حرب الأخبار الكاذبة والمُضللة
خالد ماسا
لم يكُن خطاب الكراهية هو الوقود الوحيد المُستخدم في تشغيل ماكينة الحرب التي تدور منذ منتصف شهر أبريل الماضي ولم تضرب الحيرة أفكار دعاة الحرب وهم يحتطبون في غابة الوسائل التي تدعم إستمرارها وتُفلِت الأمور من كل يد تحاول إطفاء كل ما إشتعل في شهر إشتهر من بين شهور السنه بانه شهر (الكذب).
أُضيف بُهار الأخبار الكاذبة والمُضللة لمائدة الحرب بواسطة ذات المطبخ الذي يعلم تماماً بأنه مامن أجواء أفضل من أجواء الحرب يمكن أن يتم فيها تسويق بِضاعة الاخبار الكاذبة والمضللة لخدمة أغراض تخدم وتخص الجهات ذات المصلحة في الحرب خاصة وأنها السلاح المُجرٍب في الحروب منذ الحرب العالمية.
القراءة في دفتر المشهد الاعلامي في سودان مابعد الحرب تقول سطوره الأولى بأن أولى طلقات الحرب أصابت العمل الاعلامي المؤسسي المتوكيء بالأساس على عصاة الاجتهاد هنا وهناك لسنوات لم تكن فيها رغبة الدولة نفسها تميل ناحية أداء إعلامي يتبع القواعد المهنية والاخلاقية بأن الرأي العام قد سقط رهينة في يد منصات الأفراد وصفحاتهم ورغائبهم.
الرغبة العارمة في تشكيل الراي العام وتوجيهه لاتجاهات محدده لمستخدمي الاخبار الكاذبة والمضللة دفعت جهات عده للتخلي حتى عن الحُدود الدنيا للإشتراطات المهنيه والأخلاقية في الإعلام فصارت الحقيقة الغائب الوحيد عن التوقيع في (ماكيت) صحيفة الحرب.
ضجيج الاخبار الكاذبة والمضللة في غُرف الصدى منذ بداية حرب شهر الكذب ظل هو كرة الثلج التي تتدحرج من أعلى قمة جبل الحرب لتغرق ذهن المتلقي بكل ما يُظن بانه حقيقة.
صارت الأخبار والحقائق خاضعه فقط لرغائب أصحابها وحدود مظانهم لتعمل على تحريرها وفقا لما تشاء من هذا الإغراق.
هذا الإغراق بالأخبار الكاذبة والمضللة هو المسؤول الان عن حالة الإلتباس لدي الرأي العام والتي بوجودها تُخلق مشكلات عديدة ولاحصر لها في التعامل مع الحرب نفسها ومع ما ينتج عنها في الجوانب الانسانية والسياسية.
نكتب هنا عن الأضرار التي تصنعها هذه النوعية من الأخبار أوان الحرب لانها تجعل من الرأي العام وقودا لحرب هو لايدرك نتائجها ولأنها تجعل من منطقة الحقيقة في الاعلام منطقة عمياء في ارض كلها ألغام.
باتساع رقعة المساحات التي تغطيها الاخبار الكاذبة والمضلله وتحتلها منصات التدليس الصحفي والاعلامي نحتاج لإصطفاف يشابه إصطفاف الوعي والتنوير الذي دعونا له في مواجهة خطاب الكراهية.
إصطفاف يُحارب حالة التسطيح المتعمده من البعض للرأي العام والمتلقي وعلى الأقل يستخدم ماهو متاح من أدوات لإخضاع سيل الأخبار المتدفق لميزان رقابة ذاتية لايسمح بتسرب كل ماهو كذوب ومضلل للنشر العام الضار.
نكتب على كل هذا النوع من البضاعة بأن إستخدامها ضار بالصحة العامة للرأي العام وبسلامة الوطن والمواطن وان نكتب في روشتة الأخبار بانه لابد من التثبت وقراءة المواد المنشورة بعناية قبل إعادة نشرها وتوزيعها ومحاولة الوصول لمصادر المعلومات التي فيها.
طالما ان المتلقي يقرأ الأخبار بعيني إنحيازاته ورغباته سبظل صيداً سهلاً للكذب والتضليل والذي يقع فيه البعض بوعي منهم أو بدونه إذ يصبح إستخدام نصف الحقيقة هو السم المدسوس في الدسم.
لابد من إنتاج حركة وعي توقظ التفكير الناقد لدى المتعاملين مع المنصات الإعلامية والمحتوى الإعلامي المتداول والمبذول مجاناً في هذا التوقيت من عمر السودان لأن التلاعُب بالرأي العام يعد من أخطر الاسلحة التي يمكن إستخدامها في الحرب لا بل تعتبر احد اهم أسلحة الترجيح أثنائها وتُستخدم من قبل محترفين وخبراء مُدركين لجدواها وفعاليتها ولطالما كان تحت تٍبن المانشتات الجذابة ماء التضليل ولم يكُن تحت قُبة الصور والمقاطع المصورة فكي غير السعي في إحاطة الرأي العام بسياج الإلتباس والارتباك.