غارات جوية تقتل العشرات في مدينة نيالا

وكالات - مواطنون
لقي العشرات، من بينهم نساء وأطفال، مصرعهم جراء غارات جوية شنها الجيش على مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور. ووصف شهود عيان مجزرة مروعة ضد المدنيين، بما في ذلك قصف أحياء الرياض والخرطوم خلال الليل.

تشهد دارفور والعاصمة الخرطوم قتالًا عنيفًا مستمرًا منذ أشهر بين الجيش السوداني بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو.

أظهرت لقطات فيديو لآثار حملة القصف جثثًا مقطعة وأشخاصًا مصابين بجروح خطيرة، حيث سارع الناس لإنقاذ الآخرين.

وأصدر حزب الأمة المعارض بيانًا يدين قصف الجيش لمدينة نيالا، مؤكدًا أن معظم القتلى هم من النساء والأطفال.

وأضاف الحزب أن استمرار القصف الجوي الذي يستهدف الأسواق والمناطق السكنية وأماكن التجمع يشكل "تهديدًا حقيقيًا لحياة المدنيين وجريمة تستوجب المتابعة والمحاسبة". ودعا الحزب الجيش إلى تجنيب المواطنين القصف والنظر في المخاطر التي يتعرض لها المدنيون.

وفي ولاية الجزيرة بوسط السودان، واصلت قوات الدعم السريع هجماتها على المدنيين، ما أدى إلى تهجيرهم من قراهم وتفاقم الأزمة الإنسانية. قُتل ما لا يقل عن ثلاثة مدنيين في قرية الجعافرة الريفية، بينما احتجزت قوات الدعم السريع 51 آخرين.

وفي مدينة الفاشر، قُتل ثلاثة آخرون يوم الأحد، حيث ذكر شهود أن القصف استهدف الأحياء الجنوبية للمدينة.

تقاتل قوات الدعم السريع الجيش السوداني منذ أبريل 2023، لكنها كثفت في الأيام الأخيرة من عنفها ضد المدنيين في الجزيرة. وأسفر النزاع في السودان عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، وتقدر بعض المصادر أن الحصيلة تصل إلى 150,000 قتيل. كما تسبب الصراع في أزمة نزوح تُعد الأكبر في العالم، حيث شُرّد أكثر من سبعة ملايين شخص.

وفي يونيو، قالت ليندا توماس غرينفيلد، السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، إن السودان يشهد "أكبر أزمة إنسانية على الكوكب".

وقالت هيومن رايتس ووتش في تقرير صدر في وقت سابق من هذا العام إن الهجمات التي نفذتها قوات الدعم السريع وميليشياتها المتحالفة، والتي قتلت الآلاف منذ أبريل 2023، تُعد تطهيرًا عرقيًا ضد السكان غير العرب في المنطقة.

وذكرت المنظمة أن قوات الدعم السريع وميليشياتها استهدفت قبائل المساليت وغيرها من المجموعات غير العربية في الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور. وأوضحت هيومن رايتس ووتش أن أفراد قبيلة المساليت الذين تم أسرهم تعرضوا للتعذيب، واغتصبت النساء والفتيات، وتم نهب وتدمير أحياء بأكملها.