03/07/2025

جهود الإدارة الأمريكية بشأن السودان خلال عام 2025

مواطنون ـ تقرير إخباري
تُظهر التحركات والبيانات الصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية في عام 2025، والتي تشمل مشاركة مسؤولين رفيعي المستوى مثل الوزير ماركو روبيو والسفيرة دوروثي شيا، بالإضافة إلى نائب وزير الخارجية كريستوفر لاندو والمستشار الأول لشؤون أفريقيا مسعد بولس، التزاماً أمريكياً واضحاً ومتعدد الأوجه بمعالجة الأزمة في السودان، والذي يُنظر إليه كصراع ملح يؤثر على الاستقرار الإقليمي والعالمي. يمكن تلخيص هذه الجهود في المحاور الرئيسية التالية:

اهتمام رفيع المستوى
يعكس انخراط وزير الخارجية (ماركو روبيو) مباشرة في اجتماعات ثنائية ومتعددة الأطراف، وتناوله الشأن السوداني مع نظرائه (مثل وزير الخارجية المصري ووزير الخارجية الإماراتي)، الأهمية التي يحظى بها الملف السوداني على أعلى المستويات الدبلوماسية الأمريكية. كما تُشير احدث التقارير عن عزم الوزير روبيو عقد اجتماع قريب لوزراء خارجية اللجنة الرباعية إلى تفعيل آليات التنسيق الإقليمي والدفع نحو حل للأزمة.

انخراط حكومي متخصص
إن وجود نائب وزير الخارجية كريستوفر لاندو في اجتماعات مع سفراء دول رئيسية بشأن النزاع في السودان، يوضح أن الاهتمام الأمريكي بالملف يمتد إلى ما دون مستوى الوزير مباشرة، مما يدل على وجود فريق عمل متفرغ ومعني.

الأهم من ذلك، أن مشاركة مسعد بولس، بصفته مستشاراً للرئيس ترامب لشؤون أفريقيا حالياً، يؤكد أن البيت الأبيض نفسه (في شخص ترامب أو دائرة نفوذه) منخرط بشكل مباشر في هذه الجهود. هذا يعطي بعداً سياسياً إضافياً للتحركات، ويشير إلى أن هناك اهتماماً ودفعاً من أعلى المستويات السياسية في الولايات المتحدة، خارج نطاق وزارة الخارجية التقليدي، بمعالجة الأزمة السودانية.

تحركات متعددة الأطراف والتنسيق الدولي
تُبرز مشاركة الولايات المتحدة في اجتماعات مجموعة الدول الصناعية السبع (G7) ونقاشاتها حول أوضاع الصراع في السودان، ثم إصدار بيانات مشتركة تدعم السلام الدائم وتتزامن مع الذكرى الثانية لاندلاع الحرب، التزاماً بالدبلوماسية الجماعية.

وفي نفس السياق تؤكد تصريحات السفيرة دوروثي شيا في مجلس الأمن الدولي على استخدام الولايات المتحدة للمنابر الأممية لحشد الدعم الدولي وتسليط الضوء على الأزمة في السودان وجنوب السودان.

التركيز على إنهاء النزاع وتحقيق السلام الدائم
الهدف الأساسي الذي يتردد في بيانات مجموعة السبع هو "دعم السلام الدائم في السودان"، مما يشير إلى سعي أمريكي نحو حل سياسي شامل ينهي الصراع الحالي ويؤسس لاستقرار طويل الأمد.

التعامل مع الأبعاد الإنسانية للأزمة
تعكس إدانة الهجوم الأخير على قافلة إنسانية تابعة للأمم المتحدة في السودان قلقاً أمريكياً واضحاً بشأن الأثر المدمر للحرب على المدنيين، وضرورة حماية عمال الإغاثة وتأمين وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.

تفعيل الشراكات الإقليمية
تظهر الاجتماعات مع سفراء ووزراء خارجية دول مؤثرة إقليمياً (مثل الإمارات والسعودية ومصر) أن الولايات المتحدة ترى هذه الدول كشركاء أساسيين في أي مسعى لحل الأزمة السودانية، نظراً لنفوذها وقدرتها على التأثير في المنطقة.

الفجوة بين الدبلوماسية والتأثير المباشر
على الرغم من الكثافة الواضحة في التحركات الدبلوماسية رفيعة المستوى والتنسيق الدولي والإقليمي بشأن السودان في عام 2025، فمن الضروري الإشارة إلى أن هذه الجهود لم تترك أثراً ملموساً كافياً على الأرض حتى الآن. وما يزال السؤال قائماً حول ما إذا كانت هذه التحركات ستفضي بالفعل إلى حلول حقيقية تنهي المعاناة الإنسانية والصراع الدائر.

تتفاقم هذه الفجوة بسبب عوامل أخرى، أبرزها تقليص أو إلغاء معظم المساعدات التي كانت تقدمها وكالة التنمية الأمريكية (USAID). هذا التخفيض في المعونات كانت له تداعيات مباشرة وسلبية للغاية، حيث أدى إلى:

تفاقم الأزمة الإنسانية
تراجع الدعم المالي والمساعدات العينية قلل بشكل كبير من قدرة المنظمات الإنسانية على توفير الاحتياجات الأساسية للنازحين واللاجئين السودانيين داخل وخارج البلاد.

ويواجه اللاجئون والنازحون، الذين يعتمدون بشكل كبير على هذه المعونات للبقاء على قيد الحياة، الآن تحديات أكبر في الحصول على الغذاء، الماء، المأوى، والرعاية الصحية.

هذا التناقض بين النشاط الدبلوماسي المكثف والقيود المفروضة على الدعم الإنساني الفعلي يثير تساؤلات جدية حول مدى شمولية وفعالية الاستراتيجية الأمريكية في السودان. إن النجاح الحقيقي للجهود الدبلوماسية سيُقاس في نهاية المطاف بمدى قدرتها على ترجمة هذه التحركات إلى تحسن ملموس في حياة الناس ووقف فعلي للنزاع على الأرض.

معرض الصور