
مفوض حقوق الانسان يعرب عن قلقه من تصاعد العنف في ولاية الجزيرة
متابعات ـ مواطنون
أعرب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فولكر تورك عن قلقه البالغ إزاء تصاعد الأعمال العدائية والعنف في ولاية الجزيرة بالسودان، والدعوات المتزايدة لحشد المدنيين في ولاية الجزيرة، والتقارير عن خطاب الكراهية المتداول على وسائل التواصل الاجتماعي.
وطالب فولكر بالتحقيق في جميع الانتهاكات وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة، وكسر الدائرة المروعة من العنف.
ومن جهة اخرى قالت بعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن السودان ان قوات الدعم السريع مسؤولة عن ارتكاب عنف جنسي على نطاق واسع أثناء تقدّمها في المناطق التي تسيطر عليها بما في ذلك الاغتصاب الجماعي وخطف واحتجاز ضحايا في ظروف ترقى الى مستوى الاستعباد الجنسي.
وقال محمد شاندي عثمان، رئيس بعثة تقصي الحقائق: "لقد أذهلنا النطاق المهول للعنف الجنسي الذي نقوم بتوثيقه في السودان. إن وضع المدنييّن الأكثر حاجة، ولا سيما النساء والفتيات من جميع الأعمار، يبعث على القلق الشديد ويتطلّب معالجة عاجلة."
وقالت جوي نجوزي إيزيلو، عضو البعثة: "ان النساء والفتيات والفتيان والرجال في السودان الذين يتعرضون بشكل متزايد للعنف الجنسي والجنساني بحاجة إلى الحماية. وبدون المساءلة، ستستمر دوامة الكراهية والعنف. يجب علينا وقف الإفلات من العقاب ومحاسبة الجناة."
وقالت منى رشماوي، العضو الثالث في البعثة: "يجب ان تقع مسؤولية وعار هذه الأعمال المشينة على عاتق الجناة دون سواهم. سيواصل مرتكبو هذه الجرائم تمزيق السودان والتسبب بالإرهاب والخراب ما لم يتم توسيع اختصاص المحكمة الجنائية الدولية ليشمل جميع أنحاء السودان وانشاء آلية قضائية مستقلة تعمل بالترادف والتكامل مع المحكمة الجنائية الدولية.
وأضافت رشماوي: "وتوضّح هذه الظروف أيضا بجلاء أن الضحايا يحتاجون إلى الدعم العالج، بما في ذلك المساعدة الطبية والقانونية، وهي أمور تكاد تكون غائبة تمامًا في السودان. وينبغي على الفور إنشاء مكتب مكرّس لدعم الضحايا وجبر الضرر في سبيل مساعدهم."
وكان مجلس حقوق الإنسان قد انشأ بعثة تقصي الحقائق في السودان في أكتوبر 2023 للتحقيق الانتهاكات والتجاوزات لحقوق الإنسان وانتهاكات القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك تلك المرتكبة ضد اللاجئين، والجرائم ذات الصلة في سياق النزاع المسلح المستمر منذ ابريل العام الماضي.
وكانت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) كاثرين راسل قد اعربت عن قلقها الشديد بسبب العنف المتصاعد ضد الأطفال والأسر في ولاية الجزيرة بالسودان، فثمة تقارير فظيعة بشأن ارتكاب عمليات قتل جماعي، وعنف جنسي واسع النطاق ضد النساء والبنات، وتدمير للمنازل وسبل العيش.
وقالت راسل في تصريح امس "تلقينا تقارير فظيعة عن تعرُّض عدة بنات، ويبلغ سن بعضهن 13 سنة، للاغتصاب والعنف الجنسي، بالإضافة إلى احتجاز أطفال. واضطرت أكثر من 9,000 أسرة معيشية، تضم أكثر من 45,000 شخصاً، للفرار من منازلها في مدينة تمبول والقرى المحيطة بها خلال الفترة ما بين 20 و27 تشرين الأول / أكتوبر 2024".
واضافت راسل "هذا العنف هو جزء من كارثة إنسانية هائلة من صنع الإنسان أدّت لغاية الآن إلى مقتل وإصابة آلاف الأطفال، وتشريد أكثر من 11 مليون شخص، وتركت ملايين آخرين يواجهون خطراً شديداً. وقد أصبحت السودان حالياً مكان أكبر تهجير للسكان وأكبر أزمة إنسانية في العالم — وهي أزمة تؤثر باطراد على المنطقة الأوسع".