22/09/2024

نقص غذاء ودواء وغلاء.. وضع كارثي للمواطنين في الخرطوم

مواطنون
تمر مدينة الخرطوم بظروف بالغة السوء، بسبب تداعيات حرب 15 أبريل التي أثرت سلباً على النظام الصحي، حيث خرجت العديد من المستشفيات من الخدمة جراء المعارك العسكرية بين الجيش الدعم السريع ما عدا بعض المراكز الصحية الصغيرة التي تشرف عليها غرف الطوارئ. بالإضافة إلى سوء الوضع الصحي، يواجه سكان مدينة الخرطوم نقص كبير في الغذاء وارتفاع جنوني لأسعار السلع الاستهلاكية، بسبب نقاط التفتيش والارتكازات التي تفرض رسوماً باهظة على التجار، إلى جانب الأسعار المرتفعة أصلاً في الأسواق المركزية.

تفاقم الوضع الصحي
محلية الالخرطوم تشهد ظروفاً صحية بالغة السوء نتيجة لتداعيات تردي الوضع البيئي في موسم الخريف، وغياب الدولة التام لمكافحة الأوبئة وإزالة المخلفات التي تراكمت في مختلف المناطق منذ اندلاع الحرب.

وبحسب بيان غرف طورائ محلية الخرطوم في صفحتها على فيسبوك، فإن الوضع الصحي تفاقم جراء تفشي الأمراض الوبائية المرتبطة بالتردي البيئي، واوضحت الغرفة أن المدينة تعيش ظروفاً عصيبة وكارثية، وأن عدد من حالات الوفاة حدثت خلال الأسابيع الماضية بسبب الملاريا، وحمى الضنك، والاسهالات المائية.

وأعلنت الغرفة عن حاجتها العاجلة للمحاليل الوريدية وحقن الملاريا وبعض المحليل المعملية، بالإضافة إلى الوقود والطاقة الشمسية من أجل تشغيل المراكز الصحية للتخفيف عن معاناة المواطنين وتفادى الكارثة الصحية. وأوضحت عن حاجة المحلية لإجراءات وقائية كحملات الرش لمجابهة مخلفات الخريف مثل المياة الراكدة التي تعتبر بيئة خصبة لتوالد الباعوض والحشرات، بالإضافة إلى الناموسيات، وأن المحاليل والأدوية وحدها غير كافية لمجابهة الوضع الصحي.

 جبل أولياء
لم يقتصر انتشار الملاريا والحميات على محلية الخرطوم فقط، بل امتدت لتشمل محلية جبل أولياء حيث انتشرت في أحياء الكلاكلة شرق والأندلس وأحياء جنوب الخرطوم، لم تسجل المضابط الرسمية أعراض وباء الكوليرا في المنطقة.

"م.ع" من مواطني حي الأندلس مربع 3، فضل حجب إسمه، قال لـ"مواطنون" إن الملاريا والحمى انتشرت في الحي بشكل كبير "واصابت معظم سكان الحي". ويضيف "حتى تاريخ هذه اللحظة لم يتم تسجيل أي حالة إصابة بوباء الكوليرا".

ويتابع حديثه، حيث أوضح أن بعض المراكز الصحية في الحي تعمل بالجهد الشعبي وتقدم الرعاية الطبية للحالات المرضية بأسعار رمزية.

في أحياء جنوب الخرطوم، تحديداً في منطقة جنوب الحزام، انتشر وباء حمى الضنك حسب تصريح غرفة طورائ جنوب الحزام في صفحتها الرسمية في فيسبوك. ورصدت الغرفة أنتشار كثيف لحمى الضنك بمعدلات مقلقة في بمنطقة جنوب الخرطوم وجنوب الحزام.

وكشف بيان لغرفة جنوب الحزام عن إصابة 95% من الكوادر الطبية العاملة بمستشفى بشائر، المستشفى الوحيد العامل بالمنطقة حتى الآن، كما سجلت الغرفة 51 إصابة خلال أسبوع و100‪ إصابة بين المواطنين و الكوادر الطبية في ذات الأسبوع، كما وردت أخبار من مصادر محلية عن وفيات لم يتم رصدها.‬

وادى الانتشار الواسع للحميات وسط الكوادر الطبية إلى إغلاق قسم العمليات والمعمل وبنك الدم وقسم الطوارئ الذي أغلق في اليوم التالي.

وأضاف بيان الغرفة أن إنتشار الحمى يأتي في ظل ارتفاع أسعار المحاليل الوريدية، حيث بلغ سعر الواحد منها 4 إلى 5 آلاف جنيه سوداني، الأمر الذي أدى إلى زيادة العبء على المواطن.

