22/06/2023

الهدنة

الخرطوم بحري - الحلفايا، محمد ألفا
تبقت للهدنة رقم 15 عدة ساعات حتى تنتهي. أجمل ما فيها كانت المطرة. ربنا فرج لينا بي مطرة من فوق سقت الشجر و غسلت الدماء السائلة علة الأرض وجعلت الجو الطف وبارد نوعاً ما، ربنا يجعلها أمطار خير وبركة.

قبل المطرة الوضع كان صعب شديد. الرياح تعرف باسقف المنازل الخالية. أصوات الأبواب مع الهواء مثل أصوات الرصاص سمفونية ربانية.

اي منزل خالي من السكان تم كسره بواسطة قوة مسلحة. وكسر البيوت الخالية يزداد مع أيام الهدنة. يأتي الكسيبة مرة أخرى لمحاولة لإعادة السرقة وتشغيل السيارات المعطلة وينهبوا للمرة التانية. يكون بصحبتهم هذه المرة ما يعرفون بـ النمل.

يبدأ النمل في عمله، بعد أن ينتهي المسلحون من أخذ ما يريدون. ويأخذون خلفهم كل ما تبقى في المنزل، حتى أكواب الشاي.

إن كنت مواطنا وحاولت التحدث إليهم فانهم يستعينون عليك بالمسلحين، وهؤلاء يمكن ان تتوقع منهم أي تصرف من الضرب حتى القتل وكل ما يمكن أن يخطر على بالك ولا يخطر.

التغيير الاجتماعي في سلوك المواطنين السبب الأول فيه الحرب. كل يوم يمر والحرب مستمرة سيكون عالي التكلفة.

أتقدم بنداء استغاثة، ليس للمنظمات والمجتمع الدولي ولكن للمواطنين. إن كان من الممكن أن يتواجد ولو شخص واحد لو عندك طريقة شخص واحد من الأسرة يرجع إلى المنزل. هذا الأمر سيكون جيداً ويقلل من اسراب النمل الذين يعتبرون أن السرقة ستقودهم إلى الغنى السريع.

لكن أخطر ما في مجموعات أسراب النمل أنها تتكون من كل أطياف السودان، حتي الحمير مشاركة في نقل المسروقات.

نحن من سيوقف الحرب

الكتابة في هذه الظروف أصعب شيء، لكنها أكثر شيء مفيد. مفيدة أكثر من النقاش. قلم الهاتف المحمول (كيبورد) بكون أكثر صدقاً لأنه ينسيك صوت الانفجارات، الرصاص وصرير الأبواب.

الكتابة في هذه الظروف بتكون فعل لإيجاد حل أكثر من إنك تساعد في إشعال الحرب. ونحن، الناس المتواجدين في مناطق القتال، أكثر ما نفكر فيه كيفية أن نتعايش مع أسوأ الاحتمالات التي يمكن أن تحدث إذا ما استمرت الحرب.

15 هدنة لم يستطيعوا أن يوصلوا انسولين للخرطوم بسبب سوء استغلال الهدنة. الرعاية الصحية واحدة من أهم الاحتياجات التي لم تستطع الهدنة توفيرها للمواطنين الذين تقطعت بهم كل السبل ولم يستطيعوا الخروج من الخرطوم ويعانون من أمراض مزمنة ويحتاجون لرعاية صحية.

في المناطق الملتهبة بدأ يتشكل فيها أمراء حرب. كل خطوط الاشتباكات يتواجد فيها أمراء حرب تحت التدريب، ونجد أنفسنا مجبرين على التعامل مع أمراء الحرب هؤلاء حتى نستطيع نوفير أمن قدر المستطاع.

نفس أمراء الحرب هؤلاء لديهم فرسان غنائم (كسّيبة) وهؤلاء يجبرون المدنيين على أي نوع من الاشغال تحت تهديد السلاح. عادي ممكن تدفع سيارة معطلة حتى تتحرك، وممكن تشتغل حمَّال تحت تهديد السلاح.

حتى تفتح ممرات المساعدات الإنسانية، نحاول التكاتف ونساعد بعضنا البعض في تقديم المساعدات.

معرض الصور