أهمية الدعم النفسي لضحايا الحروب
د. مبارك مامان
يعاني كثير من السودانين من ويلات الحرب الدائرة الآن، ويواجهون أوضاعا مأساوية في مناطق النزوح ودول اللجوء .وتمثل الضغوط النفسية العامل الرئيسي في معاناتهم لمواجهة الواقع الجديد وظروف ما بعد الحرب.
يعد تقديم الدعم النفسي لضحايا الحرب والأفراد النازحين واللاجئين أمراً بالغ الأهمية نظراً للتأثير العميق للصراع والنزوح القسري على الصحة العقلية والنفسية. كثيراً ما تعرض الحرب والنزوح الأفراد لتجارب مؤلمة، مما يؤدي إلى تحديات نفسية مختلفة.
عليه يعتبر الدعم النفسي ضرورة لعدة أسباب أهمها:
1. التعافي من الصدمات:
يعاني العديد من ضحايا الحرب من صدمات شديدة، بما في ذلك مشاهدة العنف وفقدان أحبائهم والنزوح. يساعد الدعم النفسي الأفراد على معالجة هذه التجارب المؤلمة والتعامل معها، مما يعزز المسار نحو التعافي.
2. استقرار الصحة العقلية:
يمكن أن يساهم النزوح وعدم الاقتناع بشأن اللجوء في القلق والاكتئاب ومشاكل الصحة العقلية الأخرى. يوفر الدعم النفسي أدوات وآليات للتكيف لتعزيز استقرار الصحة العقلية ومرونتها في مواجهة الشدائد.
3. الوقاية من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD):
التعرض للصدمات المرتبطة بالحرب يزيد من خطر الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة. يمكن أن تساعد التدخلات النفسية المبكرة في منع العواقب طويلة المدى لاضطراب ما بعد الصدمة من خلال معالجة الأعراض وتسهيل الشفاء العاطفي.
4. إعادة التماسك ورفاه المجتمع:
يساهم دعم الصحة العقلية للأفراد في تحقيق الرفاهية العامة لمجتمع النازحين. وترتبط الصحة النفسية بتماسك المجتمع والتعاون والقدرة على إعادة بناء الحياة بعد النزوح.
5. تعزيز النمو الصحي للأطفال:
يؤثر النزوح بشكل كبير على الأطفال، مما يؤثر على نموهم العاطفي والمعرفي. يعد الدعم النفسي أمرًا حيويًا للأطفال لمعالجة تجاربهم والتغلب على التحديات وبناء أساس للنمو الصحي.
6. الاندماج وإعادة الإدماج:
بالنسبة للاجئين العائدين إلى بلدانهم الأصلية أو المندمجين في مجتمعات جديدة، يساعد الدعم النفسي في عملية التكيف. فهو يعالج الحواجز النفسية التي تحول دون الاندماج وإعادة الإدماج، مما يسهل عملية انتقالية أكثر سلاسة.
7. الحد من الوصمة:
غالبًا ما يتم وصم تحديات الصحة العقلية، مما يمنع الأفراد من طلب المساعدة. إن تقديم الدعم النفسي يقلل من وصمة العار المرتبطة بقضايا الصحة العقلية، مما يشجع الأفراد على الوصول إلى المساعدة التي يحتاجون إليها.
8. تعزيز المرونة:
يزود الدعم النفسي الأفراد باستراتيجيات التكيف، ومهارات التنظيم العاطفي، وتقنيات بناء المرونة. وهذا يمكنهم من مواجهة التحديات والشكوك المستمرة بقوة أكبر.
باختصار يلعب الدعم النفسي دورًا حيويًا في إعادة بناء الحياة وتعزيز القدرة على الصمود وتعزيز التعافي المستدام في أعقاب الصراع والنزوح.
إذا كنت تعاني من الضغوط النفسية وبحاجة إلى خدمات الدعم النفسي والاجتماعي، ففكر في الخطوات التالية للعثور على الموارد المتاحة:
1. المنظمات غير الحكومية المحلية ومنظمات الإغاثة:
تواصل مع المنظمات غير الحكومية المحلية ومنظمات المساعدات الإنسانية في المنطقة التي تتواجد فيها. غالبًا ما يقدمون خدمات الدعم النفسي والاجتماعي أو يمكنهم توجيهك إلى المنظمات التي تقوم بذلك.*
2. المراكز المجتمعية وخدمات مخيمات اللاجئين:
قم بزيارة المراكز المجتمعية أو مخيمات اللاجئين في منطقتك. قد تقدم هذه المرافق برامج دعم نفسي اجتماعي، وخدمات استشارية، وأنشطة جماعية لمساعدة الأفراد على مواجهة تحديات النزوح.*
3. وكالات الأمم المتحدة:
اتصل بوكالات الأمم المتحدة ذات الصلة، مثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) أو اليونيسيف (منظمة الأمم المتحدة للطفولة). وغالبًا ما يتعاونون مع المنظمات الشريكة لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للسكان النازحين.*
4. خدمات الصحة العقلية المحلية:
اكتشف خدمات أو عيادات الصحة العقلية المحلية. قد يكون لدى بعض المناطق متخصصون في الصحة العقلية أو منظمات متخصصة في الصدمات والدعم النفسي والاجتماعي.*
5. الخطوط الساخنة وخطوط المساعدة:
ابحث عن الخطوط الساخنة وخطوط المساعدة الوطنية أو الدولية التي تقدم الدعم النفسي والاجتماعي. تقدم العديد من المنظمات خدمات الاستشارة الهاتفية للأفراد الذين يعانون من الأزمات.*
6. المنصات والموارد عبر الإنترنت:
البحث عن المنصات والموارد عبر الإنترنت التي تربط الأفراد النازحين بالدعم النفسي والاجتماعي. قد تكون خدمات وموارد الاستشارة الافتراضية متاحة لتقديم المساعدة عن بعد، إذا كانت متاحة وظرفك يسمح.*
لقد انشاء عدد من الاخصائيين النفسيين من داخل وخارج السودان منصات للدعم النفسي يمكنك التواصل معهم.
7. شبكات دعم اللاجئين:
التواصل مع شبكات دعم اللاجئين ومجموعات المجتمع. غالبًا ما تشارك هذه الشبكات المعلومات حول الخدمات المتاحة ويمكنها تقديم إرشادات حول الوصول إلى الدعم النفسي والاجتماعي.*
هناك عدد من مجموعات الاخصائين النفسيين والأطباء السودانيين يقدمون الدعم النفسي بشكل مباشر او عن بعد.
8. مقدمو الرعاية الصحية المحليون:
استشر مقدمي الرعاية الصحية المحليين أو المستشفيات أو العيادات. قد يكون لديهم معلومات حول خدمات الصحة العقلية أو يمكنهم إحالتك إلى متخصصين في الدعم النفسي والاجتماعي.*
9. الاخصائيين الاجتماعيين ومديرو الحالات:
إذا كان لديك أخصائي اجتماعي أو مدير حالة مخصص لك، فاستفسر عن خدمات الدعم النفسي والاجتماعي المتاحة. يمكنهم إرشادك إلى الموارد المناسبة بناءً على احتياجاتك المحددة.*
10. المؤسسات التعليمية:
اتصل بالمدارس المحلية أو الجامعات . وقد يكون لديهم شراكات أو برامج تقدم الدعم النفسي والاجتماعي للأفراد النازحين.*
تذكر أن طلب المساعدة يعد خطوة شجاعة، وهناك منظمات ومتخصصون لدعم الأفراد في وضعك. لا تتردد في التواصل والاستفسار عن خدمات الدعم النفسي والاجتماعي المتاحة والمصممة خصيصًا لتلبية احتياجاتك.