ثلاثة عوامل تؤكد انهيار الدولة السودانية
متابعات ـ مواطنون
مازالت حرب الخرطوم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تواصل اشتعالها في كل المحاور، مع ارتفاع وتيرة المعارك العسكرية نوعا وكيفا، حيث تلاشت معارك المشاة وأصبح القصف المدفعي الثقيل، والطيران المسيّر عنوانا عريضا للقتال في الخرطوم امدرمان والخرطوم بحري بالإضافة لجنوب دارفور.
ومع غياب أفق الحل السلمي وصعوبة الحسم العسكري في طبيعة حرب المدن، بحسب محللين عسكريين، فإن تفاقم الازمة السودانية يزداد يوما بعد يوم، مع تواصل استهداف المدنيين بالقتل والنزوح.
انهيار النظام الصحي
يعاني المواطن السودان، مع ويلات الحرب نقصا حادا في المواد الغذائية، وانهيار النظام الصحي، وغياب الخدمات العلاجية في مناطق الحرب، وسوءها في بقية ولايات السودان، حيث ندرة الدواء المنقذ للحياة، وقلة الكوادر الصحية العاملة، بالإضافة للعقبات التي تواجه جهود الإغاثة الإنسانية.
في ولاية القضارف شرقي السودان، انتشرت حمى الضنك بشكل وبائي، وتقاعست السلطات الصحية المحلية الاتحادية من التدخل لرفع معاناة المرضى، والذي وصل تعدادهم لأكثر من 3 آلاف مصاب، وأكثر من 200 لقوا حتفهم، مع ازدحام كبير في المشافي، تحولت على أثره المنازل لوحدات صحية، وندرة وغلاء العلاج ودخوله متاهة السوق السوداء.
وفي السياق نفسه بدأت بوادر وباء الكوليرا في ولاية الخرطوم، والجزيرة، وكانت تمهيدية نقابة أطباء السودان قد حذرت من تفاقم المشاكل الصحية نتيجة الوبائيات، واتهمت وزارة الصحة الاتحادية بالعجز عن الاطلاع بدورها في صرف مرتبات العاملين، وانتشار رقعة الإضرابات في مستشفيات كبيرة في بورتسودان وكردفان.
وانتشرت الحصبة في عشر ولايات سودانية بسبب تدني معدلات التحصين، وأكثر من 80% من تلك الحالات في مخيمات اللاجئين بالنيل الأبيض، حيث تجاوز عدد الإصابات في الولاية وحدها 3 آلاف حالة.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت مؤخرا أن نحو 1200 طفل توفوا جراء الحصبة وسوء التغذية في تسعة مخيمات للاجئين في السودان منذ مايو أيار الماضي.
كما انتشرت الملاريا انتشارا واسعا بمدينة الفاشر عاصمة الولاية وسط نقص كبير في الأدوية، وبلغ عدد الاصابات 13 الف اصابة وسط سكان مدينة الفاشر.
انهيار العملة الوطنية
على الصعيد الاقتصادي، فقدت العملة السودانية ما يقرب من 50% من قيمتها بسبب الحرب، وارتفاع معدل المضاربات في العملة الأجنبية، مع غياب تام للرقابة للحد من انهيار ها. يحدث كل ذلك مع غلاء طاحن تشهده أسواق السودان، عجزت الآلاف من الأسر في توفير وجبتها اليومية، وبرزت للسطح بشكل مخيف حالات التسوّل والسرقة والنهب، مع غياب تام للأمن حتى في الولايات التي لم تطالها الحرب.
الفساد الحكومي
واتهم مراقبون الحكومة بتغاضيها عن فساد كبير في مؤسساتها، منذ انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر 2021، وزاد الطين بلة بعد اندلاع الحرب.
كما تشهد عمليات الإغاثة وترحليها، فسادا كبيرا، حيث قال شهود عيان إن الكثير من المواد الغذائية الاغاثية تباع في الأسواق، ومع تكدسها في مخازن المحليات دون توزيعها للمحتاجين.
وكشفت مصادر مطلعة أن انخفاض بعض اسعار السلع في الأسواق بسبب اغراقها بمواد الإغاثة، خاصة السكر والدقيق والزيت.
ويعد الفساد المؤسسي إرثاً من مؤسسات النظام السابق، ازدات حدته مع انقلاب البرهان وحميدتي على الحكومة المدنية الانتقالية في 25 أكتوبر 2021.