``مبادرة صون`` تدعو لحماية التراث الزراعي في ولاية الجزيرة
متابعات ـ مواطنون
دعت "مبادرة صون التراث السوداني" طرفي النزاع في السودان، ومواطني ولاية الجزيرة، الى حماية وحفظ "مركز صيانة وبحوث الموارد الوراثية النباتية الزراعية" في مدينة ود مدني.
وقالت الجماعة الثقافية المعنية بحماية التراث السودان "صون" ان المركز يمثّل "التراث الزراعي" لمزارعي السودان، ويعد مرجعا موسوعيا هاما، يتوجب حمايته مع إمتداد وتواصل المواجهات العسكرية، حتى لو تطلب ذلك نقلها الى مكان اخر.
واضافت ان الحفاظ على هذا المرفق الهام مهمة تقع على عاتق جميع الاطراف، كونه يمثل جزءا من التراث الإنساني الذي يستوجب الحماية والصون، خصوصا في فترات الحروب والاضطرابات الخطيرة، وضمان سلامة موجوداته من العينات والدراسات والبحوث التي لا توجد نسخ أخرى.
واوضحت ان المركز يقع ضمن مباني رئاسة "هيئة البحوث الزراعية" التي شيد بعضها قبل مئة عام، في مساحة مستقطعة من أراضي مشروع الجزيرة، أكبر وأقدم المشروعات الزراعية القائمة على أنظمة الري الانسيابي في افريقيا، مما يجعل محيط المركز تراث معماري، وارث حرفي يستحق الصون والحماية ايضا.
و"هيئة البحوث الزراعية" هي مؤسسة أكاديمية بحثية تنهض بعمليات ترقية الأداء الزراعي في السودان، إلى جانب مؤسسات أخرى معنية بأنظمة الري، ووقاية النباتات، ومكافحة الافات، وإكثار البذور.
واضافت ان المركز يحفظ مواردا وراثية وقاعدة البيانات، ودراسات وافادات مدونة ومسجلة، تعد تراثا حيا للزراعة في السودان، وهي معارف تقليدية متوارثة من جيل إلى آخر، مرتبطة بالتنمية المستدامة، والحق في الحياة الكريمة لشريحة واسعة من المواطنين السودانيين، وقد يتعذر استعادتها في حال تعرضها للفقدان او التخريب او النهب او عدم توفر بيئة حفظ آمنة، خصوصا وأن العاملين في المركز اضطروا الى النزوح جراء الحرب.
وقالت ان المركز يحفظ اكثر من 15.000 من السلالات والأصناف المحلية التقليدية والقديمة، للعديد من المحاصيل، تم جمعها خلال فترة تجاوزت اربعين عاما، من مختلف أنحاء السودان، بهدف صونها وحفظها من الضياع، وإخضاعها للبحوث العلمية، وإدراجها في برامج التحسين الوراثي، كما يضم المركز أرشيفا لطرائق الزراعة التقليدية، وسجلا للخبرات في هذا المجال.
وناشدت الجماعة 15 منظمة دولية من بينها منظمة الفاو واليونسكو، واقليمية من بينها الاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية، الاستجابة لحماية المركز وصون محتوياته عمليا وليس بالتصريحات فقط.