10/10/2023

ما هو النزاع وماهي مراحله

من كتيب للتثقيف المدني حول السلام والدستور والانتخابات
اعداد :مركز الطريق

النزاع هو علاقة بين شخصين أو طرفين أو أكثر لهم أو يسود اعتقاد بوجود تضارب أو تباين أو تنافر في الأهداف، ويعتقد كل طرف أن حصيلة النزاع كسباً لطرف مقابل خسارة لطرف آخر. ويعني النزاع أيضاً التصور والإعتقاد باختلاف المصالح. و ترتبط الأهداف دوماً بالمصالح التي تنقسم إلى مصالح مادية أو نفسية أو إجرائية.

ويختلف مفهوم النزاع عن العنف الذي يشمل كل فعل أو كلام أو سلوك يسبب دمار أو أذى أو ضرر مادي أو نفسي أو اجتماعي أو بيئي للآخرين أو منع الناس من الوصول إلى كنه إنسانيتهم الكاملة.

مرحلة السلام المستدام أو الدائم:
هي مرحلة مثالية تسود في المجتمعات التي تسودها مبادئ الحكم الرشيد والشفافية والعدالة والحرية والطمأنينة والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي. هذه المرحلة تتطلب دبلوماسية سياسية لاستدامة السلام.

النزاع الخفي والكامن والظاهر:
الحالة التي تكون فيها المجتمعات خالية من النزاعات لا تعني بالضرورة توافق في الأهداف، حيث يكون النزاع الخفي أو المستتر. عدم معالجة المسببات الجذرية للنزاع ومعالجة الخلل في توافق الأهداف يقود النزاع من مرحلة الكمون إلى مرحلة الظهور والمواجهة وهي مرحلة يعترف فيها الأطراف بأن لديهم أفكار وآراء مختلفة حول موضوع أو مسألة معينة. وربما يحدث عنف في مستويات منخفضة بين الأطراف ويبدأ كل طرف في الاستعداد والبحث عن الحلفاء مع توقع ازدياد المواجهات والعنف والاستقطاب لدى كل الأطراف للتصعيد. هذه المرحلة تتطلب دبلوماسية وقائية لحفظ السلام و منع النزاع.

مرحلة التصعيد و الطريق المسدود:
في مرحلة التصعيد يسود الاستقطاب الحاد من الناس ويتصاعد التوتر القائم بصورة أكبر ويظهر كل طرف في النزاع الطرف الآخر كعدو وينقطع التواصل بين الأطراف وتظهر الاتهامات بين الأطراف والتصريحات السالبة. هذه من أخطر المراحل للأنها تقود الى مرحلة الأزمة و الطريق المسدود وهي المرحلة التي يخرج فيها النزاع عن السيطرة وتكون مصحوبة بعنف إذ يسعى أي طرف لكسب الجولة وخسارة الطرف الآخر. هذه المرحلة تحتاج إلى دبلوماسية إدارة الأزمات وإدارة النزاع.

مرحلة الهدنة و التسوية:
تبدأ مرحلة الهدنة حينما يبدأ الأطراف التفاوض للخروج من الأومة ويدركون صعوبة تحقيق الأهداف بالعنف. وهي مرحلة مهمة لمساعدة الأطراف للوصول إلى تسوية ترضي الأطراف، وهي مرحلة مرتبطة بتهدئة النزاع (عمليات وقف اطلاق النار مثلاً) وصناعة السلام (اتفاقيات السلام). كما تحتاج مرحلة ما بعد صناعة السلام إلى حفظ السلام (بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام بعد اتفاقية السلام الشامل واتفاقية سلام جوبا).

مرحلة بناء السلام:
تأتي هذه المرحلة عند توصل الطرفان إلى حل وهنا لا بد من إصلاح العلاقات التي تكون قد تضررت خلال تصاعد النزاع والأزمة. وهي مرحلة ما بعد النزاع ويتم فيها العمل على تحويل النزاع عبر تحويل العلاقات بين أطراف النزاع لكي تكون علاقات ايجابية، ومعالجة المسببات الجذرية للنزاع. هذه المرحلة هي التي تهيئ الأوضاع على المستوى البعيد لنشر ثقافة السلام.

