تم النشر بتاريخ: ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٥ 18:18:24
تم التحديث: ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٥ 18:20:49

تقرير جديد: انهيار المنظومة الاقتصادية في ولايتي غرب ووسط دارفور

مواطنون
كشف تقرير جديد أصدره مشروع “تقييم القدرات ـ ACAPS" عن انهيار شبه كامل للمنظومة الاقتصادية في ولايتي غرب ووسط دارفور، نتيجة تفكك الأسواق، وعسْكَرة طرق التجارة، وأزمة السيولة، والنزوح واسع النطاق بسبب الحرب المستمرة في السودان منذ أبريل 2023.

ووفق التقرير الذي صدر اليوم الثلاثاء، فإن الولايتين تشهدان أكبر موجة تدهور اقتصادي منذ سنوات، إذ تعيش غرب دارفور على وقع عنف واسع النطاق ونزوح جماعي، بينما تعاني وسط دارفور من شلل طويل الأمد في التجارة والزراعة نتيجة انهيار البنية الاقتصادية وصعوبة الحركة والوصول إلى الموارد المالية.

وأشار التقرير إلى أن التحولات التي شهدتها مدينتا زالنجي وأردمّتا في أواخر 2023 كانت نقطة تحول خطيرة، حيث أدى تغيّر السيطرة على المراكز الاقتصادية والإدارية إلى تفاقم “اقتصاد الحرب”، وتعطيل طرق التجارة، وازدياد حدة الأزمة الإنسانية.

ويؤكد التقرير أن الأسواق في مدن مثل الجنينة وزالنجي قد انهارت تمامًا أو تعمل بصورة متقطعة وفق ظروف أمنية بالغة الخطورة، وسط عمليات نهب وهجمات متكررة على التجار، بالإضافة إلى تدمير الطرق والجسور والبنية التحتية للأسواق.

وأضاف أن موقع الولايتين على طرق التجارة العابر للحدود مع تشاد وإفريقيا الوسطى كان في السابق عنصر قوة، لكنه تحول إلى منطقة تنتشر فيها سيطرة الجماعات المسلحة التي تستغل المواطنين عبر نقاط التفتيش وفرض الضرائب غير الرسمية، ما أدى إلى تراجع القوة الشرائية وانتشار انعدام الأمن الغذائي.

وكشف التقرير عن اعتماد السكان بشكل متزايد على التهريب والأسواق غير الرسمية للحصول على السلع الأساسية مثل الوقود والغذاء والدواء، مع ارتفاع الأسعار بنسبة تصل إلى 200٪ في بعض المناطق وانهيار الجنيه السوداني بصورة غير مسبوقة.

كما وثّق التقرير انهيار النظام المصرفي الرسمي ونقص السيولة، ما دفع السكان إلى الاعتماد على شبكات التحويل غير الرسمية (الحوالة) رغم تكلفتها العالية، فضلاً عن توسع “اقتصاد الحرب” القائم على تجارة الذهب والصمغ وفرض الإتاوات على طرق التجارة.

وأكد التقرير أن انهيار طرق التجارة الحيوية وفقدان فرص العمل أدى إلى استنزاف سبل العيش، خصوصًا لدى الأسر الريفية والنساء المعيلات، بعد انهيار شبكات الدعم التقليدية مثل الرعي الموسمي وتحويلات الأقارب.

وقال التقرير أن فهم هذه التحولات الاقتصادية بالغة التعقيد ضروري لوضع استجابة إنسانية وتنموية أكثر فاعلية في ولايات دارفور المنهكة بالصراع.

معرض الصور