تقرير حقوقي: وضع اللاجئين السودانيين في ليبيا وتونس ومصر على ``شفا الانهيار``
مواطنون
قالت منظمتان حقوقيتان إن أوضاع السودانيين في ليبيا وتونس ومصر يبعث على القلق.
وذكرت المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب OMCT والشبكة الليبية لمناهضة التعذيب في تقرير مشترك، أمس، إن السودانيين النازحين قسرا في دول شمال إفريقيا، سيما ليبيا وتونس ومصر، يتعرضون للاعتقالات والاحتجاز التعسفي والابتزاز والاتجار بالبشر والتعذيب وسوء المعاملة والعنف القائم على النوع الاجتماعي والتمييز العنصري. وتتفاقم انتهاكات حقوق الإنسان هذه بسبب الأزمة الإنسانية، مما يترك السودانيين النازحين قسراً مع القليل من الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم والإسكان.
وقال أحد المدافعين عن حقوق الإنسان من الشبكة الليبية لمناهضة التعذيب، متحدثاً بشرط عدم الكشف عن هويته بسبب المخاوف الأمنية "على الرغم من الروابط الثقافية والتاريخية، فشلت ليبيا ومصر وتونس في الوفاء بالتزاماتها الدولية بتوفير الحماية الكافية للسودانيين النازحين قسراً. وقد نفذت هذه البلدان سياسات تقييدية أسفرت عن انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان وتفاقم الأزمة الإنسانية".
ومنذ اندلاع الصراع في السودان في أبريل 2023، أُجبر أكثر من 10 ملايين سوداني على الفرار من ديارهم داخليا، بينما لجأن اكثر من 3.1 ملايين لجأوا إلى دول الجوار، وفق الأمم المتحدة.
وقال التقرير ان اللاجئين يواجهون انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان وهم يسعون إلى اللجوء في البلدان المجاورة، بما في ذلك ليبيا وتونس ومصر.
واضاف التقرير لقد أدت السياسات التقييدية المتزايدة في هذه البلدان إلى زيادة الضغوط والمراقبة والقيود المفروضة على أنشطة منظمات المجتمع المدني، مما أعاق قدرتها على تقديم المساعدات المنقذة للحياة لأولئك الذين يتنقلون.
واعتقلت لسطات الامن التونسية الاسبوع الماضي عشرات من اللاجئين السودانيين وسلمتهم لمراكز اعتقال في منطقة او كماش في غرب ليبيا حيث ما زالوا في الاحتجاز.
وافاد التقرير، الذي استند إلى بحوث وتوثيق ومسوحات أجريت مع 127 فرداً سودانياً، إلى جانب مقابلات مع قادة المجتمع وممثلي المنظمات غير الحكومية المحلية والمنظمات غير الحكومية الدولية ووكالات الأمم المتحدة الضوء على اتجاهات بان أكثر من 40٪ من السودانيين الذين شملهم الاستطلاع، عانوا من مستويات متزايدة من التمييز العنصري أو العنف في بلدانهم المضيفة. ومن بين هؤلاء، عزا أكثر من 36٪ مثل هذا السلوك والانتهاكات إلى المواطنين والسلطات، في حين حدد أكثر من 25٪ الجماعات الإجرامية أو غير الحكومية، بما في ذلك الميليشيات والمتاجرين والمهربين، باعتبارها الجناة.
وأعرب 54% من اللاجئين السودانيين الذين شملهم الاستطلاع عن رغبتهم في الاستقرار في بلد آمن، ويعتزم 80% محاولة العبور إلى أوروبا في غضون ستة أشهر، على الرغم من المخاطر التي تنطوي عليها، اذ سجلت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة في عام 2024 وحده، 1351 حالة وفاة واختفاء في البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك 63 طفلاً.
وقال إيزيدور كولينز نجويلو، رئيس مكتب أفريقيا في المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب "إن وضع النازحين السودانيين قسراً في شمال إفريقيا على وشك الانهيار. يجب أن نتحرك الآن لتجنب فقدان جيل كامل من السودانيين، الذين يواجهون حاليًا بعضًا من أكثر أشكال التعذيب وسوء المعاملة تطرفًا على طول رحلتهم المحفوفة بالمخاطر بحثًا عن الأمان والملجأ".
واضاف قائلا ان "ما يحدث أمر بغيض وغير مقبول، ويجب أن يتوقف".
ودعا التقرير المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتوفير الحماية والدعم للسكان السودانيين النازحين قسراً من خلال معالجة الأسباب الجذرية للنزوح، وإنشاء مسارات آمنة وقانونية لأولئك الذين يسعون إلى اللجوء، وضمان احترام حقوق الإنسان.