متى يحدث النزاع، و ما هي أنواع النزاعات؟
 عندما يلاحق الناس أهدافهم ومصالحهم
 عندما يدرك الطرف الآخر أن الاختلاف هو عائق لتحقيق المصالح (سوء الفهم والجهل بالاشياء).
 عندما يعتقد الناس بأن طرق تحقيق الأهداف المرجوة لديهم يضعفها اختلافهم مع الطرف الآخر.
 يحدث النزاع عندما يعتقد أي طرف أن في أهداف وأفكار ومعتقدات مصالح وسلوك الطرف الآخر أصبحت تهدد مصالحه وقيمه ومعتقداته و هويته.
 يحدث النزاع بسبب مرارات الماضي والغبن وعدم الثقة.
 عندما يكون هنالك وضع إجتماعي غير متكافيء.
 عدم التكافؤ في الحصول علي الموارد (الموارد المادية محددوة)، وعدم التساوي في التوزيع، وعدم التساوي والتمييز في السلطة (حب الجاه والسلطة السياسية وحب السيطرة)، عدم الحصول علي التوظيف.
 الفقر، القمع، الإضطهاد، الفتن والمصالح الشخصية. ويتفاوت هذا من المستوي الأسري وحتي المستوي الوطني.

• أنواع النزاعات: تُصنَّفُ النّزاعات إلى عدّة أنواعٍ لكن أبرزها وأكثرها شيوعاً هي:

 النّزاعات المُسلّحة: سواءً أكانت على نطاقٍ دوليّ أو غير دوليّ داخل الدولة الواحدة مثل النزاعات المسلخة التي يشهدها السودان في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وغيرها.
 النزاعات السياسية: وهي تحدث نتيجة للتنافس في الوصول إلى السلطة و المشاركة في القرار السياسي.
 المنظور الثقافي : تضارب الاتجاهات و الميول الثقافية.
 المنظور البيئي: انحسار الحيز الجغرافي والبيئي لمستخدمي الموارد البيئية.
 النّزاعات الشّخصيّة: تستندُ هذه النّزاعات إلى قدرٍ عالٍ من العاطفة التي تستترُ خلفها الكثير من الصّراعات الجوهرية، وتظهرُ عبرَ الطّرق التي تتّخذها الأطراف في التّعامل مع بعضها البعض.
 النّزاعات العقائديّة: تمتازُ هذه النّزاعات بضيقِ الأفقٍ والتّطرُّف، وتُلغي أيّ مساحةٍ مشتركةٍ بين الأطراف، وتظهرُ عبر الطّرق التي يُحاول فيها طرفٌ فرضَ نُظمه العقائدية وقيمه على الأطراف الأخرى (عقيدة دينية أو أيدولوجية).
 النّزاعات حول الهويّة والقيم: تنشأ هذه الصّراعات حينَ يشعر أحد الأطراف بإهانة أو إهمال هويّته أو أيّ جزءٍ أساسيّ منها، وغالباً ما تنشأ على أسس إثنيّة أو دينية أو ثقافية أو سياسية.
 النزاعات حول الموارد الطبيعية: تعد هذه الأكثر انتشاراً في السودان، و تحدث بسبب التنافس حول الوصول إلى واستخدام الموارد الطبيعية المختلفة. قد تأخذ شكل النزاعات الشخصية أو المسلحة أو الهوية الاثنية. تتمثل في النزاعات بين المزارعين و الرعاة وهي في الغالب نزاعات موسمية ترتبط بموسم الزراعة والحصاد، والنزاعات بين الرعاة أنفسهم بسبب التنافس حول المرعي الجيد أو مصادر المياة، والنزاعات بين المزارعين والسكان المستقرين حول ملكية الأراضي واستخداماتها ... وغيرها من النزاعات مع وجود الأستقطاب السياسي والقبلي وغياب التنمية.

مستويات النزاع: يمكن للنزاع أن يحدث على مستوى الأفراد بين شخصين، وقد يحدث على مستوى الأسرة الواحدة، أو بين أسرتين داخل مجتمع، أو بين مجتمعين، أو على مستوى القبائل بين قبيلتين أواثنيتين، وقد يكون على مستوى الدولة كالنزاعات بين المركز والأقاليم، وقد يكون بين الدول.

معرض الصور