06/06/2023

مزقت الريّس.. أربعة قذائف ضالة تقتل وتدمر منازل بالحاج يوسف

خاص - الحاج يوسف
كان عبدالعزيز محمد الملقب بـ الريّس من بين الذين يدعو لنصرة القوات المسلحة في قروب نادي اللهيب، ولكن هذا الدعاء والسلوك الوطني الخالص لم يكن كافيا لحمايته من الذين تضرع لهم، وذلك عندما دنت طائرة حربية نحو منزله بضاحية الخاج يوسف - شرق العاصمة السودانية الخرطوم، وأطلقت قذيفة مزقته أشلاء، قبل أن تدمر البيت الذي كان واجهة للرياضيين.

وأحدث الانفجار المرعب الذي هز صوته المنطقة باكملها، ثقوباً وتصدعا على حوائط المباني الملاصقة وترك فوضى عارمة في الشارع الذي خف نحو الشباب والأهالي لانقاذ المصابين من بين الركام وسيلان الماء المخلوط بالدماء وفروعا سقطت من أحضان أمها الأشجار فزعا.

ولم تكتف القذائف الضالة للطائرة المقاتلة بوضع حدًا لحياة عبدالعزير الريّس أبو شنب ولكن ذهبت واحدة أخرى ضالة ودكت حصون عمارة مجاورة صاحبها تاجر قطع غيار أسبيرات قتلت إمرأتين، أحداهما شابة قدمت نموذجا لشجاعة وتضحية نادرة عندما حمت بجسدها طفلها الرضيع من الموت انقذته، بينما دفعت روحها ثمنا لحياته، وذلك بعد نصف شهر فقط من يوم ولادته.

وواصلت القذائف المنفلتة هجماتها ورسم مأساة جديدة على الأرض عندما انفجرت قذيفة بمربع 10 الذي يقع على مسافة قريبة من مستشفى البان جديد، ودمرت ثماني منازل متاخمة لشارع كسلا، الطريق الرئيسي لمنطقة حاج يوسف. وسقط ضحية الهجوم العشوائي ثلاث مدنين بينهما لاعب كرة قدم معروف هو حسون بركية، وإمرأة كانت تعد الطعام داخل مطبخ منزلها. اما الضحية الثالثة صبي مزقت شظية جسده الصغير، كما تعرض أكثر من ثمانية أشخاص لإصابات متفاوتة.

وخيم الحزن على سكان (الأسرة - الحاج يوسف) خاصة مربع 2 ومربع 10 الذي احتسب خسائر في الأرواح. ويقول شهود عيان وبعضا من جيران الضحايا، أن الراحل عبد العزيز الريّس، او أبو شنب كما يلقبه البعض، وهو رجل بر وإحسان، ورياضي مطبوع، ويتمتع بعلاقات اجتماعية واسعة.

كان يقف يوم الأحد الماضي أمام منزله بمربع 2 شمال مستشفى البان جديد - الحاج يوسف، يحمل خرطوش مياه يسقي به الأشجار، بينما يوجد بداخل المنزل زوجته رفقة مجموعة من النساء يقرأن القرآن، وبينما هو كذلك، جاء جاره الرياضي الشاب هشام الملقب بـ صبّة فطلب منه أن يذهب ويغلق بابه ويعود لتناول وجبة الغداء. وعندما فارق صبّة المكان انفجرت القذيفة، ومزقت جسد الريس وسط دوي هائل قطع أسلاك الإمداد الكهربائي. اصيب صبّة بالذهول جراء الحادث الذي خطف جاره بسرعة البرق.

وقريبا من الحادث الماسأوي فقد قرر عدد من الأسر والعوائل مغادرة العاصمة طلبا للنجاة. وسافر أكثر من 40 فردًا صباح اليوم الثاني إلى ولايات مختلفة، فيما لا زال الأهالي يتسائلون عن أسباب القذائف الضالة، هل هي نتيجة معلومات غير صحيحة، أم إحداثيات خاطئة؟.

معرض الصور