04/11/2023

السودانيون.. مهن وأعمال جديدة بعد الحرب

مواطنون
اليست الحاجة أم الاختراع كما يقولون؟ نعم. وربما هذا ما طبقه السودانيون بعد اندلاع هذه الحرب اللعينة بين الدعم السريع والجيش السوداني. باندلاعها لم يعد هناك شيء كما كان، إذ تغير نظام الحياة لدى البعض بشكل كامل. ويأتي الوضع الاقتصادي في مقدمة التغييرات فقد جعلت كثيرين يبحثون عن مهن وأعمال جديدة لإيجاد مصادر دخل تسيّر حياتهم. تحدثت "مواطنون" إلى هؤلاء وحكوا تجاربهم.

صباح محمد، معلمة لغة عربية وتعول خمس بنات، وابتدرت حديثها "لمواطنون": منذ سنوات وبعد وفاة زوجي تحملت مسؤولية أسرتي من راتبي الشهري بإدارته بشكل جيد والاشترك في "صناديق التوفير" مع زميلاتي وزملائي. وكنت بعد شراء مستلزماتنا المنزلية أسدد منها رسوم الجامعة إذ أن اثنتين من بناتي التحقتا بالمرحلة الجامعية، والاخريات بالمدرسة مما يزيد من مصروفنا.

تضيف لـ"مواطنون": لكن بعد اندلاع الحرب وبسبب انقطاع الرواتب عانينا كثيراً، خصوصا بعد انتهاء المواد الاستهلاكية. أصبحنا ننتظر المساعدات المالية التي تأتي إلينا من فاعلي الخير أو من شقيقي. فكرت في إيجاد عمل جديد من أجلي وبناتي، فعملت في"بيع البخور والعطور النسائية السودانية". في البداية بدأت أشتري من السوق ثم أبيعها بعد تجهيزها للنساء داخل الحي. ومن ثم بدأت إعدادها بنفسي بدلاً من شرائها. وتواصل صباح: بالرغم من أنني وجدت في بداية العمل صعوبات في التسويق والكسب خاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي يعانيها السودانيون، إلا أنني أصبحت أتعامل مع بعض المحلات والآن العمل لا بأس به فأنا كل ما أفكر فيه هو أن يكون لدي مصدر دخل لمقابلة احنياجات المعيشة.

محمد عمر، الذي يعمل مهندس نفط في إحدى شركات البترول بالخرطوم، الآن يعمل كبائع عصير في السوق. قال عمر لمواطنون إن ادارة الشركة نقلته بعد الحرب، مع بعض زملائه، ليعمل في إحدى فروع الشركة بدارفور إلا إنه لم ينفذ. وتابع: كان الأمر صعبا للغاية دون أسرته أو أن يصحبها معه. ودارفور هي أيضا غير آمنة ففضل أن يستقر في ولاية الجزيرة. وقال "لمواطنون": كان لابد من عمل جديد لتدبير حياتنا في فترة هذه الحرب على الاقل، "خاصة ان كل ما يدخره يذهب الى ايجار المنزل". وكشف عمر لمواطنون: واجهتني كثير من التحديات في البداية، أولها إنني لست على دراية كافية بالتجارة والتعامل في السوق وليس لدي لا معارف ولا أصدقاء في المنطقة، كذلك قلة الزبائن لكن بعد مرور شهر تقريبا وصبر شديد تحسن الحال مما كان عليه.

نجلاء عمر، معلمة لغة انجليزية، انتقلت إلى بيع الحناء، تقول لمواطنون: لحسن الحظ كنت اهتم بزراعة الحناء، وبعد الظروف التي تمر بها البلاد أضطررت إلى بيعها بعد طحنها لأكسب لو القليل. وأوضحت "أبيع العبوة الواحدة بخمسمئة جنيه، وفي اليوم أبيع عبوة أو عبوتين وأحيانا لا أبيع نهائيا. تضيف: رغم ذلك متفائلة وأفضل أن يكون لدي مصدر دخل اعتمد عليه. وقالت إنها كانت في السابق تعتمد على الراتب والدروس الخاصة للتلاميذ.

اما علي محمد احمد، وهو سائڨ حافلة، يقول في الفترة الاولى إنه عمل كبائع خضروات لكنه وجد الربح لا يغطي احتياجات أسرته اليومية فانتقل إلى بيع الفول والطعمية. وقال لمواطنون إن دخله اليومي أفضل بكثير مما كان يكسبه في القيادة، خاصة مع كثرة الجبايات والضرائب التي تفرضها عليهم السلطات.

فيما تقول امنة حسن وهي موظفة في احدى المعامل: اعمل الفطائر والخبائز واوزعها على المحلات القريبة من الحي وفي السوق واحيانا ابيع من المنزل _ تضيف العمل شاق في ظل قطوعات التيار الكهربائي المستمرة وتستدرك لكنني احاول حينما تتوفر الكهرباء اعمل كمية معقولة لشراء احتياجات اسرتي.

معرض الصور