الصناعية وقوع مجازر واسعة النطاق ارتكبتها قوات الدعم السريع (RSF) في مدينة الفاشر ضد المدنيين.

وروى الناجون لموقع ميدل إيست آي (MEE) أنهم شاهدوا عمليات إعدام ميدانية وحالات اغتصاب وأنواعًا مختلفة من الانتهاكات.

واتهمت لجنة مقاومة الفاشر، وهي مجموعة ديمقراطية، الجيش بالتخلي عن المدينة، فيما نقلت قناة سكاي نيوز عن "مصادر من وصفتها بالعليمة" أن القوات المسلحة السودانية (SAF) وافقت على "صفقة غير مباشرة" للانسحاب.

لكن الجنود والقادة والمسؤولين أكدوا لـMEE أنه لم تُعقد أي صفقة، وأن الانسحاب الفوضوي نتج عن الانقطاع التام في الاتصالات.

وقال محمد حمادو، وهو مساعد لحاكم دارفور مني أركو مناوي، لـMEE "تم تزويد قوات الدعم السريع في الفاشر بأسلحة متطورة خصوصًا الطائرات المسيّرة من الإمارات، بالإضافة إلى مرتزقة ودعم آخر.
لكن أكثر ما كان فعّالًا هو التشويش الذي عزل الوحدات الميدانية عن بعضها البعض."

وأضاف: "عندما تفقد القوات في الخطوط الأمامية الاتصال مع الخطوط الخلفية والمواقع الدفاعية، فهذا يعني أنك لم تعد قادرًا على مواصلة القتال."

أربع خطوط دفاع
على مدى أكثر من 500 يوم، فرضت قوات الدعم السريع (RSF) حصارًا على مدينة الفاشر، وأحاطتها بسور ترابي بطول 31 كيلومترًا لمنع أي شخص من الهروب.

وخلال الأشهر الأخيرة، شنت المليشيا قصفا متواصلا ونفذت هجمات متكررة علي المدينة، لكن حتى أواخر أكتوبر، تمكن جنود القوات المسلحة السودانية (SAF) وقوات الحركات المشتركة والشباب الذين تطوعوا للدفاع عن الفاشر من إبقاء قوات الدعم السريع خارج المدينة.

ووصفت مصادر ميدل إيست آي (MEE) ان الدفاعات كانت موزعة علي اربعه خطوط على النحو التالي:
1. الخط الأول كان عبارة عن حواجز ( متاريس) في خط المواجهة محاطة بخنادق، ومدعومة بمركبات عسكرية تحمل قوات متحركة مزودة بمدافع خفيفة وثقيلة، كما قال أحد جنود القوات المشتركة.
2. الخط الثاني فكان يتكون من قوات خاصة متحركة متمركزة داخل أنفاق كبيرة تمتد مئات الأمتار تحت الأرض، وكانت تدعم الحواجز الأمامية وتُستخدم لشن هجمات متكررة على مقاتلي الدعم السريع عند محاولتهم دخول المدينة.3. الخطالثالث كان عبارة عن قاعدتان رئيسيتان:
- حامية المشاة السادسة، التي كانت مقرًا للقوات المسلحة السودانية.
- مقر البعثة الأممية السابقة (اليوناميد)، الذي كانت تقيم فيه قوات الحركات المشتركة.
وكانت هذه القواعد محاطة بألغام مضادة للأفراد والعربات، وخنادق عميقة، مع مداخل محصنة، بحسب المصدر.
4. الخط الرابع من الدفاع، كما ذكرت المصادر، فكان يتكون من وحدات الدبابات والمدفعية، إضافة إلى مشغلي الطائرات المسيّرة.

علي مدي 18 شهرًا، كان الجنود والمدنيون في عاصمة شمال دارفور معزولين تمامًا عن العالم الخارجي. كانت إمدادات الأسلحة والوقود والذخيرة نادرة جدًا، وتوقفت عمليات الإنزال الجوي بعد أن أسقطت قوات الدعم السريع طائرة شحن في أكتوبر من العام الماضي.

قال الأطباء الذين يعالجون المدنيين الذين تمكنوا من الهروب من الفاشر إلى طويلة (مدينة في شمال دارفور) إن جميعهم تقريبًا تظهر عليهم أعراض سوء التغذية. وقد أُعلن رسميًا عن حدوث مجاعة في معسكرات النزوح الواقعة خارج المدينة قبل أن تستولي عليها قوات الدعم السريع.