وفي تحديث آخر نشرته يوم السبت 21 سبتمبر في صفحتها الرسمية في فيسبوك، سجلت غرفة طورائ جنوب الحزام عدد 21 حالة وفاة وسط مختلف الأعمار أغلبها فوق الخمسين عاماً، بسبب حمى الضنك بمنطقة عد حسين فيما بلغ عدد حالات الإصابة بالمرض 113. وأكدت الغرفة أن الوضع الصحي حرج جداً بسبب إنعدام الأدوية بالمنطقة. وقال المكتب الطبي للغرفة إن 80٪ من الأدوية والمحاليل الوريدية منعدمة مما يفاقم الكارثة ويزيد الوضع سوءاً.

الوضع المعيشي في مدينة الخرطوم
إضافة للوضع الصحي الكارثي، تعاني مدينة الخرطوم من نقص حاد في الغذاء وإرتفاع كبير في أسعار السلع الضرورية وغياب كامل للمساعدات الإنسانية. وتواجه المطابخ والتكايا التي يشرف عليها بعض المتطوعين وغرف الطوارئ صعوبات في مقابلة احتياجات المتضررين وإغاثة المحتاجين بسبب أزمة السيولة.

توقف المطابخ عن العمل
وتوقفت بعض المطابخ التي تعمل في إغاثة المواطنين المتضررين من الحرب في مدينة الخرطوم بسبب شح الأموال.وقبل ثلاثة أيام أعلنت مباردة قدح النبي عبر عضو المبادرة محمد كندشة عن توقف المبادرة مؤقتاً عن العمل بسبب نفاذ الأموال والمواد التموينية التي تمتلكها المبادرة.

إرتفاع أسعار السلع الضرورية
صرح احد التجار لغرفة طورائ البراري أن ارتفاع السلع في منطقة بري والمناطق المجاورة لها بسب الندرة وزيادة تكلفة الترحيل وصعوبته وارتفاع أسعار السلع والبضائع في الأسواق المركزية.

وأعلن الجهاز المركزي للإحصاء، نهاية الأسبوع، عن ارتفاع معدل التغيير في الأسعار "التضخم" لشهر أغسطس إلى 218.18% مقارنة بـ 193.94% التي سُجلت في يوليو 2024.

وزدات أسعار السلع الضرورية بشكل جنوني في مطلع شهر أغسطس حسب رصد المواطن محمد كندشة حيث نشر أسعار بعض السلع في صفحته على فيسبوك.

حيث بلغ جوال الأرز زنة عشرين كيلو 90 الف جنيه وبلغ سعر جوال العدس زنة عشرين كيلو 90 الف جنيه وجوال السكر زنة 50 كيلو 180 الف جنيه وبلغت سعر باقة الزيت زنة 36 رطل 120 ألف جنيه وبلغ سعر كيلو اللحم الضان 18 ألف جنيه وكيلو لحم العجالي 12 ألف جنيه سوداني.

وبلغ سعر جوال الدقيق زنة 25 كيلو 70 ألف جنيه وسعر ملوة الفول المصري 20 ألف جنيه وسعر ملوه البليلة العدسية 15 ألف جنيه وملوة الكبكبي 8 ألف جنيه. وبلغ سعر رطل اللبن 8 الف جنيه وسعر رطل البن 12 ألف جنيه ورطل الشاي 8 الف جنيه.

أعتداء على المطابخ والتكايا
يقول محمد عادل عضو غرفة طورائ جبرة لـ"مواطنون" إن سكان مدنية الخرطوم يعانون، في ظل تردي الأوضاع الصحية والمعيشية، من اعتداءات متكررة من قبل قوات الدعم السريع مما أدى إلى تهجير بعض السكان من منازلهم تحديداً في حي جبرة ببعض المربعات.

ولم تقتصر الانتهاكات على منازل السكان، بل أمتدت لتشمل المطابخ و التكايا التي تعمل في إغاثة المواطنين المتضررين من الحرب، حيث قام منسوبي قوات الدعم السريع بالاعتداء على تكية الحلة الجديدة والجريف وبري، وتم نهب المواد الغذائية الموجودة بحوزة التكايا.

تحتاج مدنية الخرطوم لتدخل فوري وعاجل من المنظمات الدولية العاملة في مجال الإغاثة من أجل إنهاء الوضع الكارثي ومنع حدوث مجاعة، كما يجب على الأطراف المتنازعة عدم استخدام الجوع كسلاح والسماح للمساعدات الإنسانية بالدخول وعدم فرض رسوم وجبايات باهظة في نقاط التفتيش والارتكازات على التجار الذي ينقلون البضائع والسلع إلى مدينة الخرطوم.

معرض الصور