
تل أبيب.. طهران.. من سيفلس أولا!
قصي مجدي سليم
في عالم السياسة لا يضر المرء مثل التفكير الرغبوي.. وهو؛ ذاك التفكير؛ مضر على أي حال وكل مكان. ومن العيوب العظيمة صب الرغبات في التحليل والنقد؛ لأن ذلك يجعل الخلاصة معيبة وان صدفت.
من الحقائق التي عجت بها مراكز البحوث والدراسات؛ كما ناقشها العديد من الخبراء في القنوات الاخبارية الرصينة.. برز التالي:
إيران قادرة على إلحاق أضرار مؤلمة لكن غير حاسمة (توقف الاقتصاد أيامًا، تشلّ منشآت حيوية)، لكنها غير قادرة على تدمير البنية العسكرية الإسرائيلية أو تحقيق نصر استراتيجي.
هذا مع التأكيد على أن الهجمات الأخيرة أثبتت أن "الضرر الكبير" ممكن إذا تخطت إيران عتبة التكلفة السياسية للتصعيد.
الحرب الحالية تثبت أن:
"إيران تُقاتل إسرائيل كـ(دولة فقيرة) تملك إرهابًا تقنيًّا (صواريخ/مسيّرات)،
بينما تُقاتل إسرائيل إيران كـ(دولة غنية) تملك تكنولوجيا باهظة (أنظمة دفاع/طائرات متطورة)."
وفقا لتحليل معهد ستوكهولم لأبحاث السلام (SIPRI).
المعركة الحقيقية: من سيفلس أولًا؟ إسرائيل تحت ضغط اقتصادي (تكلفة الاعتراض 50 مليون يوميًّا)، وإيران تواجه انهيار عملة (انخفاض الريال 40% منذ 2023).
ولكن لدى اسرائيل دعم لا محدود من عدة دول غربية وعلى رأسها أمريكا؛ وليس لدى إيران غير حلفاء منهكين ما عدا الصين.
غير أن الدعم الغربي بدأ في الانخفاض بل اشتدت لهجة الاتحاد الأوروبي ومشى خطوات أبعد حين عاقب عشرة ضباط اسرائيليين اشتركوا في حرب ايران!
ترمب أيضا لا يريد حربا طويلة الآن فوعوده الانتخابية وما يرجو تحقيقه في ولايته هذي يجعلانه يقبل الحرب على مضص؛ وعلى أمل ألا تطول أيضا.
أما الدولة الوحيدة والنظام الوحيد الذي يرى فائدة جمة في هذه الحرب فهي دولة اسرائيل وخصوصا نظام نتنياهو..
فالدولة التي لا ينتطح عنزان في أنها استيطانية عنصرية استعمارية ومجرمة، ليس لديها أي وسيلة للعيش سوى بصنع أعداء دائمين.. لأن السلام ليس من مصلحتها!
أما نظام نتنياهو فأقصى أمانيه أن تستمر الحرب حتى ترق كل الدماء.. فهذا أنجى له من السجن والتحقير العام.