في ظل هذه الظروف، لجأ مدافعو الفاشر إلى تكتيكات الكرّ والفرّ ونصب الكمائن لمواجهة عدوهم الذي كان يتلقى إمدادات متكررة من الأسلحة المتطورة من راعيه الرئيسي، دولة الإمارات العربية المتحدة.

وقال أحد الجنود:
“كثيرًا ما كنا نستدرج قوات الدعم السريع إلى داخل المدينة ثم ننصب لهم الكمائن من الأنفاق، مستخدمين نيرانًا كثيفة وطائرات مسيّرة لإلحاق أكبر قدر ممكن من الخسائر بهم.”

وأضاف:
“إحدى أنجح العمليات التي استخدمنا فيها هذا التكتيك كانت في سبتمبر، عندما سمحنا لقوات الدعم السريع بدخول قاعدة قوات دارفور المشتركة، ثم حاصرناهم من عدة اتجاهات وقتلنا عددًا كبيرًا منهم.”

وأشار الجندي إلى أنه كانت تُشن هجمات محدودة من قبلهم أحيانًا: “عندما نحصل على معلومات استخباراتية جيدة عن نقاط ضعف قوات الدعم السريع في بعض المناطق، فكنا نتمكن من الحصول على الوقود والذخائر والمركبات وغيرها من الإمدادات.”

هجوم "غير مسبوق"
رغم كل تلك التكتيكات، كانت قوات الدعم السريع (RSF) تحقق تقدمًا يومًا بعد يوم، واستولت على بعض المواقع في أطراف المدينة.

وصف الجنود شعورهم بأنهم مغلوبون عسكريًا أمام مقاتلين يستخدمون معدات متطورة، مثل الطائرات المسيّرة الصينية التي زودتهم بها الإمارات.

قال احد الجنود: “كان الفرق بين قواتنا وقواتهم هائلًا.”

في 21 أكتوبر، وقبيل مغادرة وفدي الجيش (SAF) والدعم السريع (RSF) إلى واشنطن لحضور محادثات وقف إطلاق النار برعاية أمريكية، بدأت المليشيا هجومها الواسع. وصف الجنود والشباب الذين تم حشدهم للدفاع عن المدينة الهجوم لموقع ميدل إيست آي (MEE) بأنه الأعنف على الإطلاق.

وقال احد الجنود: “كان الهجوم غير مسبوق، إذ تقدمت قوات الدعم السريع من خمسة محاور في وقت واحد.” وأضاف: “سمعنا أنهم جلبوا تعزيزات كبيرة إلى أطراف الفاشر بقيادة عبد الرحيم دقلو، شقيق ونائب قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي).”

في 22 أكتوبر، تمكنت قوات الدعم السريع (RSF) من دخول المدينة بعد أن هزمت نقاطنا التفتيشية عند المداخل الشرقية للمدينة. وبحلول اليوم التالي، وصلوا قرب القاعدة العسكرية وتمكنوا من دخول قصر الرئاسة ومقر الحاكم، الذي يبعد بضعة أمتار فقط عن القاعدة العسكرية.”

ووفقًا للمصادر، فقد قررت القيادة العسكرية في المدينة حينها السماح لقوات الدعم السريع بدخول حامية المشاة السادسة بنية نصب كمائن لمقاتليهم داخلها، كما حدث سابقًا في قاعدة القوات المشتركة.

قال احد الجنود: “من المهم الإشارة إلى أن القاعدة العسكرية لم تكن موقعًا رئيسيًا، إذ تم نشر القوات في أماكن أخرى منذ وقت طويل. ويمكن ملاحظة ذلك في فيديوهات قوات الدعم السريع، حيث لم يكن هناك أي معدات عسكرية داخل القاعدة عند دخولهم.”

بدأت قوات الدعم السريع هجومها على الحامية في صباح يوم الأحد.

قال الجندي: “بحلول شروق الشمس كانوا داخل الفخ.”
وأضاف: “ثم بدأنا هجومنا المضاد بعد الظهر، ودخلت قوة الاستطلاع لدينا القاعدة العسكرية حوالي الساعة 3 عصرًا، وكنا مستعدين لمهاجمتهم بينما كانت قوات الدعم السريع تحتفل وتصوّر فيديوهات.”

قالت المصادر إنه تمامًا عندما بدأ الهجوم المضاد، وجد الجنود أنهم غير قادرين على التواصل مع بعضهم البعض.

