05/08/2023

ماوراء اسبوع الاخبار الزائفة؟

عبدالله رزق ابوسيمازة

اتفق كل من قوات الدعم السريع والقوات المسلحة، في تصريحين منفصلين،قبيل نهاية الاسبوع الماضي (الاربعاء 26 يوليو)،على نفي صحة الاخبار التي راجت مؤخرا، بشأن اقتراب مفاوضات جدة من اعلان اتفاق لوقف اطلاق النار.

واضافت مصادر القوات المسلحة الى ذلك، ان وفدها للمفاوضات، الذي عاد من جدة ،الاربعاء قبل الماضي، مازال موجودا بالبلاد، ما يعني توقف المفاوضات، مباشرة وغير مباشرة، منذ ذلك الوقت والى الان (من الاربعاء 26 يوليو الى الاربعاء 2 اغسطس ).

ومع انه لم يصدر خلال هذه الفترة غير منشورين من القوات المسلحة ومن الدعم السريع، حول آخر تطورات مفاوضات جدة، والتي يحتاج ما تضمنته من بيانات،غير متفق عليها، الى تاكيد من طرف ثالث محايد ،يتمثل في الوساطة الامريكية السعودية، الا ان الساحة الاعلامية ،على مستوى السوشال ميديا بالذات، شهدت تدفق اخبار، ليست مسنودة الى مصادر معروفة وموثوقة، حول قرب التوصل لاعلان وقف اطلاق النار، لثلاثة اشهر، مع تنويعات في الخبر، بتفاصيل ثانوية مختلفة من رواية لاخرى.

يبرز من جملة تلك الاخبار مجهولة المصدر، كاستثناء، التصريح المنسوب لرئيس حزب التجمع الاتحادي، بابكر فيصل حول الموضوع نفسه، مع اغفال مصدر التصريح، الذي لم يجد ما يستحق من التحقق من صحته ومن مصداقيته.

ومن شان النقض المزدوج، للقوات المسلحة و الدعم السريع للافادات المتعلقة بمستجدات في التفاوض، ان يضع التصريح، موضع تساؤل يطال مصادره وموثوقيتها. وينهض التساؤل ابتداء من ان رئيس التجمع الاتحادي ليس طرفا في منبر جدة وبالتالي ليس في وضع يمكنه من الاطلاع على مجريات التفاوض، وان شاهد عيان، بما يمكن من وصفه بالمصدر المطلع او العليم او القريب من طاولة التفاوض وغير ذلك من الاوصاف، التي دأبت الصحافة على اسباغها على مصادرها.

تشكل الاخبار الزائفة منذ اندلاع الحرب جزء من ادواتها، للتاثير خصوصا على اتجاهات الراي العام، واعادة تشكيلها.

وتستهدف الاخبار الزائفة وما يتبعها من نفي بالضرورة اشاعة البلبلة والارتباك وسط الجبهة المناهضة للحرب، ودفع المواطنين، المصطلين بمعاناة اربعة اشهر من الحرب، والتواقين لوقف فوري للاقتتال الى الاحباط، ومن ثم الى التشاؤم من مقبل التطورات في مجرى الحرب. اذ ان توقف المفاوضات لاكثر من اسبوع، دون ارهاصات باستئنافها قريبا، لا يعني غير توقع جولة جديدة من التصعيد القتالي الذي يضاعف من معاناة المواطنين، العالقين بين حدي الموت المجاني والتشرد القسري.

معرض الصور