الفارون من جزيرة توتي يتحدثون عن الجوع والمرض
وكالات ـ مواطنون
محمد عوض وأسرته من بين عشرات الأشخاص الذين فروا من جزيرة توتي السودانية في وقت سابق من هذا العام، وسط حصار فرضته قوات الدعم السريع، ليجدوا ملاذًا في مأوى بعد أشهر من النجاة بموارد غذائية شحيحة ومخاطر الإصابة بالأمراض.
الجزيرة الواقعة في منتصف نهر النيل تمثل نموذجاً مصغراً للدمار الذي أحدثته الحرب التي اندلعت في أبريل 2023.
تُقدر التقارير وفاة أكثر من 61,000 شخص في ولاية الخرطوم خلال الأشهر الأربعة عشر الأولى من الحرب السودانية، وهو عدد يفوق التقديرات السابقة بكثير.
وأفاد ناشطون أن قوات الدعم السريع فرضت مبالغ طائلة على الأشخاص لإجلائهم.
وقال عوض، وهو يحمل أحد أطفاله في مأوى للنازحين في أم درمان التي يسيطر عليها الجيش: "لا يوجد طعام جيد، وهناك الكثير من الأمراض، ولا يوجد نوم ولا أمان".
تعد الجزيرة واحدة من 14 منطقة في السودان مهددة بالمجاعة، وفقًا للخبراء، وقد اجتاحها مرض حمى الضنك، وهو مرض ينتقل عبر البعوض.
وأوضحت سارة سراج، وهي أم غادرت الجزيرة مع طفليها، أن ستة أو سبعة أشخاص كانوا يموتون يوميًا، وأنها تمكنت فقط من علاج طفليها من حمى الضنك بعد وصولها إلى أم درمان.
أُجبرت مطابخ الإغاثة الخيرية على الإغلاق في توتي وأماكن أخرى في العاصمة الخرطوم بسبب نقص التمويل والإمدادات وارتفاع الأسعار.
ربيع عبد القادر، مرشدة تغذية، تعمل على علاج الأسر الوافدة حديثًا إلى مأوى في المدينة.
وقالت: "نسأل الأم عما تأكل... أحيانًا تكون الإجابة دموعها. لا تستطيع الرد بسبب ظروفهم".