حرب السودان تهدد الملايين بأسوأ مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد
متابعات ـ مواطنون
حذرت هيئة عالمية لللأمن الغذائي تدعمها الأمم المتحدة يوم الجمعة من ضرورة اتخاذ إجراءات فورية "لمنع الوفيات على نطاق واسع والانهيار الكامل لسبل العيش وتجنب أزمة جوع كارثية في السودان".
واعلنت وحدة "التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC)" في انذار جديد ان نحو 5 ملايين سوداني باتوا يعانون من سوء التغذية الحاد، ومن المتوقع أن يتفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية الحاد من الشهر القادم. ودعت الى وقف فوري للأعمال العدائية ونشر كبير للمساعدات الإنسانية.
واوضحت في بيان امس الجمعة "اعتبارا من مارس 2024، تشير التقديرات إلى أن ما مجموعه 4.86 مليون شخص يعانون من سوء التغذية الحاد، منهم 3.66 مليون طفل دون سن الخامسة و1.2 مليون امرأة حامل ومرضعة. ويعكس ذلك زيادة بأكثر من 22% مقارنة ببداية عام 2023".
وتتوالى في الاونة الاخيرة تحذيرات المنظمات الدولية العاملة في المجال الانساني من تدهور حالة الأمن الغذائي والتغذية في السودان بشكل كبير وسط تصاعد الصراع.
وكان التصنيف المتكامل للأمن الغذائي قد توقع في ديسمبر الماضي ان يواجه نحو 18 مليون سوداني مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بينهم نحو 5 مليون قد وصل الى المرحلة الرابعة من التصنيف وهي المرحلة التي تسبق اعلان المجاعة.
وقالت وحدة التصنيف ان أحدث التقارير الأدلة المتاحة والصادرة للتعبير تدعو الى القلق البالغ إزاء تدهور الوضع، ودعت أصحاب المصلحة إلى التحرك على الفور لمنع المجاعة.
وحذرت من ان ولايتي الخرطوم والجزيرة، وكذلك دارفور الكبرى وكردفان الكبرى، سوف تواجه نتائجا كارثية في حالة تفاقم الصراع، واستمرار عمليات النزوح، ومحدودية عدم وصول المساعدات الإنسانية لتوفير الإمدادات والخدمات للسكان المحتاجين.
واضافت ان من أكثر الأمور إثارة للقلق هو الوضع في ولاية شمال دارفور وولاية الخرطوم، بما في ذلك محلية أم درمان، بالإضافة إلى مناطق في دارفور الكبرى التي تستضيف النازحين في مخيمات مكتظة.
وزادت "بدون وقف فوري للأعمال العدائية ونشر كبير للمساعدات الإنسانية (في انتظار التمويل الكافي والوصول الفوري ودون عوائق إلى السكان المحتاجين)، فإن سكان ولايتي الخرطوم والجزيرة ودارفور الكبرى وكردفان الكبرى، معرضون لخطر الوصول إلى أسوأ المستويات من انعدام الأمن الغذائي الحاد وسوء التغذية خلال موسم العجاف القادم الذي يبدأ من أبريل إلى مايو 2024. وبالتالي، هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات فورية لمنع الوفيات على نطاق واسع والانهيار التام لسبل العيش وتجنب أزمة جوع كارثية في السودان".
وقالت "أدى القتال في مناطق إنتاج المحاصيل الأولية في البلاد، خلال ذروة موسم الحصاد، إلى انخفاض حاد في إنتاج الحبوب، حيث تشير التقديرات إلى أنه أقل بنسبة 46٪ عن العام السابق، مع انخفاض الغلة بنسبة تصل إلى 80٪ في كردفان الكبرى ودارفور الكبرى. وفي ولاية غرب دارفور، أدى انعدام الأمن خلال موسم الزراعة إلى فشل المحاصيل بالكامل (CFSAM). وعلى الرغم من الأداء الوظيفي النسبي للأسواق، فإن أسعار المواد الغذائية أعلى بنسبة 73% مما كانت عليه في نفس الفترة من العام الماضي وأعلى بنسبة 350% من متوسط الخمس سنوات (برنامج الأغذية العالمي وشبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة). ويتفاقم هذا الأمر بسبب انخفاض قيمة العملة السودانية".
ومما يزيد من تعقيد الوضع تفشي أمراض الحصبة والملاريا والكوليرا التي وصلت بالفعل إلى 11,000 حالة ونقص الإمدادات الطبية والتغذوية، وعدم كفاية فرص الحصول على المياه النظيفة ومستلزمات الصرف الصحي والنظافة.
يذكر ان التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC) هو نظام لقياس الامن الغذائي والتغذية، لمساعدة الحكومات ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني لتحديد شدة وحجم انعدام الأمن الغذائي الحاد والمزمن وحالات سوء التغذية الحاد في بلد ما.
بدأ العمل بهذا النظام في عام 2004 في الصومال من قبل وحدة تحليل الأمن الغذائي والتغذية التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة (FSNAU). ومنذ ذلك الحين، تقود شراكة عالمية تضم 15 منظمة عملية تطوير النظام وتنفيذه على المستوى العالمي والإقليمي والقطري. وبعد أكثر من 10 سنوات من التطبيق، أثبت التصنيف أنه أحد أفضل الممارسات في مجال الأمن الغذائي العالمي، ونموذج للتعاون في أكثر من 30 دولة في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا.