20/08/2023

الإسلاميون ومالك عقار.. معركة الموقف ونقيضه

الزين عثمان

عقب تعيينه نائباً لرئيس مجلس السيادة لما بعد الانقلاب في موقع المتمرد، بحسب توصيف رئيسه في ذات المجلس، استقبلت الحركة الإسلامية، الذراع الايدلوجي لنظام المعزول البشير، رئيس الحركة الشعبية مالك عقار بتوصيفه بأنه رجل الدولة في المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد.

في زياراته لدول المنطقة، بدأ مالك متماهياً مع الموقف الذي تتبناه الحركة الإسلامية، بأن الحسم العسكري هو الفيصل بين الجيش وقوات الدعم السريع، وإنه يجب اغلاق كل أبواب المبادرات والحلول التفاوضية. وقتها وصف عقار (مبادرة جدة) لمعالجة الأزمة السودانية بأنها بمثابة استعمار للسودان.

كان وقتها الرجل هو الناطق الرسمي بلسان الداعمين للحل العسكري. لكن ظهوره الأخير يخبر عقار الإسلاميين، ومن ذات مقعده قائلاً: لا مكان لكم في المستقبل، وأن بضاعتكم التي تحملونها لم يعد لها مشتريين.

ويكمل موجهاً حديثه للمؤتمر الوطني المحلول: عليكم بنقد تجربتكم؛ ففي عهدكم انفصل جنوب السودان ومحاولتكم أن تستمدوا الشرعية من حرب 15 أبريل، لن تجدي؛ فقد صارت بضاعتكم منتهية الصلاحية

كان التصريح الأخير للرجل بمثابة فتح النيران عليه من قبل من كانوا يرون فيه المخلص. انقلبوا عليه مهاجمين وبلا هوادة.

أول ما فتح ميدان المواجهة كان ببيان من الحركة الإسلامية المحظورة والتي هاجمت عقار، وقالت في بيانها إنه انتهي الزمان الذي يتسور فيه فرد على إرادة أهل السودان الذين تعهدنا أمامهم إننا لا نرغب في العودة للسلطة في الفترة الانتقالية.

وقالت إن إرادتها في خدمة البلاد والشعب لا يمكن رهنها للرسائل المستفزة من شذاذ الآفاق الراغبين في إرضاء سادتهم، وإنهم، كإسلاميين، يتعهدون بالوقوف صفا واحدا خلف القوات المسلحة.

جاء هجوم عقار على الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني المحلول متزامناً مع إعلانه أن الحرب التي تدور الآن لا يمكن حسمها إلا عبر طاولات التفاوض، وهو ذات ما أشار إليه في وقت سابق قائد الجيش بمناسبة عيد القوات المسلحة.

معرض الصور