19/12/2023

موجات النزوح تتواصل وقصف مدفعي في القطينة

وكالات - مواطنون
أجبر القتال في المدينة بعض النازحين الذين قدموا إلى مدينة ود مدني على النزوح مجددا إلى ولايتي سنار في الجنوب الشرقي والقضارف في الشرق.

وقال مصعب يسري الذي نزح من الخرطوم إلى ود مدني "بعد أن هربت بعائلتي من القتال في الخرطوم، ظننت أننا نجونا، لكن الحرب تصر على ملاحقتنا، فهربنا مرة أخرى إلى سنار".

وأضاف في حديث إلى وكالة أنباء العالم العربي (AWP) أن الآلاف يلجؤون إلى شاحنات البضائع، ويحمل آخرون ما خف وزنه ويعبرون الطرق مشيا على الأقدام، للتوجه إلى سنار، نظرا لندرة المواصلات وغلاء أسعار التذاكر.

وتقول وداد اسحق، التي تقيم في مدينة رفاعة على الضفة الشرقية للنيل الأزرق، إنها تريد مغادرة المدينة لكنها لم تتمكن بسبب الاشتباكات الدائرة بالقرب من منزلها منذ أمس الاثنين.

وقالت لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) "الخوف والرعب يتملك جميع أفراد عائلتي. نشعر بالخذلان وعدم الحماية من الجميع. تركونا لمصيرنا مع إغلاق كل النوافذ".

وأشارت إلى أن الجيش لا يزال يغلق جسر رفاعة الذي يربط بين ود مدني ومدينة الحصاحيصا على الجهة الغربية من النيل الأزرق.

وقالت لجان مقاومة مدينة الحصاحيصا الواقعة على بعد 46 كيلومترا شمالي مدينة ود مدني إن قوات الشرطة انسحبت الليلة الماضية من القسم الكبير وتمكن المساجون من الفرار.

ونوّهت إلى أن هذا أمر خطير جدا يضع مواطني الحصاحيصا في بؤرة الخطر من قبل جميع الأطراف، ودعت الجميع للتعاضد وتشكيل فرق لمنع حدوث أي انفلات، وكذلك عدم الاحتكاك بأي قوة مسلحة.

مدينة رفاعة

اتهم محامو الطوارئ قوات الدعم السريع بمهاجمة مدينة رفاعة على الجهة المقابلة لمدينة الحصاحيصا على الضفة الشرقية للنيل الأزرق، وبترويع المدنيين واقتحام مستشفى المدينة وإطلاق النار داخله مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة آخرين.

وذكر محامو الطوارئ في بيان أمس الاثنين أن قوات الدعم السريع هاجمت كذلك سوق مدينة رفاعة وقسم الشرطة، وأصيب العديد من المدنيين، مشيرين إلى أن رفاعة لا توجد بها أي تشكيلات عسكرية أو قوات مسلحة.

وحذر البيان قوات الدعم السريع من أن هذا السلوك مخالف لقواعد القانون الدولي الإنساني ومعاهدات جنيف بشأن حماية المدنيين، مشيرا إلى أن المستشفيات ومساكن المدنيين هي من الأعيان المدنية المشمولة بالحماية وأن أي اعتداء ممنهج عليها يعتبر من جرائم الحرب التي تجعل مرتكبيها عرضة للمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية.

لكن الناطق الرسمي لقوات الدعم السريع الفاتح قرشي قال أمس الاثنين إن توجيهات صارمة صدرت من قيادة الدعم السريع إلى جميع القوات بتعزيز الأمن والاستقرار وحماية المواطنين وممتلكاتهم.

قصف مدفعي
في مدينة القطينة، على الحدود بين الخرطوم وولاية النيل الأبيض، تبادل الجيش وقوات الدعم السريع فجرا القصف المدفعي.

وقال شهود إن قصفا مدفعيا عنيفا من داخل معسكر اللواء 26 التابع للجيش استهدف قوات الدعم السريع التي تتقدم من جهة جبل أولياء جنوبي الخرطوم باتجاه النيل الأبيض.

وتحدث الشهود إلى بدء حركة نزوح من المناطق القريبة للمعسكر والأحياء الواقعة على الطريق الرئيسي الرابط بين الخرطوم والنيل الأبيض.

ولفتوا إلى أن الدعم السريع قصفت بالمدفعية كذلك تمركزات لقوات الجيش في مداخل ولاية النيل الأبيض من جهة الخرطوم.

من ناحية أخرى، شددت سفارة الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء في الخرطوم على أنه لا وجود لحل عسكري مقبول لهذا الصراع.

وذكرت في بيان عبر فيسبوك اليوم الثلاثاء، أن المسار المستدام الوحيد للمضي قدمًا هو ذلك الذي يعترف بأن المستقبل السياسي للسودان ملك للمدنيين السودانيين.

وأضافت أنه يجب على القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إنهاء القتال في السودان، والالتزام بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، واحترام حقوق الإنسان، والسماح بالوصول دون عوائق لتلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة بشكل متزايد لشعب السودان.

وأشارت إلى أنه "يجب عليهم أيضًا أن يمتنعوا عن السعي إلى الاضطلاع بدور في الحكم في مرحلة ما بعد الصراع".

وقال البيان إن سفارة الولايات المتحدة في الخرطوم ستواصل بذل كل جهد ممكن لوقف القتال وستستمر في الوقوف إلى جانب الشعب السوداني في تطلعه الدائم إلى سودان ديمقراطي.

واندلع الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بعد خلافات حول خطط لدمج الأخيرة في الجيش في إطار عملية سياسية مدعومة دوليا كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات.

معرض الصور