20/09/2023

البرهان في نيويورك.. انتصار أم استدراج؟

الأصمعي باشري

تصاعدت وتيرة الاقتتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في الخرطوم حول المناطق العسكرية الاستراتيجية، مثل القيادة العامة للجيش، وسلاح المدرعات، والإشارة، والمهندسين، وشرق النيل، كما توسع نطاق الحرب في إقليم غرب كردفان. يأتي كل ذلك مع مغادرة الجنرال عبد الفتاح البرهان؛ اليوم الأربعاء إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. بعد رحلات مكوكية سابقة شملت عواصم دول جوار مثل القاهرة، جوبا كمبالا، اسمرا، ثم العاصمة القطرية الدوحة.

للبرهان خطابان متناقضان منذ اندلاع حرب الخرطوم، وحتى خروجه من مخبأه المحاصر في القيادة العامة للجيش، وزياراته اللاحقة للمناطق والافرع العسكرية في الولايات التي لم تصلها السنة الحرب.

الخطاب الأول الموجه للداخل السوداني، والذي يحمل إشارات إستمرار الحرب، ووضع حد للتمرد باستئصاله، وآخر موجه للخارج يحمل إشارات رغبته بوقف الحرب واستئناف عملية سياسية شاملة واستعادة التحول الانتقالي المغدور به منذ انقلابه وصديق الأمس الجنرال حميدتي، عدو اليوم.

وبحسب محللين سياييين فإن الرجل سيجد نفسه في موقف يحسد عليه، وسيسمع جهرا أمام شاشات العالم طلبا واحدا من جميع دول الإقليم والغرب بضرورة وقف الحرب. وقد سبق أعمال الجمعية وعلى هامشها اجتماعات مهمة لممثلي الدول ذات الصلة بمأساة السودان، مثل وزراء خارجية دول الجوار بقيادة مصر، واجتماع دول الرباعية (الولايات المتحدة، بريطانيا، المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة) والترويكا، بالإضافة لدول الايقاد والاتحاد الأفريقي، وكلها تحمل مبادرات عنوانها وقف طويل الأمد لاطلاق النار والدخول في حوار سياسي شامل.

ولعل المضحك المبكي ، ما ظلت تروج له لوبيات الدبلوماسية السودانية ربيبة النظام السابق، بقيادة وزير الخارجية المكلف علي الصادق، وممثل السودان في الأمم المتحدة، من أن تمثيل البرهان انتصار الشرعية الراهنة، واستهلال لخطة الفلول استعادة تقديم الجنرال كرئيس معترف به، ويمكنه إعادة عناصر الاسلاميين للواجهة بعد حسم معركة الدعم السريع.

وبحسب مراقبين فإن البرهان سيجد نفسه أمام مأزق جديد وبدلا من تقديم خطاب يحمل خطته واشواقه كزعيم سوداني محتمل، فإنه وسيسمع خطابات تجافي أحلامه بضرورة وقف الحرب، واستعادة الانتقال المدني الديمقراطي، بسلطة كاملة للمدنيين، ودمج المليشيات في جيش واحد يبعد بنفسه من الحكم وممارسة السياسة، وهو الطريق الأوحد الاستقرار السودان وسلامة أراضيه ووحدة شعوبه.

معرض الصور