11/11/2023

(الفضفضة).. هل تزيل الضغوط النفسية للنازحين؟

ثناء عابدين
ظروف قاسية يعيشها النازحون من الخرطوم إلى الولايات. كيف لا، فقد خرجوا من بيوتهم وكانوا فيها معززين مكرمين. خرجوا منها مرغمين مرعوبين، تركوا كل شئ وراءهم بحثاً عن الأمن والأمان، وحتى خروجهم كان محفوف بالمخاطر. بعضهم خرج بعد أن فقد أعزاء لم يستطع أن يدفنهم إو يتلقى العزاء فيهم.

حتى بعد وصولهم إلى بر الأمان، بعضهم اتخذ من المدارس والداخليات مأوى وسكن، بكل قساوة العيش فيها. والبعض الآخر، ممن كانت أوضاعهم المادية ميسرة، استاجروا بيوتاً، بالرغم من استغلال ضعاف النفوس للموقف وزيادة اسعار الإيجارات، وآخرون حلوا ضيوفاً على أقاربهم ومعارفهم.

في كل الأحوال فإن الأوضاع التي يعيشونها بالتأكيد قاسية، مما يتسبب في إرهاق نفسي كبير عليهم صغاراً وكبارا. حوالي 50% من المتأثرين بالحرب يعانون من ضغوط نفسية وتوترات وخوف لما شاهدوه في هذه الحرب التي ربما لم يتوقعوها .

وفي إطار المبادرات المجتمعية، قامت مجموعة من المعالجين النفسيين بمركز قادرين لمعالجة الإدمان، الذي انتقل للعمل بمدينة بورتسودان، بإطلاق مبادرة (فضفض للزول الصاح). وتهدف إلى الاسترخاء والخروج من الصدمة التي حصلت بسبب الحرب. وتتمثل المبادرة في جلسات علاجية تنظم على ساحل البحر مع شروق الشمس، مسترشدين في ذلك بالاية الكريمة (والصبح اذا تنفس)، بحسب دكتورة إيناس عثمان. أوضحت بأنها، والمدير العام د. لبنى علي ود. عائشة ود بدر الدين، نزحوا لبورتسودان بعد الحرب واحتلال الدعم السريع لمركزهم. وأفادت أن المبادرة وجدت تجاوباً يصل لنسبة 70% من النازحين بالمدينة.

أضافت إيناس: استطعنا أن نكسر كثير من الحواجز، خاصة عند فئة الشباب. وأوضحت أن الفضفضة تتم في البحر ومع الشروق وعلى انغام موسيقى هادئة. كما إنهم يوزعون قصاصات تحمل عبارات إيجابية تدعو للتفاؤل.

ويقول الشاب الرشيد عبده إنه في البداية كان يتخوف من اللجوء للعلاج النفسي، بالرغم مم الضغوط والصدمة التي تعرض لها هو وأفراد أسرته إلا أنه بدأ في إحراز بعض التقدم. إلا أنه ربط ذلك التقدم بانهاء الحرب، ويتسأل: متى ينتهي هذا الكابوس؟

معرض الصور