
بين بركسل ونيويورك.. أسبوع البحث عن حل لحرب السودان
تقرير إخباري ـ مواطنون
عشية انعقاد جلسة مجلس الأمن الدولي المخصصة والاستماع إلى إحاطات من مختصين أممين حول تطورات الحرب في السودان، انعقد في العاصمة البلجيكية بروكسل اجتماع المجموعة الاستشارية السودانية في إطار السعى إلى بلورة رؤية أكثر شمولاً لمجموعة مبادرات السلام المقترحة منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع.
ضم الاجتماع، الذي عُقد في بروكسل، ممثلين عن منظمات إقليمية ودولية ودول رئيسية معنية بالصراع في السودان، بما في ذلك الأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية، والاتحاد الأوروبي، وجامعة الدول العربية، بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، في إطار جهود مشتركة لإحياء المسار السياسي.
التنسيق بين المبادرات وتوحيد الرؤى السياسية كان هو الشاغل الرئيسي في الحراك الحالي، هاصة في ظل الفوضى الناتجة عن تقديم اكثر من 13 مقترحاً من قبل القوى الإقليمية والدولية والجهات السياسية الفاعلة في السودان.
واليوم الجمعة، استمع مجلس الأمن الدولي إلى إحاطتين صادمتين من مارثا أما أكيا بوبي، مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أفريقيا، وشاينا لويس، المتخصصة في شؤون السودان والمستشارة الأولى في منظمة منع وإنهاء الفظائع الجماعية (PAEMA)، وهي منظمة مقرها الولايات المتحدة.
أكدت بوبي أن خطوط المواجهة لا تزال تتغير مع إصرار قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية على تحقيق أهدافهما العسكرية، محذرة من أن "الأطراف المتحاربة تبدو ثابتة في عزمها على تحقيق أهدافها العسكرية".
وأشارت إلى الاستخدام المتزايد للأسلحة المتطورة، بما في ذلك الطائرات المسيرة بعيدة المدى، مما أدى إلى اتساع نطاق العنف ليشمل مناطق كانت مستقرة سابقًا.
وحذرت بوبي أيضًا من امتداد الصراع إلى المنطقة، مستشهدةً بتقارير حديثة عن اشتباكات عنيفة في منطقة الحدود الثلاثية بين السودان وليبيا ومصر، شملت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع وقوات تابعة للجيش الوطني الليبي.
انتهاكات حقوق الإنسان
كما أشارت بوبي إلى تقارير الأمم المتحدة لحقوق الإنسان التي وثّقت تضاعف عمليات قتل المدنيين تعسفيًا ثلاث مرات بين فبراير وأبريل من هذا العام.
وشددت على أن "الإفلات من العقاب يُؤجج هذه الانتهاكات والتجاوزات الجسيمة لحقوق الإنسان وغيرها. يجب محاسبة جميع أطراف النزاع".
وركزت إحاطة السيدة لويس على تدهور الوضع الإنساني، مُسلّطةً الضوء على أكثر من 15 مليون طفل يحتاجون الآن إلى المساعدة بسبب الهجمات المستمرة على المدنيين.
وبعد عودتها من زيارة أخيرة إلى السودان، روت لويس قصصًا عن أطفال مصابين بجروح خطيرة في المستشفيات، وأكدت أن ما يصل إلى 80% من المرافق الصحية في مناطق النزاع لم تعد تعمل.
كما استشهدت بأمثلة على هجمات عشوائية شنّتها القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على المستشفيات، بما في ذلك غارة جوية بطائرة بدون طيار يُشتبه في أنها تابعة للقوات المسلحة السودانية في 21 يونيو، استهدفت مستشفى في غرب كردفان، مما أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصًا وتدمير معدات حيوية لإنقاذ الأرواح.
وأثارت كل من لويس وبوبي قلقًا بالغًا إزاء انتشار استخدام الأطراف المتحاربة للعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي ضد النساء والفتيات في جميع أنحاء السودان.
حكومة الأمل
على الرغم من استمرار العنف وانتهاكات حقوق الإنسان، أكدت السيدة بوبي على أهمية "حكومة الأمل" الجديدة، التي طرحها رئيس الوزراء المعين حديثاً. كما أشادت بجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، رمضان لعمامرة، الذي يتواصل مع رئيس الوزراء والجماعات المدنية والأطراف المتحاربة.
فيما طرح السفير جيمس كاريوكي، نائب الممثل الدائم للمملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة، في ثلاث نقاط. حيث طالب بالتحقيق في الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون في السودان جراء استمرار الحرب، وكذل التحقيق في حالات الاختطاف والتجنيد والعنف ضد الأطفال.
ودعا طرفي الصراع إلى الوفاء بالتزاماتهما بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما يتماشى مع القانون الدولي والالتزامات التي قطعاها في جدة.
وأكد كاريوكي على دعم بلاده دعوات الأمين العام المساعد، بوبي، إلى وقفات إنسانية مؤقتة لتوصيل الإغاثة ودون عوائق إلى جميع المحتاجين في جميع أنحاء السودان. ودعا الأطراف إلى توفير ضمانات أمنية للعاملين في المجال الإنساني، ورفع العوائق البيروقراطية، وضمان ترجمة هذه الخطوات إلى تحسينات حقيقية في الوصول على أرض الواقع
وقطع السفير كاريوكي بأن لا حل عسكري لهذا الصراع، مشيراً إلى إن الهياكل الحاكمة الموازية والتغييرات الأحادية الجانب في الدستور لن تؤدي إلا إلى تعميق هذه الأزمة. مؤكداً على احترام سيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه.
وأكد على مواصلة المملكة المتحدة دعم الجهود الرامية إلى انتقال حقيقي بقيادة مدنية، يعيد السلام ويحمي سيادة السودان ويرسي أسس مستقبل ديمقراطي.