20/04/2024

تدهور وانهيار الحالة الإنسانية بمخيمات النزوح بدارفور

آدم رجال

تنحدر الحرب العبثية في السودان إلى أسوأ درجاتها ونحذر من خطورة الأوضاع الإنسانية والصحية في معسكرات النزوح بدارفور، التي تتدهور وتنهار يومياً وبصورة مخيفة ولا يمكن أن نصف هذه الحالة الإنسانية الحرجة الذي وصلنا إليها والا أن تنزل دموعك من الوجع ويؤنبك ضميرك، وليس لدينا قدرة علي إنقاذ حياتهم بسبب الوضع الذي وصل إلى مرحلة فظيعة ومرعبة.

ترتفع معدلات الإصابات بسوء التغذية الحاد (السريرية) للأطفال والنساء الحوامل والأمهات، وكبار السن، وذوي الاحتياجات الخاصة، وأمراض أخرى مثل الملاريا، والإلتهابات، والاسهالات، والنزلات، والسيحائي، واخرى لم يتم تشخيصها.

نموذج النازحين في مخيم سورتوني يقطعون مسافات طويلة وبعيدة تقدر بالكيلومترات للحصول على مياه الشرب، وبعض منهم يشربون مع البهائم أو المواشي سوياً، بالإضافة إلى شح الأكل.

نازحي مناطق غرب الفاشر الذين نزحوا الى منطقة شقرة يعانون من أوضاع إنسانية قاسية ومزرية، ويحتاجون إلي مساعدات طارئة الأكل ومياه الشرب الذي يقضون فيها أغلب الوقت في المياه أكثر من 7 ساعات للحصول عليها، ومواد الإيواء، والأدوية المنقذة للحياة. أما النازحين داخل مدينة الفاشر مخيم ابوشوك وزمزم، فمعاناتهم هي نفس المعاناة مع زيادة وتيرة العنف وقفل الطرق، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلعة المستهلكة وازدادت المعاناة وحالات سوء التغذية الحاد، مخيم ابوشوك هناك حالات الإجهاض للنساء يومياً ما بين ٢ الي ٣ حالة، مع شح الأكل.

مخيم كلمة الحالة الإنسانية تتدهور وتنهار يومياً وستخرج من السيطرة، ويمكن أن نصل إلى مرحلة جديدة وهي الموت الجماعي جوعاً أو بالأمراض المعدية من اكتظاظ الكثافة السكانية، مع عدم وجود الأدوية، وكذا الحال في بقية المخيمات عطاش، السلام، مرشنيج، كأس، جميزا، طور، نيرتتي، الحميدية، خمسة دقائق، رونقتاس، دليج، قارسيلا، بندسي، مكجر، ام دخن ، فوربرنقا، كرينك، الميم، كبكابية، سرف عمرة، مخيمات جبل مرة، طويلة، فنقا، سبنقا، دبا نيرة، كتروم، قلول، كالو كتنج، تورانتورا، صابون الفقر، فينا، ليبا، كتور، أضف لذالك المجتمعات المضيفة، الحالة الإنسانية طوارئ.

هذه جزء يسير من نماذج المخيمات بدارفور والذين يحتاجون إلى الغذاء والدواء والمياه ، ومواد الايواء، بشكل طارئ وعاجل بالإضافة للمجتمعات المضيفة.

إن المعاناة والمأساة التي وصل إليها النازحين بإقليم دارفور، بلغت الي ذروتها، وأي تأخير يعني فقد مزيد من الأرواح، والجهات الذين يعرقلون ويعترضون وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها لا يشعرون بالظروف المحيطة بنا، وعملية استخدام الغذاء والدواء والمياه كسلاح للتوجيع والموت، هي أسوأ وسيلة من وسائل المواجهة بالسلاح الناري، الذي يستخدمها أطراف الصراع في السودان ضد المجتمعات. حقتهم، يعني جوع كلبك يتبعك، وهي نفس النهج الذي إنتهجه نظام البشير وزمرته، ضد النازحين في دارفور عندما قاموا بطرد المنظمات الإنسانية العاملة في الإقليم عامي 2009م، و2013م وكان عمل جبان، وخلق آنذاك أزمة إنسانية وعدم الثقة منهم الى أن جاءت حرب 15 ابريل 2023م، الذي قضي علي كل مناحي الحياة ليكتب في سجلات تاريخ في الأجيال القادمة.

ختاماً نقول لا للحرب، لا بد من إيجاد طريقة لوقف إطلاق النار بشكل فوري ودائم، واللجوء إلى الحوار السوداني السوداني، الذي لا يستثني أحد سوى المؤتمر الوطني وواجهاته الذين خططوا وانشأوا المليشيات المساندة لهم ودمروا الوطن والمواطن بهذه العقلية النمطية السائدة في الإسلام العربي أو بالأحري التنظيمات المتطرفة والتي تعمل بتلاصق تام معهم علي عدم استقرار المجتمع السوداني وازهاق أرواح الآف المواطنين السودانيين في كل أقاليم السودان.

معرض الصور