قال احد الجنود: “فقدت غرفة العمليات الاتصال بالقوات الميدانية، وحاولنا إعادة تشغيل النظام عدة مرات، لكننا فشلنا.”
“حاولنا كل شي الراديوهات، هواتف ثريا الفضائية وأجهزة موتورولا اللاسلكية لكن جميع الأجهزة توقفت عن العمل.”

عملية تشويش معقدة
لقد تضررت البنية التحتية في السودان بشكل كبير منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، بما في ذلك خدمات الاتصالات.

ومنذ فبراير 2024، عندما وقع انقطاع كامل لشبكات الهواتف المحمولة لدى ثلاثة من أكبر مشغلي الشبكات في البلاد، لم تتمكن تلك الشركات سوى من الوصول إلى 30٪ فقط من عملائها السابقين.

في الفاشر، كان سكان المدينة المحاصرة يعتمدون خلال الأشهر القليلة الماضية على خدمة الإنترنت Starlink فقط للتواصل مع العالم الخارجي. في المقابل، كان لدى الجيش أيضًا هواتف فضائية من شركة ثريا (Thuraya)، وهي شركة مقرها الإمارات العربية المتحدة.

ووفقًا لمصدر من إحدى شركات الاتصالات الدولية في السودان، شهدت أنظمة الاتصالات اضطرابات شديدة في الفترة من 24 إلى 26 أكتوبر في مناطق دارفور وكردفان. وأضاف المصدر أن إشارات الهواتف المحمولة وخدمات الإنترنت تضررت بشدة عندما استولت قوات الدعم السريع على الفاشر ومدينة بارا في شمال كردفان خلال نفس عطلة نهاية الأسبوع.

في الوقت نفسه، قال خبير تكنولوجي سوداني لموقع Middle East Eye إن الأشخاص الذين تمكنوا من الهروب من الفاشر أخبروه أنهم لم يستطيعوا الاتصال بخدمة Starlink في الأيام التي سبقت استيلاء القوات على المدينة. قال الخبير: “أخبرتني مصادري أن طائرتين مسيرتين كانتا تحلقان فوق حي الدرجة أولى كل يوم لمدة خمس ساعات متواصلة. كلما كانت الطائرات في الجو، لم يتمكن الناس من الاتصال بـ Starlink.”

وأضاف: “بدت الطائرات جديدة ونوعها غير مألوف. سكان الفاشر لم يسبق لهم الإبلاغ عن مثل هذه المشاكل عند الاتصال بـ Starlink من قبل.”

وطلب موقع Middle East Eye تعليقًا من شركة SpaceX، الشركة الأم لخدمة Starlink.

وقال خبراء تكنولوجيا وعسكريون لموقع MEE إن التدخل في الاتصالات الفضائية لم يكن بالضرورة عملية معقدة، وأن تشويش مثل هذه الخدمات سبق أن تم في السودان. وقد تم تسجيل تشويش واسع النطاق على إشارات الأقمار الصناعية قبالة الساحل السوداني في أغسطس، وعندما زار MEE بورتسودان في مايو، كانت خدمات GPS لا تعمل في المدينة.

قال مصدر في شركة الاتصالات: "يمكن تشويش أو التجسّس على هواتف ثريا الفضائية." وأضاف: "تشويش أو اختراق Starlink أصعب لكنه ليس مستحيلاً."

ومع ذلك، قال إتيان ميينييه، تقني في منظمة هيومن رايتس ووتش، لموقع MEE إنّه سيكون "معقّدًا إلى حدّ كبير تشويش العديد من التردّدات من الراديو إلى الهواتف الفضائية".

قبل أسبوعين من سقوط الفاشر، ظهر على الإنترنت صورة يزعم أنها تُظهر مقاتلًا من قوات الدعم السريع مجهزًا بجهاز تشويش طائرات مسيّرة صيني الصنع من طراز Wolves Team مركّبًا على شاحنة. تعمل أجهزة تشويش الطائرات المسيرة على إغراق الإشارات التي تستخدمها الطائرات، وذلك غالبًا عبر استهداف تردّدات محددة. يتمتّع نظام Wolves Team بمدى يصل إلى 2.5 كيلومتر ويُقال إنه يعطّل الإشارات عبر تردّدات متعددة.

قال خبراء التكنولوجيا إنه من الناحية النظرية يمكن استخدامه لاستهداف أجهزة الاتصال، لكن لم يكن مؤكّدًا أن النظام يمكن أن يُستخدم لخلق انقطاع شامل مثل ذلك الذي أُبلغ عنه في 26 أكتوبر.

كما انتشرت مؤخراً علي الانترنت صورة تظهر ما يبدو انه عضو من قوات الدعم السريع يحمل جهاز تشويش للطائرات المسيرة علي ظهره.

وقال محمد الأمين عبد العزيز، القيادي في حركة تحرير السودان التي تُعد جزءًا من القوات المشتركة، إن الصورة تُظهر نظام تشويش طائرات مسيرة صيني الصنع من شركة Norinco. وعلى الرغم من أن موقع MEE لم يتمكن من تأكيد الطراز بدقة، إلا أن الصورة تتوافق مع أجهزة تشويش متعددة الترددات تُحمل على الظهر صينية الصنع.

وقال عبد العزيز لموقع MEE إن التقنية زودت بها الإمارات وأضاف أن انقطاع الاتصالات تسبب في انهيار الدفاعات.

“لم يكن هناك أي اتفاق في هذا الانسحاب، لكنه حدث وفق تقييم قواتنا على الأرض بعد أن فقدوا الاتصال مع الوحدات الميدانية.”

وطلب موقع Middle East Eye تعليقًا من شركتي Wolves Team وNorinco.

وقالت شركة ثريا إنها يمكن أن تؤكد فقط أن هواتفها تعرضت للاضطراب إذا تم تزويدها بمعرّفات الشريحة الدقيقة (SIM IDs)، وأضافت: “نحن لسنا في موقف يسمح لنا بالتعليق على التقارير أو الافتراضات الخارجية.”

اجتماع الجامعة
مع حلول الليل في الفاشر في 26 أكتوبر، قرر القادة في غرفة العمليات مواصلة المعركة رغم انقطاعهم عن قواتهم والقيادة في الخرطوم.

قال احد الجنود: “كنا ننتظر غروب الشمس لاستخدام غطاء الليل لإصلاح النظام وتنفيذ هجوم أو على الأقل لاستخدام ضباط الاتصال للتواصل مع الوحدات الميدانية.”

كان قادة الجيش والقوات المشتركة يعملون من جامعة الفاشر، بعد أن تم نشرهم هناك في وقت سابق من المعركة.
قال الجندي: "أوصلناهم إلى الجامعة بجعل الأمر يبدو أن القيادة كانت مع وحدات الدبابات والمدفعية في شمال المدينة بينما أحضرناهم إلى الجامعة."

بعد قطع الاتصالات، تُجمّع ضباط من وحدات متعددة في الجامعة، ووصف الجندي ذلك بأنه "عملية صعبة".
"استعمل بعض الضباط مركبات بدون أضواء لتجنب قوات الدعم السريع، وسار آخرون مشيًا خلال الليل، لكننا فقدنا أيضًا العديد من الضباط والجنود أثناء هذه العمليات."
"أخيرًا، نجحنا في تجميع القيادة للجلوس والتقييم واتخاذ القرار بشأن الخطوة التالية."

بمجرد انعقاد الاجتماع، قرر القادة والضباط الانسحاب.

قال احد الجنود: “قامت القيادة بتقييم الوضع ووجدت أنه من المستحيل الاستمرار في القتال دون القدرة على التواصل مع الوحدات واستلام التعليمات من المقر الرئيسي.”

ووفقًا لمصدر مقرب من رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس، تمكن القادة في الفاشر من الوصول إلى القيادة العسكرية عبر اتصال Starlink للحصول على الموافقة على خطة الانسحاب. وقال المصادر إن الخطة كانت إخراج القادة الكبار من المدينة أولاً، ومن وثم نقا معظم الأسلحة والمعدات الثقيلة.

قال احد الجنود: “إذا لاحظتم، لم يُحتجز أي من القادة، ولم تقع المعدات العسكرية الثقيلة في أيدي قوات الدعم السريع.”

لكن الانسحاب تحول إلى حمام دم فوضوي.

قال المصدر المقرب من إدريس: “في إحدى محاولات الانسحاب، اختبأ قادة الجيش في مستشفى، الذي قُصف بالطائرات المسيرة بعد وقت قصير من مغادرتهم له.”

وفي الوقت نفسه، كان الجنود المدافعون في شمال المدينة وأماكن أخرى غير مدركين لأي أمر بالانسحاب، وتم تركهم خلفهم مع المدنيين الذين عانوا طويلاً في الفاشر

معرض الصور