09/12/2023

هل تحقق جيبوتي ما لم تحققه جدة؟

الأصمعي باشري

تنطلق اليوم بالعاصمة الجيبوتية "جيبوتي" قمة دول منظمة الإيقاد، بمشاركة المبعوث الأميركي الخاص للقرن الإفريقي، مايك هامر، والمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، رمطان لعمامرة، والمبعوثة الخاصة للاتحاد الأوروبي أنيت ويبر، بشأن الأزمة في السودان. وتأتي قمة إيقاد عقب تعليق منبر جدة برعاية سعودية أمريكية، بعد فشل الطرفين المتقاتلين في السودان، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع من التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.

وبحسب مصادر سودانية، فقد وصل كل من عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني، اليوم إلى جيبوتي، كما سبقه وفد يمثل قيادة قوات الدعم السريع بدعوة غير رسمية، فيما تباينت الأنباء حول مشاركة رئيس تنسيقية القوى المدنية السودانية، عبدالله حمدوك.

وبحسب مراقبين سياسيين فإن قمة إيقاد تبدأ مشاوراتها في ملف سلام السودان؛ وفقا لخطة المبادئ الست، والتي ترتكز على عاصمة منزوعة السلاح تحرسها قوات أفريقية، وهي ذات الخطة التي تحفظت عليها قيادة الجيش عند إعلانها في يونيو الماضي، بتبادل بيانات الاتهام بين وزارة الخارجية السودانية من جهة، وكل من الرئيس الكيني وليم روتو والإثيوبي أبي احمد من جهة أخري.

ومن المؤمل أن تخرج قمة الايقاد الممثلة دوليا، بتحديد مسارات الحلول واتجاهاتها. وبحسب المراقبين فإنه لايمكن ابدا أن يضع رؤساء هذه المجموعة الحل العسكري من ضمن الاتجاهات، وإنما هو اتجاه واحد "الحل السياسي المتفاوض عليه" عسكريا وانسانيا، وقد قطع شوطا كاد أن يصل الي نهاياته في جدة، والراجح ستحض القمة الطرفين على الجدية فيه، ما لم تحدث مفاجآت.

أما المسار الثاني وهو السياسي والذي يتولاه الآن الاتحاد الأفريقي بالتعاون مع إيقاد سيبقى كما هو، مع الإسراع فيه بالدعوة الي اجتماع موسع للفاعلين السياسين، فيما ستبقى معضلة اشراك الإسلاميين التي يضغط "ود لباد" مدير مكتب الأمين العام للاتحاد الافريقي لتحقيقها قائمة، بحسب مراقبين.

وفي سياق متصل فان القمة ولأول مرة ستفتح ملف إعادة البناء والأعمار والذي ربما تنبري له دول الخليج بقيادة الإمارات والسعودية المشاركتين في الاجتماع.

تتجه انظار السودانيين إلي قمة جيبوتي لتحقيق ما فشل فيه منبر جدة بتوقيع وقف إطلاق النار، وانهاء المأساة السودانية المنفاقمة يوم بعد يوم.
وتنضوي تحت مظلة منظمة ايقاد ثمانية دول هي: جيبوتي، السودان، جنوب السودان، الصومال، كينيا، أوغندا، إثيوبيا و إريتريا المنضمة حديثاً.

معرض الصور