موت الإعلام الرسمي
نزار سهل
كما ذكر توماس فريدمان ان أكبر معضلة للحرب الحالية في غزة انها تحدث في زمن التيك توك. الحرب في غزة والسودان في ظل وسائط مثل التيك توك افقد السردية الإسرائيلة مصداقيتها كما افقد الدعم السريع وداعميه كل دعايتهم.
تلك السردية التي كان دائما ما تروج لها وسائل الإعلام الرسمية Mainstream Media في الحروب السابقة وهو ما يفسر انقلاب رأي الشعب الأمريكي َوخصوصاً الشباب في حرب غزة وفق استطلاعات الرأي.
الحرب في زمن التيك توك تحولت إلى حرب "على" التيك توك و لهذا تسارعت الخطوات التشريعية في الولايات المتحدة الأمريكية لحظر التيك توك بصورة محمومة وقد يتعداها الي تكوين وزراة الحقيقة كما في رواية ١٩٨٤.
في اعتقادي ان وسائط التواصل الاجتماعي خرجت عن السيطرة للهدف التي صممت من أجله وانقلب السحر على الساحر فتحولت من مجرد تسليط الأضواء على الواقع بصورة مختلفة الي تغيير مسار الأحداث والتأثير عليها. ويفسر هذا التغيير أيضا سبب تهافت الجميع لعمل بودكاست في هذه الفترة، وخصوصاً زبانية الإعلام القديم الذين يبحثون عن موطئ قدم لهم في هذا العالم، بعد أن تم جرهم جراً الي الدخول إلى عالم المنصات بعد أن تيقنوا من موت عالمهم القديم ولكن معظمهم جاؤوا ليعيدوا تعبئة خمرهم القديمة في أواني التيك توك و اليوتيوب.