04/12/2023

ماذا وراء تحذير الجيش من نشر انتصارات وهمية

وليد النور
أصدرت القوات المسلحة في الثلاثين من نوفمبر المنصرم تنويها، حذرت فيه جهات لم تسمها بأنها تنشر انتصارات غير حقيقية وتنسبها للقوات المسلحة، واعتبر أن تلك الأخبار تعدها غرف العدو وجناحها السياسي.

ومنذ بدء الحرب وغياب أجهزة الإعلام الرسمية وتوقفها لفترات طويلة وتوقف كل الإذاعات والقنوات الخاصة والصحف المحلية، والقنوات الفضائية والتضييق الذي مورس على الصحفيين الموجودين حتى اضطرت قنواتهم الى اجلائهم الى مناطق امنة وبعيدة عن مناطق الاشتباكات، ظهر عدد من الصفحات التي يتابعها آلاف المواطنين، ويديرها ناشطون وهواة احتلت مكان الإعلام الرسمي وبدأت في نشر أخبار رغائبية وغير حقيقية.

بعض الإعلاميين اتخذوا من وسائط التواصل الإجتماعي، أرض معركة بينهم وخصومهم السياسيين، وقسموا المواطنين إلى وطنيين وغير وطنيين وامتلكوا صكوك الوطنية يمنحوها من لمن يحبونه ويتهمون من يبغضونه بالعمالة. وتحولت بعض وسائط التواصل الاجتماعي المؤثرة إلى مع أو ضد، والتزم الكثيرون الصمت وانحنوا للعاصفة التي أضرت بالحقائق.

وتحول بعض الإعلاميين، الذين لايفرقون بين الجندي والضابط ولم يتخصصوا في الاستراتيجيات الحربية والعسكرية، إلى متحدثين في القنوات الفضائية، ويدلون بمعلومات مغلوطة أضرت بالقوات المسلحة أكثر من ضرر المعارك العسكرية، وصاروا يوجهون الجيش ويتحدثوا باسمه على الرغم من وجود ناطق رسمي برتبة رفيعة ومنصات رسمية للجيش.

وحرب السودان التي استمرت لأكثر من سبعة أشهر، لم تستطع أي وسيلة إعلامية مستقلة تغطيتها بحياد. كانت التغطية عبر هواة أو الأقمار الاصطناعية، لأن الطرفين لم تكن لهما الرغبة في وجود صحفيين على الأرض، بل في بداية الحرب تعرض الصحفيون الذين كانوا في مناطق الاشتباكات لمضايقات واتهامات كل من يجدهم في مناطق سيطرته يتهم بمعاونة الطرف الآخر، لذلك بعض القنوات فضلت إجلاء طاقمها لمناطق أمنه والعمل من على البعد.

واليوم كل السودانيين المتواجدين في الخرطوم، والولايات التي بها توترات أمنية يسألون عن متى تقف الحرب، حتى نعود إلى منازلنا ولا أحد يستطيع الإجابة على هذا السؤال.

ويكرورن الأسئلة للإعلامي باعتبار أن لديه مصادر للأخبار ويحلل الأحداث الجارية ويحدد المؤشرات في اي اتجاه تسير، لكن لا أحد يعرف الإجابة. فتارة يتحدث قادة الجيش عن التفاوض وسرعان مايعودوا إلى أن الحرب لن تقف حتى نهاية التمرد. حتى منبر جدة الذي بدأت تخرج منه بعض التسريبات عن قرب التوصل إلى اتفاق بين الجيش والدعم السريع، تنفيها بعض المنصات.

غياب وسائل الإعلام السودانية عن ميدان المعركة، تسبب في عدم معرفة ما يدور في ولاية الخرطوم، بيد أن المواطنين يتلقون الاخبار عبر البيانات والبيانات المضادة. وتحول بعض هواة الإعلام إلى قادة رأي يوزعون الأخبار الكاذبة والمضللة التي تسببت في قتل بعض المواطنين الذين صدقوا الأخبار المنشورة ولكنهم وجدوا للاشتباكات امامهم.

معرض الصور