08/11/2024

بعد نجاتها من موت محتم.. شابة سودانية بدون وثائق تطلب النجدة من ليبيا

متابعات ـ مواطنون
المصدر: www.infomigrants.net
رفقة العشرات من السودانيين من أبناء مدينتها، فرت الشابة العشرينية خديجة دون أن تحدد الوجهة، لتجد نفسها اليوم عالقة في ضواحي مصراتة الليبية. فما قصتها؟

تطلب النجدة عبر الانترنيت، تحاول أن تجد لنفسها مخرجا من مأزق لم تحسب له حسابا. فقد مضى على وجود الشابة خديجة البالغة من العمر 24 عاما، أكثر من 6 أشهر في ليبيا، ولم تتمكن بعد من التأكد إن كان أهلها على قيد الحياة، ولا أن تنقذ نفسها من حالة اللا أمان التي تعيشها دون وثائق هوية.

تحكي خديجة التي طرقت باب مهاجر نيوز عبر صفحاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي طالبة المساعدة " قبل ما يزيد عن 6 أشهر، خرجت من ضواحي مدينة دارفور بالسودان رفقة عشرات النازحين الهاربين، بعدما تفجر منزلنا بقنبلة". لم تعلم الشابة ما حل بباقي أفراد أسرتها، كانت خائفة ولم تكن تعرف أين يتجه الجميع لكنها رافقتهم بسرعة، وحيدة دون أي فرد من عائلتها.

هي اليوم لا تعلم شيئا عن أفراد عائلتها لم تستطع الوصول إلى أي منهم بعد حادث انفجار المنزل، ولا تعرف إن كانوا أحياء أو أمواتا، ولا طريقة لديها للتواصل معهم. وتضيف قائلة "أصبت بشضايا في ضلعي يوم الانفجار وأعاني من الغدة الدرقية وأنا دون علاج ودواء منذ يوم هروبي".

الأوضاع في السودان مأساوية!
خلفت الحرب حتى الآن أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 11 مليون نازح ولاجئ، بحسب تقديرات الأمم المتحدة. إضافة إلى ذلك فالأوضاع داخل البلد في تدهور مستمر.

فقد أعلنت وزارة الصحة السودانية أن وباء الكوليرا ينتشر بطريقة مهولة، وأن حالات الإصابة ارتفعت إلى أكثر من 30 ألفا، بينها 887 حالة وفاة منذ أغسطس الماضي.

ويتزامن تفشي الكوليرا والفقر والتشرد في السودان، مع عدم ظهور أي أمل في الأفق لتوقف الحرب المتواصلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023.

رحلة نزوح قاسية!
وصفت الشابة السودانية بداية رحلة الفرار والنزوح بقولها "كنت أجري رفقة الجميع، وقد استغرقنا يومين للوصول إلى التشاد. في كل منطقة مررنا بها كان أقارب الأشخاص الذين رافقتهم يأتون لمساعدتهم، أما أنا فكنت أكمل الطريق مع من تبقى منهم".

بعد وصولها إلى التشاد مع مجموعة من السودانيين النازحين، أكملت الطريق مع من توجهوا من هناك نحو الصحراء في الطريق إلى ليبيا. هناك قابلت مجموعة أخرى متجهة نحو ليبيا أيضا، فسمعوا منها قصتها واقترحوا عليها أن ترافقهم لعلها تجد طريقا نحو أوروبا بعدما علموا أنها ظلت وحيدة.

سجن وتحرش وتشرد!
تحكي خديجة "بعد وصولي إلى ليبيا، الكثير منهم غادر من الحدود مع أفراد من عائلته أو معارفه، بينما أنا تم اعتقالي من السلطات. بقيت في سجن أبو سليم لـ 14 يوما، وبعدها تم الإفراج علي بعدما قدم شخص من الجالية السودانية ليؤكد أني سودانية، هذا كل ما أخبروني به".

وتقول الشابة السودانية إنها "فور خروجي من السجن، رأيت ذلك الشخص السوداني الذي أكد هويتي يركب سيارته ويمضي في طريقه، لم يكلمني أو يلتفت إلي حتى. هو مضى في طريقه وأنا بقيت في الشارع لأشهر".

لا مساعدات ولا استجابة لطلبات الإغاثة!
لم تحصل الشابة على المساعدة من أحد حسب قولها، بل العكس تماما، "تعرضت لمضايقات وعنف وتحرش وإهانات. كان الشباب يتحرشون بي خاصة في الليل، وفي إحدى المرات حاول أربعة تواجدوا في الشارع ذاته الذي كنت أنام فيه أن يغلقوا فمي، وبدأوا في لمس جسدي لكني صرخت كثيرا، لم أتوقف إلا عندما أفلتوني، وانتظرت إلى أن ابتعدوا ونمت في مكان مضيء إلى أن طلع ضوء النهار".

يومها التقت خديجة حسب ما روته لمهاجر نيوز مع سيدة ليبية، وطلبت منها المساعدة لأنها صارت مرعوبة مما يمكن أن يحصل لها بعد في الشارع ليلا. وقالت "سألتني من أين أتيت، فأخبرتها أني من السودان، ولحسن حظي أنها إنسانة طيبة ومتزوجة من شخص سوداني فقبلت أن تخفيني في بيتها، حيث أتواجد الآن منذ شهرين".

"الحل.. اللجوء إلى أوروبا"!
تقول خديجة أنها تحاول الوصول إلى أوروبا، موضحة أنه "لا يمكنني العودة للسودان لأني نجوت بأعجوبة مما حصل، ولا أعلم إن كنت سأجد أهلي أحياء أو أموات. الأوضاع في بلدي كارثية".

تتمنى خديجة الوصول إلى فرنسا دون أن تشرح لماذا، وتضيف "ليس لدي أقرباء في أي بلد أوروبي، وليس لدي أي وثائق تثبت هويتي، لقد حاولت التواصل مع القنصلية السودانية والحصول على موعد لكنهم لم يردوا أبدا، وأحاول أيضا التواصل مع المفوضية وأراسلهم منذ شهرين، ولكن لا أحد يرد"

وأضافت قائلة "حتى محاولاتي للتواصل مع من يمكن أن ينقذني تكون بالانترنيت فقط، ليس لدي مال للحصول على رصيد، لم أذهب للمستشفى لأن ليس لدي مال أيضا لدفع مستلزمات العلاج". مضيفة "من حسن حظي أن السيدة الليبية وفرت لي بعض الملابس ومكانا أنام فيه في مخزن المنزل، إضافة إلى أكل وماء".

معرض الصور