06/12/2023

في انتظار ``الأبابيل``

عثمان فضل الله
في انتظار الأبابيل هم.
نعم .. تلك الطيور التي أرسلها المولى عز وجل ضد أفيال أبرهة الحبشي عندما أراد هدم الكعبة.
يرفعون رؤسهم إلى السماء تارة وينظرون إلى الأرض تارة أخرى، ربما تنفجر لتبتلع قوات الدعم السريع التي ما شبعت من النهب ولا اكتفت من اغتصاب الحرائر. وانتقلت العدوى منهم بلا شك ولا مواربة إلى جنود القوات المسلحة الذين أعملوا ذات الأدوات في المواطنيين الذين يفترض أنهم تحت حمايتهم. فسجلت المناطق التي يسيطر عليها الجيش حالات نهب عديدة واغتصابات كذلك، فآخر الاحصاءات الصادرة عن المنظمات مفزعة ومفزعة جدا. ولايزالون ينادون بالمزيد

عضو المكتب التنفيذي لنقابة أطباء السودان سابقا د. أديبة إبراهيم السيد تكشف عن ارتفاع حالات الاغتصاب المسجلة بالمرافق الطبية المختلفة إلى 370 حالة اغتصاب منذ 15 أبريل حتى الآن، وتقول بحسب موقع "مواطنون" تم تسجيل 63 حالة اغتصاب جديدة وما يدعو إلى لطم الخدود وشق الجيوب أنها ذكرت ان من بين هذه الحالات المسجلة حديثا أطفال.

وبيننا من يقول "بل بس" ولا يسوءه غير أن يسمع بأن السلام قد اقترب، وأن حظوظ وقف إطلاق النار ارتفعت، يغضبه الحديث عن وقف الحرب ويسعد عندما يرى صور الدماء والاشلاء تملأ السوشال ميديا. تدب فيه روح شريرة وياخذ في التباهي بما يجرى والموتى عنده مجرد أرقام، لا يقشعر بدنه ولا يصحو ضميره وهو يرى الكلاب الضالة تنهش في الجثث، وربما تكون تلك الجثة هي لـ"اخيه في الله".

يحدثك بثقة عن النصر والجيش متراجع، ويكلمك عن العودة والأمن مفقود، ويطالب بتشكيل حكومة والشعب يتلوى من الجوع ويردد وهو مطمئن "نصر من الله وفتح قريب" والشواهد جميعها تقول إن الله برئ من هذه الحرب.

إنهم قوم الغزالة، فماذا ننتظر منهم. يقصف جيشهم الآمنين في بيوتهم ويصدرون للعامة أن المفاوضات متوقفة لأن الدعم السريع رافض الخروج من بيوت المواطنيين. يرفضون فتح المسارات للمساعدات خوفا من أن تتسرب لقوات المليشيا، وهم يبيعونها لهم سراً ويقبضون ثمنها جنيهات مغموسة في دماء الابرياء. يتفقون مع جنود المليشيا لحراسة بيوتهم ويتركون منازل الاخرين لتنهب وتسرق حتى يصيحوا هؤلاء هم عرب الشتات، الداعين للديمقراطية والسلام والحرية وينسون أن أحد أهم مهام الجيش هي حماية أموال وأعراض المواطنين الذين يدفعون راتبه.

الحاميات تسقط ونحن سننتصر، أربعة من حقول البترول في يد الدعم السريع ونحن نطالب بقصف الكباري وهدم المصفاة وتدمير كل عامر.

نعم نحن سننتصر بعد أن تغير طيور الأبابيل. لكن هذه المرة ستأتي لنصرة أبرهة لا لحماية الكعبة، هكذا يريدونها.

معرض الصور